دعاة الفتنة الطائفية يشتد خطرهم هذه الأيام وقد تجاوزوا كل حد. انتهكوا كل محرم وطني وديني وأخلاقي. يوقدون نار الفتنة بانتظام, وعلي طول الخط, وبوقاحة منقطعة النظير. تطرفهم فاق الجنون, يعتقد كل منهم أنه يدفع دينا بدين, ينصر دينا علي دين, بينما دينهم الحقيقي هو الخراب الذي لا خراب بعده. التدين الذي هو علاقة بين العبد وربه يجعلونه الآن وسيلة لتدمير البلد, أداة للتفرقة, وشحن نفوس المصريين ضد بعضهم البعض, وحرق أنفسهم بأنفسهم. الدين عمران.. تعمير للبلد, تعمير للنفوس, تعميق لأواصر أبناء الوطن الواحد. كيف يكون إذن نارا للحرق والقتل؟! من يتدين إنما لنفسه من يصلي إنما لنفسه من يتعبد إنما لنفسه حسابه في الأول والآخر عند ربه لا فضل لأحد علي أحد بتدين أوصلاة أو تعبد. فضلنا جميعا ببناء البلد, بعمران البلد, بتقدم البلد, بتحديث البلد, بالارتقاء بالبلد. من يمتطي الدين أي دين من أجل التطرف مجرد مخرب, ومن يدخل من باب الدين لبث الفتنة الطائفية أيا كان دينه, مجرد مدمر. هؤلاء مكانهم السجن, وليس المنابر الدينية والاعلامية, يستحقون التحقير والتجريم, وليس التكريم والتبجيل, ليسوا علماء وليسوا شيوخا ولاقسيسين, بل مجرمين. هؤلاء ليسوا مدافعين عن دين كما يزعمون لأنفسهم, بل مهووسون يمزقون جسد البلد, قتلة لأتباع الدين وأبناء الوطن الواحد يتسللون من باب الانتصار لفئة أو دين فينتهكون محرمات بلد بأكمله, فيستحقون دك عنقهم من البلد بأكمله. من يبث سموما باسم طائفة وليس بين المصريين طائفة مجرد قاتل يجلس في بيته آمنا, بينما يسوق المواطنين, علي اختلاف دياناتهم, وقودا لنيران طائفيته المريضة, وتعصبه المقيت. أمثال هؤلاء يجب أن يعرفوا بجدية الآن أنهم ليسوا آمنين, وأنهم مطلوبون للمحاكمة كدعاة للقتل, وتدمير البلد. أمثال هؤلاء تجب مساءلتهم وإخضاعهم للمحاكمة, أيا كانوا, وأيا كانت مواقعهم, أو منزلتهم عند البعض. يجب أن يعرف هؤلاء الآن: أن من يزرع الفتنة باسم أي دين, لن يدخل الجنة بل سيذهب إلي السجن. ربما يحلو لكل فئة هذه الأيام أن تنتصر لما تتصوره حقها, لسنا ضد حقوق أي فئة, إنما لا حق لفئة علي حساب البلد. حق البلد أولي, لأنه حقنا جميعا. حق المصريين الذين هم فئة واحدة, أمة واحدة, وطن واحد, شعب واحد. لن نقول: يجب أن يأخذ القانون مجراه, بل نقول, وبعلو الصوت: متي يأخذ القانون مجراه؟ ما الذي يعطل القانون؟! في الحسبان أيضا أنه صارت للفتنة صحف وتليفزيونات وقنوات فضائية. بارونات الفتنة, كما يمتطون الدين, صاروا يمتطون بعض الصحف ووسائل الإعلام أيضا, بضاعتهم أصبحت بضاعة بعض الصحافة والإعلام. هنا بارونات وهنا بارونات, والمصالح علي الجانبين تبدو واحدة, لكن ينبغي أن يدرك الكل جيدا أن من يسعي لتدمير البلد بالفتنة, لن يجد تلة ليجلس عليها, هذه نار تحرق الجميع, ولن يسلم منها أحد. إذا كان قد جري حساب لمن لا يلتزم بدفع أجر بثه التليفزيوني, فمن الأولي أيضا أن نحاسب من لا يلتزم بمحرمات الوطن والمواطنة, ويعمل علي تخريب وتدمير وتمزيق البلد. إذا كان من تصرف سليم ووطني يتوحد حوله ويلتزم به الكل الآن, فلن يكون سوي إصدار كارت أحمر. كارت طرد لدعاة الفتنة من أي صنف, ومن أي دين, وأيا كانت مواقعهم, أو هيئاتهم, طرد من صفوف المجتمع والصحافة, وكل أنواع الإعلام. * إننا ندعو كل الهيئات والأجهزة الموكل لها تنفيذ القانون أن تقوم بدورها بحسم ووضوح بحق دعاة الفتنة لمساءلتهم ومحاكمتهم. * ندعو كل الوزارات والهيئات المنظمة لعمل القنوات الفضائية لأخذ دورها وتنظيم اجتماع عاجل لممثلي هذه القنوات للالتزام جميعا بعدم ظهور دعوات ودعاة الفتنة علي هذه القنوات, وتجريم التعامل معهم بأي صورة من الصور. * بالمثل ندعو نقابة الصحفيين لتنظيم اجتماع عاجل لرؤساء تحرير الصحف القومية والحزبية والخاصة علي حد سواء للالتزام جميعا بعدم نشر دعوات ودعاة الفتنة, وتجريم التعامل معهم بأي صورة من الصور. * كذلك ندعو المجلس الأعلي للصحافة للقيام بدوره لحسم الموقف من دعوات ودعاة الفتنة, وتجريم التعامل معهم بأي صورة من الأشكال والصور. * الأحزاب أيضا مدعوة للقيام بالدور ذاته, هيئات, وجمعيات المجتمع المدني أيضا منوط بها أن تقوم بدورها ضد دعوات ودعاة الفتنة. الكل مطلوب والكل عليه دور فليبادر كل بدوره, ولتكن هبة واحدة بيد واحدة موحدة تدك عنق التطرف والمتطرفين, ودعوات ودعاة الفتنة. هلا نهضنا حالا فأنقذنا أنفسنا والبلد أم قعدنا ننتظر حرقنا وتدمير البلد؟!.