يستحق السيد قدري أبوحسين محافظ حلوان قبلة علي جبينه بعد أن أصدر قرارا إنسانيا ببدء توصيل الكهرباء للعشوائيات بمدينة حلوان. وطبقا لتصريحات اللواء أسامة فرح رئيس المدينة التي نشرتها الأهرام منذ أيام فسيتم إعداد جدول زمني يتم إعلانه بمكتب خدمة المواطنين بمواعيد توصيل الكهرباء لكل منطقة عشوائية في المدينة. ولا شك أن قرار السيد المحافظ يتسم ببعد النظر والحكمة, ويدل علي أن هناك مسئولين يحسون بآلام الناس البسطاء الذين لا طموح لهم سوي الحياة الكريمة تحت سقف تتدلي منه لمبات الكهرباء, فهل يعقل أن يعيش المواطن المصري في القرن الحادي والعشرين في سكن بلا كهرباء.. نعم هذا ما يحدث ببعض أحياء محافظة القاهرة, حيث تسكن آلاف الأسر في مناطق عشوائية بلا كهرباء كمنطقة عزبة الهجانة التي تصر المحافظة علي معاملتهم كأنهم مواطنون من الدرجة الثالثة لا حقوق لهم, ولا يستحقون أن يعاملوا المعاملة الكريمة التي يستحقها أي مواطن مصري.. فما بالك بقرار جريء من محافظ القاهرة السيد عبدالعظيم وزير كالذي اتخذه محافظ حلوان لينقشع ضباب الظلمة عن ملايين الأسر التي تعيش في مناطق أصبحت في طي النسيان. فمنذ شهر أو أكثر تصدرت مشكلة العشوائيات الصحف القومية ووسائل الإعلام وعلي وجه الخصوص مشكلة عزبة الهجانة وما يعانيها أهلها من عدم استقرار بسبب قرارات الإزالة التي اتخذها السيد عبدالعظيم وزير.. مما أوجد أزمة كبيرة اختفت فجأة دون كتابة نهاية لها أو تحديد مصير أكثر من4 ملايين نسمة ليس لديهم الحد الأدني من الحياة الكريمة بإدخال الكهرباء حتي يستطيعوا علي الأقل ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.. ثم نسمع بعد هذه الأزمة عن قرارات بإدخال الكهرباء للقري والمناطق النائية في الوقت الذي مازالت تعاني فيه أحياء داخل العاصمة.. بل وتجاور أرقي الأحياء من مشاكل بدائية كان لا يعانيها المواطنون في بداية القرن العشرين.. فهل من الممكن أن يتحقق أمل أكثر من أربعة ملايين نسمة بقرار جرئ من السيد عبدالعظيم وزير محافظ القاهرة أم أن الأمل لمواطني الدرجة الثالثة لايزال بعيدا.