"جين اير"للكاتبة الانجليزية شارلوت برونتي ابداع نسوي يتعرف فيه القارىء علي قصة كفاح امرأة من اجل الحب والاستقلال والتحرر من القيود الاجتماعية القاسية, وتجعله الكاتبة يغير الكثير من المفاهيم عن المرأة التي كانت سائدة في بداية القرن التاسع عشر فيكن لها احتراما اكثر. وعلى الرغم من الإطار الرومانسى والطبيعة الغرامية للرواية ،فهي من الاعمال المبكرة التى دعت الي تحرر المرأة وممارسة حريتها في النمط الذي تشاء, وأهمية العلم والعمل لتكوين شخصية ناضجة واثقة من نفسها قادرة علي مواجهة المواقف, وتتخذ قراراتها طبقا لاهدافها. تقول برونتي عن بطلتها ": ان الكتاب ليخطئون اذ يصرون علي ان يجعلوا من بطلاتهم جميلات ،ويتخذوا من هذا قاعدة ولسوف أثبت انهم مخطئون ،سأقدم بطلة خالية من الجمال ضئيلة الجسم مثلي تماما" و"شارلوت" واحدة من الأخوات "برونتى"(مع أختيها آن وإميلى صاحبة "مرتفعات وذارينج") لم يجدن سوي القلم وسيلة للهروب من العالم الموحش –عالم الفقر والمرض والأب المتشدد-ولم تكن لهن حياة كباقي الفتيات حيث فرض عليهن أبوهن العزلة وعدم الاختلاط, فعشن بخيالهن, وعشن خيالهن,.ومن بينهن تنفرد شارلوت بأنها تكتب رواية نسوية ممتازة, بحيث يمكن اعتبار "جين إير"-بكل رومانسيتها-عملا رائدا من أعمال الحركة النسوية. وتدور احداث الرواية على عدة مراحل كل منها مرتبط بمكان معين .المرحلة الاولي مرحلة طفولة البطلة في جيتسهيد حيث تلقت انواع الاهانات والعقاب البدني والنفسي في منزل خالها المتوفي على يد زوجته وبناته ولم ينقذها منهن سوي انتقالها للمرحلة الثانية في حياتها فى مدرسة لو وود الداخلية حيث قضت ست سنوات كطالبة وسنتين كمدرسة ولم يكن حالها خلال هذة المرحلة أفضل كثيرا ولكن كان عزاؤها صديقتها "هيلين " التي تعلمت منها معني الايمان الحقيقي ومعني التسامح مع الاعداء والتصالح مع النفس, وان "الحياة أقصر من أن نقضيها في الكره والبغض".وتأتي مرحلة النضج والحب حين تذهب "جين" الي قصر ثورنفيلد لتعمل معلمة لابنة السيد روشيستر الذي تقع في غرامه. و بهدوئها ونقاء قلبها استطاعت ان تمحو قسوة الحياة وجهامتها من قلب هذا الرجل الذى تكتشف قبل زواجهما انه مازال متزوجا من امرأة مجنونة محبوسة في قصره ارغمه والده على الزواج منها لاطماع مادية . ورغم حبها الشديد الا انها رفضت التخلي عن اخلاقها ومبادئها وفضلت الهروب, الى ان تأتي المرحلة الرابعة و التى تلتقى فيها بأفراد من عائلتهاواكتشافها انها وريثة لثروة كبيرة واحساسها بالسعادة معهم واقتسامها معهم هذه الثروة وطلب قريبها الزواج منها لاسباب عملية بحتة ورفضها لهذا الزواج وشعورها بالحنين مرة اخري لروشيستر في ثورنفيلد وسماعها صوته يناديها مما جعلها تقرر العودةإليه فلا تجد من القصر الا حطاما متفحما حيث نعلم ان الزوجة المجنونة اشعلت النيران في القصر وانتحرت وفقد الحبيب بصره ولكن ذلك لم يمنعها من تأكيد حبها له فيرتد له بصره ويرى أول طفل لهما.