عقد الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس مباحثات ثنائية مغلقة مع العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى بن الحسين بمقر رئاسة الجمهورية بقصر الاتحادية، تلتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدى البلدين، تم خلالها التباحث بشأن مختلف جوانب العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتنميتها فى شتى المجالات السياسية والاقتصادية. وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس السيسى قد استقبل العاهل الأردنى بالقاعة الرئاسية بمطار القاهرة، حيث تحرك الرئيس وجلالة ملك الأردن فى ركب مشترك إلى مقر رئاسة الجمهورية، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي، وتم عزف السلامين الوطنيين وتفقد حرس الشرف، وإطلاق طلقات المدفعية تحية لضيف مصر الكبير. وقد أعرب الرئيس السيسى عن تقدير مصر لمواقف المملكة الأردنية المُشَرفة والمساندة لمصر، ولاسيما فى حربها ضد الإرهاب، وهى المواقف التى تعكس عمق العلاقات التاريخية بين البلدين. من جانبه، أكد العاهل الأردنى موقف بلاده الثابت إزاء مصر، مؤكدا تضامن المملكة الأردنية الكامل ومساندتها لمصر فى مختلف الظروف. وعلى صعيد مكافحة الإرهاب، اتفقت رؤى الجانبين على ضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولى والدول العربية والإسلامية للتعامل بكل حزم مع خطر الإرهاب والتطرف والتنظيمات الإرهابية. وفى إطار تعميق التعاون العسكرى والأمنى بين جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية، تم الاتفاق على تشكيل مجموعة عمل من الجانبين لوضع إطار مشترك لمواجهة التحديات الإقليمية. وقد تباحث الزعيمان بشأن أهمية العمل على تصويب الصورة السائدة عن الإسلام وإظهاره بطبيعته السمحة الحقيقية التى تنبذ العنف والتطرف، وتحض على التسامح والاعتدال وقبول الآخر. وفى هذا الإطار، تم تأكيد محورية دور الأزهر الشريف باعتباره منارة للفكر الإسلامى الوسطي، تساهم بفاعلية فى تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام وتكافح الأفكار المتطرفة والهدامة التى يعتنقها خوارج هذا العصر، فضلاً على أهمية توفير جميع سبل الدعم والمساندة للمؤسسات الدينية فى العالمين العربى والإسلامي، وعلى رأسها الأزهر الشريف، حتى تتمكن من أداء رسالتها على الوجه الأكمل. وعلى الصعيد الإقليمي، أشاد الرئيس السيسى بالدور الذى تقوم به المملكة الأردنية فى إطار عضويتها فى مجلس الأمن، مشيداً بدفاعها عن مختلف القضايا العربية. وتباحث الزعيمان بشأن عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، ومن بينها الأزمة السورية، حيث أكد الجانبان على أهمية التوصل إلى حل سياسى شامل للأزمة ينهى معاناة الشعب السوري، ويحفظ وحدة وسلامة الأراضى السورية ويحول دون امتداد أعمال العنف والإرهاب إلى دول الجوار السوري. كما استأثرت القضية الفلسطينية بجزءٍ مهم من المباحثات، حيث تم التباحث بشأن سبل كسر الجمود فى الموقف الراهن، والعمل على استئناف المفاوضات وفقاً للمرجعيات الدولية ووصولاً لتنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. وعلى صعيد الموقف فى ليبيا، تم تأكيد أهمية دعم المؤسسات الليبية الرسمية، وعلى رأسها البرلمان المنتخب والجيش الوطني، بالإضافة إلى مساندة الحل السياسى وصولاً إلى تحقيق الأمن والاستقرار للشعب الليبي. كما تطرقت المباحثات إلى الأوضاع فى العراق، حيث توافقت رؤى الزعيمين على أهمية دعم جهود الحكومة العراقية للتغلب على التحديات التى تواجهها، بما يعزز أمن واستقرار العراق، ويدعم التوافق الوطنى بين مختلف أطياف الشعب العراقي. وعقب انتهاء المباحثات، أقام الرئيس السيسى مأدبة غداء تكريماً لجلالة الملك والوفد المرافق، وقام بتوديع العاهل الأردنى فى مطار القاهرة.