ارتبطت سمعة جماعة الأخوان الإرهابية منذ بداياتها بالعنف، وكان الطريق الأمثل للجماعة لإنهاء الخلاف والاختلاف مع معارضيهم، ولذا لجاءوا الي تنظيم هيكل للعمل المسلح للجماعة لاستخدامه في إدارة الصراع مع المعارضين. أما كتب سيد قطب, الأب الروحي لجماعات العنف الدموية فكانت دستورا للدمار والخراب. وقد كان اصطدامها الأول مع النظام الملكي، حيث دخلت في صراع دموي مع نظام ثورة يوليو 1952 ثم بعد ذلك في نظام الرئيس السادات، بالرغم من أنه هادنهم وأخيرا مع شعب مصر ككل بعد ثورة 30 يونيو، نظرا لعقليتهم التي تتسم بالمحدودية والتعصب والانغلاق. ولقد شهدت مصر، منذ بداية السبعينيات وحتي اليوم، نحو ثلاثة أجيال من تنظيمات العنف أولها جيل "التنظيمات المركزية الكبرى"، ويقصد بها علي وجه التحديد الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد. أما الجيل الثاني من التنظيمات الجهادية، فيقصد به جيل عولمة الجهاد أو الجبهة الإسلامية العالمية التي تزعمها أسامة بن لادن وأيمن الظواهري وتحولت الي ما يعرف بتنظيم القاعدة. أما الجيل الثالث من تنظيمات العنف هو "جيل العنف العشوائي"، وتستفيد من الثورة الهائلة في تكنولوجيا المعلومات وتحمل أفكار انتقامية نتيجة لأقصاءها عن السلطة. وكما نري, تعددت الحركات الإرهابية ...والأصل أخوان. واليوم يحاول قادة التنظيم الإرهابي التفنن في زيادة مشاعر الكره تجاههم من خلال نشر العمليات الإرهابية بشكل مكثف وموسع لإفشال الموْتمر الاقتصادي المزمع عقدة من 13- 15 مارس المقبل بالتفجيرات واستهداف المدنيين وبالحرق. فمن المنتظر أن يشارك في المؤتمر مجموعة من الكوادر الاقتصادية العالمية، ومنظمات ودول ذات ثقل سياسي واقتصادي ومنهم مجموعة الدول الصناعية السبع, مجلس التعاون الخليجي , ودول البريكس "البرازيل، الهند، روسيا، الصين، جنوب أفريقيا" مما يثبت ان مصر ماضية في طريقها لتعود وبقوة إلى خريطة الاستثمار العالمي. كما ان المؤتمر سيؤكد على تجاوز مصر للظروف الصعبة، التي شهدتها خلال السنوات الأربع الماضية، والتي أثرت سلبًا على الاستثمارات الأجنبية المباشرة فيها كما سيقدم للعالم الروْية الاقتصادية للحكومة المصرية خلال 2030 بالإضافة الي خطة الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي حتي 2019 كذلك التعديلات التي تم إدخالها على عدد من التشريعات، و إصدار تشريعات جديدة تهدف إلى جذب الاستثمار وتيسير إجراءاته. عموما أن هذه الحوادث التي يرتكبها الخوارج لن تفلح في إفشال المؤتمر الاقتصادي، الذي يعد ذراع مصر كما قال الرئيس السيسي، ومن يقترب من ذراع مصر سوف نبتره ونلفظه. كما أن المصريين جميعًا استوعبوا تلك المحاولات الفاشلة بهدف وضع الوطن في مأزق، و لن تفلح تلك المحاولات الرخيصة والقذرة وسوف ينجح المؤتمر وينتعش الاقتصاد المصري. وأختتم مقالي للمرة الألف بقولة تعالي ( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ). [email protected] لمزيد من مقالات رانيا حفنى