أحيت اليابان أمس الذكري الأولي لكارثة فوكوشيماالتي تعد الأسوأ بعد تشيرنوبل بالدموع والوقوف دقيقة حدادا علي أرواح الضحايا في التوقيت نفسه الذي وقع فيه الزلزال المدمر الذي بلغت قوته9 درجات علي مقياس ريختر، وما أعقبه من موجات مد عاتية تسونامي أسفرت عن مقتل وتشريد عشرات الآلاف. وشارك في مراسم إحياء الذكري الإمبراطور الياباني أكيهيتو وزوجته الإمبراطورة ميشيكو ورئيس الوزراء يوشيهيكو نودا وكبار المسئولين, في الوقت الذي أعرب فيه قادة العالم عن إعجابهم بشجاعة الشعب الياباني في مواجهة الكارثة. ومن جانبه, تعهد نودا في كلمة ألقاها خلال احتفالية أقيمت برعاية الحكومة لإحياء الذكري الأولي علي الكارثة بمواصلة بذل الجهود لإعادة إعمار المناطق المتضررة, والتي يحاول قاطنوها حاليا لإعادة بناء مدنهم لتصبح أكثر أمانا وأكثر ملاءمة للعيش فيها. وأضاف- تعقيبا علي المخاوف المتعلقة بعواقب كارثة مفاعل فوكوشيما النووي- أن مقاومة الكارثة النووية التي حلت باليابان تتواصل علي قدم وساق. كما أحيا الشعب الياباني الذكري بالمطالبة بوقف الطاقة النووية في البلاد بمسيرة شارك فيها نحو160 ألف شخص أمام مفاعل فوكوشيما, كما احتشد نحو16 ألفا آخرين من أسر الضحايا واللاجئين والأطفال والأجانب في استاد كورياما بعيدا عن المفاعل وطالبوا بتعويض الضحايا, محذرين من تحول مدينتهم إلي تشيرنوبل جديدة. يأتي ذلك في الوقت الذي كشفت فيه مصادر يابانية عن أن مجموع التعويضات التي تم دفعها حتي الآن من قبل شركة طوكيو للطاقة الكهربائية طوكيو إليكتريك باور للأشخاص المتضررين من كارثة فوكوشيما بلغ7,1 تريليون ين ياباني, أي ما يعادل فقط ربع المساعدات المالية التي خصصتها الحكومة لهذا الغرض. وفي سول, عبر الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج باك عن تعاطفه مع الضحايا, قائلا إنه يعتقد أن الدولة الجارة ستتمكن من التغلب علي الكارثة وأن سول لن تدخر جهدا لتقديم الدعم كصديق. وفي لندن, أصدر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بيانا بهذه المناسبة أكد فيه أن الشعب الياباني أظهر مرونة هائلة وواصل الحفاظ علي شجاعته وعزمه لإعادة البناء, معربا عن إعجابه واحترامه لأسلوب تغلبه علي التحديات الكبيرة التي واجهته. وفي سيدني, أعربت رئيسة الوزراء الأسترالية جوليا جيلارد عن تعازيها لضحايا كارثة الزلزال المدمر, مشددة علي رغبة بلادها في مواصلة التعاون مع طوكيو في إطار الجهود المبذولة لإعادة إعمار البلاد. وفي باريس, ذكرت صحيفة لوموند الفرنسية أن الكارثة النووية التي حاقت بمحطة فوكوشيما اليابانية العام الماضي غيرت كل شئ في مجال الطاقة النووية, موضحة أن الطاقة النووية لم تعد ذلك الحلم الذي أصبح حقيقة, فهذا الحلم قد تلاشي علي أرض الواقع بعد كارثة فوكوشيما.