إذا أراد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن يحصل على إجازة، فإلى من سوف يتقدم بطلب؟!. سؤال ساذج من تلك الأسئلة التى يطرحها الشرود اللاهادف بلا أي مناسبة!.ولا خوف.. فلعلنا نذكر أن كثيرا من القرارات المصيرية لرؤساء أمريكا وأوروبا، جاءت من المنتجعات المخصصة لقضاء إجازاتهم.وبالطبع فإن الرئيس عندما ينتقل إلى المقر الذي يقضي فيه إجازته، فسوف يتحول المنتجع إلى مقر عمل أيضا، فالذي يشغل منصب رئيس الجمهورية، هو الموظف الوحيد الذي ينتقل معه عمله أينما حل، ومع ذلك فمجرد خروج الرئيس من أجواء المعمعة اليومية للعمل، قد يكون له المردود النفسي الإيجابي، خاصة عندما يتحرر الرئيس من البدلة والكرافتة في غير أوقات النوم والرياضة. أليس من حق الرئيس أن يمدد جسمه على «شيزلونج» أو كرسي بامبو في حديقة أو حتى بلكونة في أي وقت في اليوم؟!. فلو فعل ذلك في يوم لا يحمل عنوان «إجازة» فقد لا يكون له الأثر الحقيقي على الحالة النفسية، فإحساس الإجازة في حد ذاته ممتع ومريح ويهييء أجواء الترويح حتى لو بذلنا فيها أضعاف ما نبذله في العمل. لكن للأسف فإن كلمة الراحة أو الإجازة في عرف العمل في مصر، كلمة مرذولة وكثيرا ما تقابل من رئيسك المباشر بالتكشيرة الرسمية المختومة بخاتم النسر. فعندما يحصل الموظف على إمضاء رئيسه المتجهم بسبب الكلمة، على نموذج طلب الإجازة، يبدو وكأنه قد حصل على مكافاة استسنائية وهذا نظام عمل بدا مردوده متجسدا في هزل وهزال أداء موظفي الجهاز الإداري للدولة المصرية على مر العصور. فمن حق أي إنسان يعمل في أي جهة وتحت أي ظروف، أن ينفصل عن أجواء العمل ويريح نفسه من هذه الأجواء الجدية التى تجعل القلوب تكل وتمل وتصدأ كالحديد. أليس من حقه أن ينام نوما عميقا دون أن يزعجه جرس المنبه أو يستيقظ على نبأ يسد النفس على الصبح؟!. أليس من حقه أن يغلق هاتفه ولو لم يعرف رقمه إلا شخصيات معدودة، حتى ولواقتصر الإغلاق على ساعات نومه في الإجازة؟!. ألا يحن إلى لقاء جار أو صديق أو زميل دراسة قديم ليس بينه وبين مسئوليات الحكم أي صلة؟! بالطبع فإن إجابات هذه الأسئلة تحلق في سماء الأماني أو وراء حدود المستحيل. فلو كنا بالفعل حريصين على تجديد طاقة العمل عند الرئيس، لدفعناه دفعا إلى أن يحصل على إجازة ولو بالإكراه ولو مجرد نقل محل إقامته أو عمله مؤقتا، فإن أسوأ الموظفين هم الذين يفتخرون دائما بأنهم لا يحصلون على إجازات. فلتأخذ الإجازة يا سيدي الرئيس، حتى لو حملت معك كل أعباء عملك، فيكفي أنك قد تكون أول رئيس يرسل بطلب إجازة اعتيادية إلى مدير شئون العاملين برئاسة الجمهورية ولا تقلق من أن ورقة إجازتك لا يوجد عليها توقيع رئيسك في العمل.. فأعتقد أن الموظف المسئول عن الإجازات الاعتيادية في الإدارة، «هيعرف يظبطها على ماترجع سيادتك بالسلامة».