سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
يحدد ملامحها نخبة من الخبراء والسياسيين خريطة طريق لبناء تعاون عربى مشترك
أهم الأولويات: قوة موحدة لمكافحة الإرهاب.. التكامل الاقتصادى.. التنمية الشاملة
جاء انعقاد القمة العربية السادسة والعشرون فى ظل ظروف صعبة للغاية على كل المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية. وحققت القمة أمل الشعوب العربية فى اتخاذ قرارات حاسمة وقوية جسدت إرادة القيادات العربية فى هذه المرحلة الحرجة. ويبقى بعد ذلك أن ترى هذه القرارات النور من خلال إجراءات محددة وقرارات تنفيذية.وتمثل القمة الأخيرة خطوة مهمة على طريق بناء تعاون إقليمى عربى مشترك، يكون الأساس فيه تحقيق مطالب الشعوب فى حياة كريمة يسودها العدل والحرية من خلال مشاركة اقتصادية حقيقية ووحدة عسكرية لدرء الإرهاب واقتلاعه من جذوره، ودبلوماسية عربية تجوب العالم شرقاً وغرباً، دفاعاً عن مصالح الأمة والأوطان. «الأهرام» ترصد كيفية تفعيل التعاون العربى المشترك استجابة لمطالب الناس حتى تتحول الأمة إلى كيان إقليمى قوى بين كل الكيانات الإقليمية الموجودة فى العالم حالياً، وهو أمر يمكن تحقيقه، بعد أن توافرت الإرادة السياسية بإخلاص وصدق لتصطف خلفها جميع الشعوب وتبدأ مرحلة جديدة من تاريخ الأمة ونطوى خلفنا صفحات الألم والجروح والإخفاقات. بداية يقول اللواء الدكتور محمد الغبارى ، مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق: بعد أن ظهر واضحا للشعب حجم المؤامرة فى الشرق الأوسط والهدف منها وهو تقسيم الدول العربية والإسلامية ، أصبحت أمام كل دولة مسئوليتها ودورها. ومن هنا جاءت أهمية انعقاد القمة العربية لاتخاذ قرار موحد لإنقاذ الدول العربية من التقسيم والأطماع الخارجية، وعلى الجميع الاستفادة من التاريخ . ولابد من تفعيل القرارات التى تصوب العمل العربى مثل قرارات الجامعة العربية وآلياتها: اتفاقية الدفاع العربى المشترك، وإقامة السوق العربية المشتركة، وضرورة إحياء فكرة القيادة العربية الموحدة، خاصة أن مجلس رؤساء الأركان، هو فى هيكله موجود فى جامعة الدول العربية. ويوضح اللواء محمد الغبارى أنه توجد حلول، منها الاتفاق على إنشاء قوة عربية موحدة من الدول المهددة بالإرهاب فى شكل تحالف بين هذه الدول، مثل التحالف الأمريكى لمحاربة الإرهاب دون غطاء من الأممالمتحدة أو أى منظمة دولية أخرى، وبذلك يمكن لهذا التحالف العربى رد الاعتداء عن دولة ما ومقاومة الإرهاب. ومن الممكن أيضا أن تتكون هذه القوة من عناصر مواجهة الإرهاب من كل دولة مثل قوة الانتشار السريع المصرية، تكون لها قيادة فى كل دولة، تستدعى هذه القوات عند الضرورة وقت الاحتياج إليها على غرار القوات العربية التى عملت لتحرير الكويت من الأراضى السعودية. إستراتيجية موحدة ضد الإرهاب ويقول السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق: أعتقد أن الشعوب العربية كلها كانت تتطلع للقمة فى إطار التحدى الكبير «الفوضى» الموجودة والمرتكزة على فكرة الجماعات الإرهابية العابرة للحدود. وعلى هذا يظل المطلب الأساسى الملح هو إستراتيجية عمل موحدة لمكافحة الإرهاب وتجفيف عناصره المتمثلة فى المال والسلاح والأفراد ، وأن يكون هناك التزام عربى صريح بهذا الأمر، وأن تفرض عقوبات على الدول العربية التى لا تلتزم، مثل تخفيض العلاقات العربية معها ومقاطعتها سياسيا واقتصاديا وكذلك تعليق عضويتها بجامعة الدول العربية. ويضيف العرابى: الواقع يؤكد أن مصر تقود الحملة ضد الإرهاب داخلها وخارجها لأنها النواة الصلبة لأى قوى يتم تشكيلها من القادة أو الأفراد. وأن عدم الوقوف وراء قوى محاربة الإرهاب يعد تقصيرا واضحاً، مع الأخذ فى الاعتبار أن وجود داعش يؤسس لحرب طائفية بين السنة والشيعة، خاصة أن أمريكا تطلق العنان لإيران للتمدد فى المنطقة لإشعال هذه الحرب بعد أن فشل الإخوان فى تحقيق مصالح الدولة العظمي.ويرى العرابى انه لا بد من موقف عربى موحد من التمدد الإيراني، لأنه للأسف الشديد هناك دول تهادن إيران ودول تفتح العلاقات معها . لكن خطر التمدد الشيعى يقتضى العمل على وجود إستراتيجية كاملة فى المنطقة، لاسيما أن المواجهة العسكرية بين السنة والشيعة ستسفر عن مخاطر غير مسبوقة فى المنطقة العربية وهو مشهد جلل لم يحدث فى التاريخ منذ التتار. وبناءً على ما يحدث الآن، لا بد أن تكون الدول العربية على مستوى المسئولية مع هذه الأخطار دون مجاملات، فإما نكون أو لا نكون وعلى هذا، لا بد أن يكون هناك توافق فى الإرادات من أجل مصلحة الدول العربية بغض النظر عن الدول التى تربطها مصالح تجارية مع إيران. أمريكا وصناعة الفوضى يقول الدكتور أحمد يوسف أحمد أستاذ العلوم السياسية إن الاتفاق العربى على تشكيل قوة عربية موحدة فى مواجهة الإرهاب يعد مطلبا منطقيا وعادلا لكنه فى الوقت نفسه مطلبا صعبا لأنه لا يوجد إجماع على أهمية هذه المسألة من أغلب الدول العربية، إذا أخذنا فى الاعتبار أن هناك دولاً عربية تفضل الوقوف فى خط الوسط ودولاً أخرى غير مؤمنة بجدوى الحل العسكري. فمثلا الجزائر تتحفظ على استخدام القوة العسكرية العربية داخل ليبيا لأن الجزائر لديها نص دستورى يمنع قواتها العسكرية من العمل خارج حدودها. وهناك دولة أخرى لا تريد التدخل. وعلى سبيل المثال تتجه دولة مثل الكويت دائما إلى الوساطة والتسوية السياسية وتفضل الحلول الوسط وهو ما رأيناه فى أزمة سحب السفراء من قطر عندما فضلت الكويت أن تلعب دور الوساطة. هناك أيضاً دول عاجزة عن لعب أى دور، فمثلاً لا توجد دولة فى ليبيا،أو العراق، أو اليمن. ويوضح د. يوسف أن الموقف معقد ويجب أن يكون هناك قرار وغطاء تسعى الدول الراغبة فيه إلى تحقيقه وأن تقيم روابط أقوى من الميثاق المتعلق بالمادة التاسعة فى لائحة الدول العربية. وعلى من يريد بموجب الاتفاق حتى وإن كان دولتين فقط أو ثلاثا تعزيز التعاون حتى وإن وصل الأمر إلى اتفاق ثنائى بين دولتين وتطلب دولة من أخري، كأن تطلب الحكومة الشرعية فى ليبيا مثلاً الدعم العسكرى من مصر. ويؤكد الدكتور يوسف أن التمدد الإيرانى فى المنطقة العربية لعبة خطيرة وتفجر التساؤل: لماذا تقاوم دولة عربية قوية المد الإيرانى من خلال السماح بنشاط تنظيم داعش لمواجهة هذا المد؟. هذا بالطبع فكر مرفوض وغير مسبوق . التمدد الإيرانى مرفوض والإرهاب مرفوض وعلينا مواجهته. ومصر عندما بادرت بمسألة مواجهة الإرهاب لم يكن الرئيس السيسى يبحث عن دور . الظاهرة أصبحت أخطر من المبادرات الفردية . ويضيف انه لا يملك الوثائق التى تدين تورط أمريكا فى صنع هذا المشهد الملتهب فى المنطقة العربية، لكنه يؤكد انه على يقين من أن الإدارة الأمريكية لا تتحمس لوجود قوة عربية مشتركة تكون مصر فى موقف القلب منها. ولا يجب نسيان الموقف الأمريكى الرافض للنظام العربى الجديد بموجب إعلان دمشق الذى ضم بلدان مجلس التعاون الخليجى وسوريا ومصر. لكن الأمر الذى لا بد منه هو ضرورة أن يجد العرب آلية لتحالف عربى تقوده بلاد قوية، هنا فقط سيتقلص التدخل الأمريكى ويتلاشى ويحاول تحقيق مصالحه فى ضوء الأوضاع الجديدة. الأزمات الإقليمية من جانبه يقول السفير مؤيد الضلعى نائب مساعد وزير الخارجية للشئون السودانية: يجب أن تتصدر الأوضاع المأساوية فى كل من ليبيا وسوريا واليمن قائمة أولويات الدول العربية، ويجب أن تضع الأمة العربية حلاً حقيقيا لما يجرى فى هذه البلاد وان تتخذ بشأنها قرارات حاسمة. كذلك يجب تفعيل اتفاقية الدفاع العربى عندما تكون الظروف مواتية مع العلم أن مصر لفتت الانتباه منذ القدم إلى ضرورة مكافحة الإرهاب حتى تستقر الأوضاع فى الوطن العربي. كذلك لابد من دراسة الوضع فى الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية وتبنى المصالحة الفلسطينية. ويختتم الضلعى حديثه بالقول إن الأمر المؤكد أن الجيش المصرى قادر على القيام بالجزء الأكبر من الدور المفروض عليه باعتبار أن ذلك واجب عربى على الرغم من أن هناك دولاً غير راضية عن هذا الدور فإنه ليس هناك بديل آخر. النفوذ الإيراني يقول الباحث السياسى الدكتور أيمن عبد الوهاب أستاذ القانون الدولي: كما هى العادة دائماً، لا تأتى القمة العربية بجديد إلا فيما يتعلق ببعض القضايا التى بها قدر من التوافق. لكن القضايا التى لا تحظى بالتوافق دائماً ما تنال الحد الأدنى من التحرك. على سبيل المثال، يظل الموقف من اليمن توافقياً، لكن قضية سوريا تمثل الحد الأدنى لأن هناك خلافاً وتبايناً فى المواقف بشأنها. كما أن تشكيل قوة عربية عسكرية لا يحظى بإجماع عربى لكنه يخضع لفكر المبادرات الفردية وهى التى نرصدها فى الوقت الحالي. وأعرب عبد الوهاب عن أمله فى حدوث توافق عربى حول الأخطار والاتفاق على الآليات لمواجهة ظاهرة الإرهاب وتمدد النفوذ الإيرانى ومخططات القوى الدولية لتقسيم المنطقة. هذه التحديات كما يوضح د. أيمن تتطلب إعادة النظر فى الجامعة العربية وإصلاحها بالقدر الذى ينعكس على زيادة فاعليتها. المصالحة العربية يقول طلعت سنجر وكيل وزارة الإعلام السابق: يجب أن تتبنى الدول العربية ما طرحته مصر بشأن إنشاء قوة عربية مشتركة لمواجهة الإرهاب، كما يجب أن تتبنى موضوع المصالحة العربية الشاملة وإذا كان موضوع الخلاف مع قطر مجرد خلاف فى الرأي، فلا بد من إغلاق هذا الملف. أما إذا كانت خلافات حول المبادئ فلكل مبادئه ولكل خلافه. هناك أيضاً قضايا اقتصادية يجب البحث فيها كالعمل على إقامة منطقة عربية حرة وسوق عربية مشتركة وهو ما نص عليه ميثاق الجامعة العربية ودعا إليه المؤتمرون فى عام 1944، فلا يمكن أن تظل القرارات حبراً على ورق. ويأسف أن المشكلة الفلسطينية كانت على رأس القمم العربية منذ بدايتها ولكنها ظلت مجرد آمال تكتب ولا تقرأ .
حوار مع الشيعة لدرء الفتن يطالب اللواء محمد الغباشى عضو اللجنة العليا لحزب حماة الوطن بضرورة اتخاذ قرارات بفتح حوار بين السنة والشيعة من خلال علماء الدين والدبلوماسيين والسياسيين لتفادى دخول الأمة فى حرب مستقبلية تسعى وتحضِّر لها الولاياتالمتحدة الآن وقودها الفتنة والوقيعة بين السنة والشيعة، لأنه إذا وقعت هذه الحرب ستكون بداية لحرب عالمية ثالثة. وهنا لابد من تفويت الفرصة على أمريكا والأطماع الخارجية فى المنطقة، والمتربصين بنا، الذين يهدفون إلى تقسيم البلاد وإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط .ويشدد اللواء الغباشى على أهمية وجود تكامل اقتصادى قوى لأنه عماد وسند القرار والقيادة السياسية، مع تطور الصناعة خاصة وان الدول العربية تمتلك المواد فلا مفر من توحد القمة العربية حول القضايا الإستراتيجية، وتفعيل اتفاقية الدفاع العربى المشترك، لدرء مخاطر الفتن والإرهاب والحروب المستقبلية التى تضيع ثروات الشعوب وتوقف عجلة التنمية وتهدر الدماء والأموال.
السياحة ثروة غير مستغلة تأمل الدكتورة تغريد عرفة الإعلامية والباحثة فى السياحة والآثار دعم السياحة البينية بين الدول العربية خاصة السياحة العلاجية فى مصر، لما تتميز به من مناطق متخصصة تنفرد بها عالمياً، مثل الوادى الجديد، وضرورة وجود جهود مشتركة فى تسويق مصر سياحياً واقتصادياً، وفى هذا الإطار يأتى الاهتمام بالفنادق ووسائل النقل والمطارات وخطوط الطيران، والتعاون فى مجال التدريب المشترك والاستفادة من الخبرات العربية والدولية، ووضع برامج عربية عربية، وعربية دولية، وهذا يضمن جذب الاستثمارات الضخمة التى تولد الكثير من فرص العمل.
تفعيل المجتمع المدنى عربيا تطالب انتصار السبكى الباحثة فى العلوم السياسية القادة العرب بإنشاء مجلس قومى للمرأة وآخر للشباب ومجلس لحقوق الإنسان ، حتى نستطيع أن نؤسس لمجتمع مدنى فاعل على مستوى الوطن العربي. كما تقترح إنشاء مجلس للعلماء العرب ومجلس للثقافة العربية لحماية التراث العربى بهدف التصدى للهجمات الثقافية. وترى السبكى أن الأمة تمر بلحظة تاريخية والعبقرية تقتضى أن نستثمر هذه اللحظة التى ربما لا تتكرر ثانية كى يسطر القادة العرب تاريخاً جديداً لأمتهم ، تاريخ يُبنَى على أدوات وأساليب جديدة فى التفاوض والحوار مع الآخر، ولأن الصراع القادم هو صراع وجود وليس صراع حدود بين قوى متربصة بنا.
التعليم... الطريق إلى المستقبل يؤكد رجل الأعمال المهندس عمرو على أن المطلوب من القادة العرب الاهتمام بالتعليم فى جميع مراحله العمرية خاصة فى إدارة الأعمال والمشروعات لفتح المجال واسعاً لدخول العرب فى مجال الصناعة والزراعة والتصدير ، لأن التعليم يؤدى إلى صناعة متطورة، وإلى وجود جيش قوى وضرورة ربط التعليم بالصناعة وتيسير الإجراءات أمام الشعوب؛ لأن التعليم أيضاً هو بناء للاقتصاد وجلب للأموال. ولم تتطور أمريكا ولم تتقدم اقتصادياً ولا عسكرياً إلا من خلال الاهتمام بالعلم والتعلم.