علي الرغم من أنشغال رؤساء العالم بقضايا كبري علي الصعيدين الدولي والمحلي فإن لهم بالتأكيد هوايات شخصيه تظهر من وقت الي آخر وتبقي معهم لفترات طويلة دون أن تتواري فيحنون اليها في كل حين, فنجدهم ينزعون عباءة الحكم في أوقات الفراغ لممارسة تلك الهوايات المحببة الي قلوبهم, ولكن منهم من يفصح عنها بكل صراحه بل ويفتخر ويسعد بممارستها ويظهرها للاعلام بالصوت والصورة, ومنهم من يمتنع لما تسببه لهم من حرج. وليس غريبا عندما نسمع عن عشق بعض الرؤساء لاقتناء التحف النادرة والمجوهرات الثمينة وقطع الألماس النادرة, أو حتي عشق بعضهم لجمع الطوابع البريدية النادرة أو العادية مثل ملك مصر الراحل فاروق الأول, في حين أن آخرين كانت هوايتهم دموية الي حد بعيد مثل امبراطور إفريقيا الوسطي الراحل صلاح الدين بوكاسا الذي أشيع عنه أنه كان يستمتع بأكل الأطفال الصغاربعد شيهم في الأفران! وعلي سبيل المثال من الهوايات التي سببت حرجا للرئيس الامريكي الراحل جون كوينسي آدامز- ثاني رئيس للولايات المتحدة(1825 الي1829)- هواية السباحة صباحا بانتظام في نهر بوتوميك بواشنطن بدون أي ملابس, و في إحدي المرات عندما كان يمارس هوايته استغل أحد الصحفيين وضعه و أخفي ملابسه, و رفض إعطاءه أياها حتي يجري معه حديثا صحفيا. أما الرئيس الامريكي والممثل الراحل رونالد ريجان فكان يهوي التمثيل في الأساس الي أن عمل بالسينما وقام بتمثيل حوالي خمسين فيلما, كما عمل معلقا رياضيا في الاذاعه, وفي احدي المبارايات, تعطل جهاز استقبال البرقيات فجأة, فلم يعتذر وإنما شرع في وصف المباراة من وحي خياله. وفي عام1984 وعندما كان رئيسا للولايات المتحدة أراد ريجان اختبار الميكروفون قبل توجيهه حديثا إذاعيا علي النحو المعروف, ولكن الميكروفون كان متصلا بالإرسال علي الهواء ولم ينتبه لذلك, فقال أيها الأمريكيون, يسرني أن أخبركم اليوم بأنني قد وقعت علي تشريع سيمسح الاتحاد السوفيتي عن وجه الأرض الي الأبد, وسنبدأ القصف خلال خمس دقائق. وكانت واقعة مثيرة للسخرية يبدو أن سببها أن الرئيس الراحل أراد ممارسة هوايته السابقة في التعليق الاذاعي. وبالنسبة للرئيس الامريكي الأسبق جورج بوش الأب فكان يعشق القفز بالمظلات, لدرجة أنه احتفل بعيد ميلاده الخامس والثمانين بالقفز بمظلة من طائرة علي ارتفاع عشرة آلاف قدم من سطح الأرض, وتعلق معه بالمظلة ضابط عسكري ليساعده علي الهبوط بسهوله وقد استفاد بوش في هذه القفزة بخلفيته العسكرية التي مكنته من التمسك بهواية القفز بالمظلة. أما هواية الطبخ, فكان المستشار الألماني هلموت كول ضخم البنيان ويهوي الاكل بنهم شديد وأيضا يهوي الطبخ وكان لا يجد حرجا في أن يخرج الحلوي والشكولاتة من جيبه ليأكلها, وإذا ضحك الناس قال لهم أنا اعرف جيدا أن هذه الحلوي هي المصدر الأول للسمنة, ولكن لا يهمني فالشعب الألماني لم يخترني لوزني, بل اختار عقلي وأنا اخترت جسمي, وقد ألف هو وزوجته كتابا عن المطبخ الألماني وتاريخ أحسن الأطعمة به. كذلك ظهر الرئيس التركي عبد الله جول بصحبة زوجته في المطبخ الرئاسي, حيث كان جول يقوم بطهي بعض الفطائر بإشراف زوجته, في تجربة تبدو الأولي في مسيرته في عالم المطبخ, أما رئيس وزرائه رجب طيب أردوغان فقد فاجأ الجميع بهواية مختلفة تماما, حيث قام بالغناء علي الهواء مباشرة أثناء استضافته في أحد البرامج علي التليفزيون التركي, واختار إردوغان أغنية عاطفية ليغنيها, والمدهش في الأمر أنه يتمتع بصوت جيد جدا, وحس موسيقي عال. و كان الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون يحب العزف علي آلة الساكسفون, وقد قام بالعزف عليها علنيا أمام جموع الحاضرين خلال عام1992 في حفل بقاعة أرسينيو, كما يهوي كلينتون لعبة الكلمات المتقاطعة, وكذلك عرف عنه مشاركته أحيانا في بعض مباريات كرة السلة مع أصدقائه. وعرف عن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين حبه لاقتناء الاسلحه النادرة, وكانت الأسلحه تصنع له خصيصا من الذهب وكان يهديها أيضا الي رؤساء العالم, كما عرف عنه حبه للمطالعة وخلال الفترة التي قضاها في السجن كان يهوي تنسيق الزهور والحدائق. في حين أن جاره القريب حسين بن طلال ملك الأردن الراحل الذي كان مولعا بالشعر العربي كان عاشقا أيضا لامتلاك السيارات النادرة وجمع بالفعل منها مجموعة رائعة تشكل متحفا متكاملا لعشاق تلك الهواية وتركها وراءه بعد رحيله. و في مصر, عرف عن الرئيس أنور السادات شغفه بمشاهدة الأفلام السينمائية, وظلت معه تلك الهواية في فترة رئاسته, حيث كانت هناك صالة عرض مصغرة يتجه إليها الرئيس يوميا بعد انتهاء عمله في الأيام العادية. وليس خافيا أنه كان يسعي لأن يكون ممثلا لدرجة أنه نشر أعلانا باسمه للعمل في فرقة مسرحية شهيرة بحثا عن اشباع هوايته السياسية التي يبدو أنه وجد أشباعا أكثر في ممارستها من خلال العمل السياسي. ومن اطرف الأحاديث التي دارت بينه و بين ريجان حين قال له السادات: في ليلة ثورة23 يوليو كنت في السينما حيث شاهدت فيلما من بطولتك. فقال له ريجان من باب المزاح: إذن فقد ساعدتكم أنا في الثورة. ومن أشهر القادة السياسيين الذي عرف بحبه لممارسة الرياضة والاهتمام بها هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يمارس الجودو والرماية بالذخيرة الحية وسباق السيارات السريعة التي يحاول من خلالها اثبات جدارته الصحية ولياقته البدنية, بل إن كثيرا من المحللين السياسيين يربطون بين لعبه للجودو وبين قراراته الاستراتيجية التي تحتاج للقوة والهدوء في مواجهة الخصم.