سنعاقب المتاجرين بأقوات الشعب ، ولن نسمح لأحد باستغلال المواطنين والتلاعب بدعم الحكومة المقدم لهم، وسنحارب مافيا السوق السوداء .. بهذه الكلمات عبر المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء عن غضبه الشديد عندما فوجئ باسطوانات البوتاجاز تباع على الرصيف فى مدينة 6 أكتوبر وطالب بضرورة معاقبة المتسببين فى الأزمة وهدد المتلاعبين بالدعم بالعقاب الرادع . وفى الوقت الذى غابت فيه وزارة التموين عن المشهد تماما وابتعدت عن دورها فى خدمة المواطنين جلس الأهالى على الأرصفة ينتظرون الحصول على أنبوبة بعد أن ارتفع سعرها فى السوق السوداء إلى أكثر من 50 جنيها. كما شهدت جميع مستودعات الأنابيب زحاما شديدا ومشادات كلامية واشتباكات بين الأهالى بالأسلحة البيضاء بسبب الصراع على أولوية الحصول على الأسطوانات مع ارتفاع سعرها إلى 60 جنيها فى عدد من المراكز والقرى على مستوى الجمهورية. المواطنون غاضبون بعد شعورهم أن الوزارة تركتهم فريسة سهلة لمافيا الأنابيب يتلاعبون بهم كما اتهموا السريحة) والباعة الجائلين باحتكار سوق الأسطوانات لصالح أصحاب مزارع الدواجن من خلال الحصول على حصص المستودعات وبيعها فى السوق السوداء. تحقيقات الأهرام تجولت بين عدة مستودعات ومنافذ بيع أنابيب البوتاجاز لترى المشهد المؤسف على الطبيعة كما استمعت إلى مآسى المواطنين ورحلتهم اليومية القاسية من أجل الحصول على أنبوبة واحدة .. التفاصيل فى السطور التالية : بصرخة عالية يقول عصام محمود بائع: أزمة الأنابيب تتصاعد دائما فى فصل الشتاء لعدم وجود مفتشى التموين أمام المستودعات لكى يمنعوا الباعة الجائلين من السيطرة على منافذ البيع، ففى مستودع بالهرم ننتظر أياما حتى نحصل على أنبوبة، ولم أذهب إلى عملى لكى أقف فى الطابور من السابعة صباحا حتى الرابعة عصرا وفى النهاية لم أحصل عليها لأن الكمية لم تكن كافية ، فاضطررت إلى العودة مرة أخرى فى اليوم التالى ولكنى فوجئت بمشاجرات بين الأهالى بالأسلحة فلم أستطع أيضا الحصول على أنبوبة فاضطررت إلى عدم شراء أنبوبة والإعتماد على بوتاجاز كهربائى الذى أنقذنى من المتلاعبين بأقوات الشعب ، لكن أعانى من ارتفاع فاتورة الكهرباء. طريقة آدمية وتعترض منى محمد موظفة على الدور السلبى لوزارة التموين تجاه تزايد أزمة أنابيب البوتاجاز ولم تساعد المواطنين فى الحصول على أسطوانة بطريقة آدمية بدلا من الوقوف لساعات طويلة فى طوابير لا تنتهي أمام المستودعات . وتروى جيهان عبد الله ربة منزل تجربتها المؤلمة أثناء انتظارها فى الطابور للحصول على أنبوبة أمام مستودع بالمطرية حيث تعرضت لآلام شديدة بسبب الوقوف لفترات طويلة أمام مخزن الأنابيب مما اضطرها إلى العودة مرة أخرى للمنزل وفقدت الأنبوبة الوحيدة التى تمتلكها. وبلهجة حادة عبرت إيمان عبد الفتاح - موظفة عن غضبها بسبب احتكار بعض البلطجية لسوق الأنابيب وأنها ظلت واقفة فى الطابور فى انتظار سيارة التموين لشراء أسطوانة بوتاجاز منذ الساعة 12 ظهرا حتى الساعة 8 مساء أمام مستودع أنابيب بمنطقة مصر الجديدة دون نتيجة واضطرت للعودة للمنزل بعد فقدان الأمل. واتهمت ميرفت إبراهيم مدرسة - أصحاب عربات الكارو بأنهم سبب الأزمة لأنهم ينتظرون سيارة الأنابيب وينقضون عليها والحصول على كميات من الأنابيب وبيعها بالسوق السوداء بأسعار تصل إلى 70 جنيها وهو الأمر الذى لا يطيقه المواطن، كما أن أصحاب عربات الكارو يسجلون أسماءهم لدى صاحب المستودع الذي حتى يأخذوا حصتهم من الأنابيب فور وصولها ويحرموا المواطنين من الحصول عليها. وطالب أحمد البسيونى محاسب - بتشكيل مجموعات من الشرطة لتأمين وصول اسطوانات البوتاجاز إلى المحافظات إضافة إلى المرورعلى منافذ التوزيع والمستودعات لضمان وصول أنابيب البوتاجاز إلى المواطنين بالسعر الرسمى ومراقبة السيارات المحملة بالأسطوانات منذ خروجها من محطات التعبئة حتى وصولها إلى المستودعات. غمرة والمهندسين وطالبت فتحية أحمد مديرة بإحدى شركات السياحة بتشديد العقوبات والإجراءات على كل من يستغل قوت المواطن ويحقق أرباحا على حساب دموع وآلام الشعب حيث إن سعر الأنبوبة يختلف من مكان لآخر ففى منطقة غمرة يصل سعر الأنبوبة إلى 50 جنيها بينما فى منطقة المهندسين يتجاوز سعرها 80 جنيها . وأضافت - فتحية - أن من يتحكم فى أسعار الأنبوبة هم عدد من البلطجية الذين يحصلون على الأنابيب من المستودعات بعد دفع مبالغ مالية لأصحاب المستودعات لكى يأخذون كميات كبيرة منها، لذلك لا بد من مواجهتهم بكل قوة ومعاقبتهم بالقانون . أما فى منطقة بولاق الدكرور فالأزمة شديدة حيث عبر عدد كبير من المواطنين عن غضبهم لغياب الرقابة التموينية فى مستودع مدينة النجوم بالمنطقة، حيث لم يواجه مفتشو التموين جشع التجار الذين رفعوا سعر الأنبوبة إلى 65 جنيها. وأمام المستودع الرئيسى انتظر العشرات من المواطنين فتح المستودع على أمل الحصول على أنبوبة ،وقال ناصر السيد المدير المسئول عن مستودع مدينة النجوم إن حصة المستودع تصل إلى 450 اسطوانة يوميا ولم نحصل عليها منذ يومين مما أدى إلى الزحام الشديد أمام المستودع . وطالب مدير المستودع بتوفير اسطوانات البوتاجاز أمام المستودعات ودعم المنطقة برجال الشرطة لحمايته من البلطجية . وفى مدينة المحلة الكبرى تسود حالة من الاستياء الشديد بين الأهالى بسبب ارتفاع أسعار أسطوانات البوتاجاز فيعانى الأهالى منذ بداية وصول السيارات المحملة بالأسطوانات فيتم التوزيع على البائعين المتجولين الذين يستغلون نقص اسطوانات البوتاجاز، ولا يتم تسليم أى من الأهالى اسطوانات حتى بعد تفريغ حمولة السيارة وبيعها بالكامل للبلطجية والمتجولين الذين يبيعونها بالسوق السوداء وتصل قيمتها إلى 40 و50 جنيها للأسطوانة الواحدة. كما شهدت المستودعات فى المحلة الكبرى طوابير امتدت إلى عشرات الأمتار، وسط اشتباكات بالأيدى والأسلحة البيضاء لأولوية الحصول على اسطوانات البوتاجاز فى الوقت الذى وصلت فيه سعر اسطوانة البوتاجاز فى السوق السوداء إلى 50 جنيها. ولمواجهة هذه الأزمة الحادة طالب عدد كبير من المواطنين بضرورة ربط صرف الأنبوبة على بطاقة التموين الذكية وصرفها من المستودعات مع تحديد الكميات المنصرفة لكل أسرة وفقا لعدد الأفراد المسجلين على البطاقة، ومنع تسليمها للباعة المتجولين والبلطجية لعدم المتاجرة بها فى السوق السوداء. وفى النهاية تبقى الأزمة مشتعلة حتى الآن ولا يجد المواطنون وسيلة آمنة للحصول على أنبوبة ، فى الوقت الذى يبتعد كل مسئول عن مواجهة الأزمة لتوفير أقل ما يوصف بأنه من ضروريات الحياة .. فهل يستمع المسئولون لمطالب الشعب ؟