لم يستطع اتحاد الكرة الخروج من أزمة أحداث لقاء المصري والأهلي, وفشل حتي الآن في اتخاذ أي قرار بعد انتهاء المهلة التي حددها عزمي مجاهد لإعلان العقوبات الموقعة علي النادي المصري .. ليساعد بهذا في إشعال الموقف أكثر مما هو عليه بعد أن أدت مواقف اتحاد الكرة المخزية في زيادة التوتر بين الجماهير. موقف اتحاد الكرة زاد من تعقيد الموقف وأدخل الكرة المصرية في نفق مظلم لا يعرف أحد متي تخرج منه في ظل قرارات غير مدروسة وأيد مرتشعة وعدم وجود شخصية تقود الاتحاد قادرة علي اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب, وكان من تداعيات ذلك اقتحام لاعبي أندية القسم الثاني لمبني اتحاد الكرة عقب قرار إلغاء الدوري وتجميد نشاط أندية القسمين الثاني والثالث وهي أندية الغلابة التي يقدر عليها اتحاد الكرة. قرارات غير مدروسة تنم عن عدم وجود رؤية لدي القائمين علي إدارة شئون الاتحاد ومنها قرار تنظيم دورة تنشيطية لأندية الدوري الممتاز قبل الحصول علي موافقة الأمن في الوقت الذي يتم فيه إلغاء مباريات ودية للأندية. الكرة المصرية في مأزق حقيقي لا يستطيع اتحاد الكرة من خلال مديره التنفيذي أنور صالح قيادة دفة الأمور بعد أن حكمت الظروف عليه أن يقود سفينة الكرة المصرية وسط دوامات وأمواج متلاطمة. مواقف اتحاد الكرة المتخاذلة والمهتزة أشعلت الموقف في بورسعيد بين جماهير المصري بعد أن تسربت من الجبلاية بالونات اختبار عن هبوط المصري للدرجة الثانية هذا الموقف أيضا لم يرض الألتراس الأهلاوي الذي أصبحت له يد طويلة في هذه الأحداث في ظل تدهور الأوضاع الأمنية وعدم تفرغ المسئولين لما يحدث في الكرة المصرية لتركيزها في قضايا أهم من مباراة كرة القدم. كيف الخروج من هذه المحنة! سؤال يفرض نفسه علي الساحة الكروية في ظل اتحاد كرة ضعيف فقد السيطرة والقدرة علي إدارة الأمور وأعطي الفرصة للأندية لقيادة نفسها طبقا لأهوائها ومصالحها الشخصية وإن تعارضت مع رغبات الأمن والجماهير. حمل اللواء يوسف الدهشوري حرب رئيس اتحاد الكرة الأسبق مسئولية ما تمر به الكرة المصرية حاليا علي المجلس القومي للرياضة برئاسة د. عماد البناني مشيرا إلي أنه يتعامل مع الأزمة بطريقة سلبية لا تساعد علي انتشال اللعبة المصرية من المستنقع الذي سقطت فيه, بحجة أنه لا تدخل حكومي.. بينما الكارثة كانت تقتضي أن يبادر رئيس لجنة إدارة الاتحاد أو المجلس المعين من الجمعية العمومية كما فعل عندما طالب الاتحاد بالاستقالة أو الإقالة. وقال اللواء يوسف الدهشوري إن بداية الإصلاح تستلزم تشكيل لجنة فنية من شخصيات مرموقة لإدارة الاتحاد, وحدد أسماء محددة وهي طه إسماعيل وعمرو أبو المجد ومحمود سعد والمفتي إبراهيم وشخصية من أندية بحري وأخري من قبلي إلي جانب أنور صالح تكون هي المسئولة عن إدارة شئون اللعبة, واتخاذ القرارات لتسيير الأمور لحين انتخاب مجلس إدارة جديد. وأضاف رئيس الاتحاد الأسبق أن هذه اللجنة بما ضمت من رموز اللعبة قادرة علي حل جميع الأزمات والمشكلات التي تواجهها بما فيها أزمة أحداث لقاء المصري مع الأهلي. وأشار حرب إلي أن هذه اللجنة تكون هي المسئولة عن إدارة الانتخابات المقبلة وتقود الاتحاد في الأشهر القليلة المقبلة حتي انتهاء مدته, مشيرا إلي ضرورة تعطيل اللوائح إذا كانت تعوق تشكيل هذه اللجنة. وقال اللواء يوسف الدهشوري أن الأيام القليلة الماضية شهدت عدة قرارات غير مدروسة منها إلغاء الدوري الممتاز والقسمين الثاني والثالث مما زاد من تدهور أوضاع الأندية وزيادة حدة الاحتقان بين جميع عناصر اللعبة. وحذر حرب من بعض الشخصيات التي تلعب علي جميع الأحبال من أجل مصلحتها دون أي مراعاة للمصلحة العامة للكرة المصرية مشيرا إلي أن هؤلاء هم الخطر الحقيقي علي الكرة المصرية. وقال: إن الكرة المصرية في أشد الحاجة إلي الحكماء لحل أزماتها, مشيرا إلي أن أحداث بورسعيد يجب أن تحل من داخل أسرة كرة القدم فهناك جانب قضائي هو المختص بالقصاص العادل من المجرمين الذين قاموا بهذه المجزرة. وهناك لوائح هي التي توقع العقوبات علي النادي المصري دون أن تذبحه. وأضاف حرب أنه يجب أن نفرق بين المجرمين من جماهير المصري الذين قاموا بهذه الجريمة والنادي المصري إدارة ولاعبين. وأشار حرب إلي ضرورة بحث جميع الأسباب التي أدت إلي انتشار التعصب الأعمي بين الجماهير والعمل جميعا علي تلاشيها والضرب بيد من حديد علي كل من يحاول أن يلعب علي هذا الوتر.