تشكل الرموز الانتخابية، صداعا لدى الائتلافات السياسية والمستقلين ليس بسبب كثرتها فحسب، وإنما أيضًا للتشابه الكبير فيما بينها، مما يمكن أن يسبب تشتيتا للناخبين وعمليات خلط تهدر الكثير من الأصوات لدى ناخبين لا يستطيع قطاع كبير منهم القراءة والكتابة. فقد اعتمدت اللجنة العليا للانتخابات قرابة 250 رمزا انتخابيا لم تترك شيئا يعرفه المصريون إلا أدرجته باستثناء الهلال والجمل اللذين اعتبرا من مخلفات العهد البائد، مما يعنى أن الناخب سوف يكون أمام رموز تتشابه عليه، وتشتت ذهنه.وزاد من وطأة تلك الإشكالية، الشعور لدى الكثير من المرشحين بالتفاؤل والتشاؤم تجاه رموز محددة، فعلى سبيل المثال يخشى الكثير رموزا كالميزان، لكونه كان رمزًا لحزب الحرية والعدالة المنحل، أو السكينة التى ترمز للدموية. ولذا كان هناك صراع مرير على الرموز الواضحة مثل الهرم أو السيارة أو المنزل أو سنبلة القمح، بالإضافة لكونها تعبر عن قدر من التفاؤل السياسي.فمن جانبه أكد عضو الهيئة العليا لحزب الوفد عصام شيحة، أن اللجنة العليا للانتخابات تمتلك سلطات تمكنها من تغيير الرموز الانتخابية المتشابهة بالاتفاق مع المرشحين، باعتبار أن المرشحين لهم 5 رموز تتيحها اللجنة لكل مرشح ويختار من بينها رمزا واحدا. وشدد شيحة على سرعة تغيير تلك الرموز المتشابهة، لكى نتفادى ونتلاشى حسب وصفه التصويت الخاطئ والذى يمكن أن يصب فى مصلحة مرشح دون الآخر، وحتى لا يتم أيضًا إهدار الأصوات وأشار إلى أن كل مرشح له الحق فى تغيير رمزه الانتخابى إذا ارتأى أنه لا يتوافق مع توجهاته أو رؤيته أو حتى تقييمه الشخصى لنفسه. أما القيادى فى حزب الكرامة عبد العزيز الحسينى فأكد من جانبه، ان الرموز الانتخابية المتشابهة بالانتخابات البرلمانية يمكن أن تربك الناخب، وطالب العليا للانتخابات بضرورة وضع رموز واضحة لا يختلف عليها متعلم أو غيره. ونوه الحسينى الى ان الفكرة من الرموز الانتخابية وضعت ليستطيع بها الشخص غير المتعلم أن يميز بها مرشحه المفضل ويريد انتخابه عن غيره، وأن التشابه فى الرموز يمكن أن يؤدى إلى التصويت الخاطئ بالتشابه، مؤكداً أن الرموز الواضحة لا مشكلة بها مثل الحصان أو الطائرة أو الوردة وما إلى ذلك، أما الرموز المتشابهة مثل سبيكة الذهب وقطعة الشيكولاتة أو الجيتار والعود، والنحلة والفراشة فيمكن أن تختلط على الناخب وتؤدى إلى التصويت الخاطئ. مما يفسر الزحام الشديد الذى رأيناه فى عمليات تسجيل المرشحين وتقديم أوراقهم فالكل يريد أن يسبق للحصول على الرمز الذى يميزه بشكل كامل عن الآخرين.كما طالب المتحدث الرسمى باسم حزب التجمع نبيل زكى اللجنة العليا للانتخابات، بأن تضع رموزا انتخابية مختلفة ومتميزة وأن تتلاشى أى تشابه أو تماثل فى الشكل بين تلك الرموز لتفادى التصويت الخاطئ من الناخب عن طريق التضليل للناخب الأمى وغير المتعلم. وأكد زكى أنه ليس من الصعب على اللجنة العليا للانتخابات أن تضع رموزًا مختلفة ومتميزة لتسهل على الناخب التفرقة بين المرشح الذى ينوى انتخابه عن غيره وأن التشابه بين الرموز لن يصب فى مصلحة العملية الانتخابية.واتفق معهما رئيس اتحاد شباب مصر احمد حسني، الذى اعتبر التشابه فى الرموز الانتخابية أمرا معقدا وقد يربك الناخب، وأن الأمر يحتاج إلى اتخاذ عدة آليات من قبل اللجنة العليا للانتخابات والأحزاب ومرشحى البرلمان، مشيرًا إلى أن عدد الرموز الانتخابية كبير ويتعدى ال 200 رمز، وأن الدوائر لن يكون بها هذا العدد من المرشحين، مما لا يسمح للمرشحين باختيار رموز لا تتشابه مع بعضها وسيختلط الأمر على الناخب. وأضاف حسنى فى تصريح للأهرام، أن عدد الناخبين الذين سيقعون فى خطأ التشابه فى الرموز سيكون كبيرا جدا، خاصة مع تزايد الأمية وعدم الوعى السياسى الكامل عند الناخب مؤكدًا أن هذا الأمر من المشاكل الانتخابية الكبيرة المتوقعة ولابد من النظر إلى مثل هذه المشاكل وإيجاد رؤية موضوعية لحلها لإتمام العملية الانتخابية وبنزاهة تامة. من جانبه قال الأمين العام لحزب التجمع، مجدى شرابية، إن الحزب تقدم إلى اللجنة العليا للانتخابات بشعارين «المركب» و»السلم» لمرشحى الحزب على مقاعد الفردى لخوض الانتخابات البرلمانية. وأضاف شرابية، أنه فى حالة عدم قبول اللجنة العليا للانتخابات هذين الشعارين، فسيقوم كل مرشح بالحصول على رمزه الانتخابى على حسب ترتيبه فى الترشيح. إلا أن محمود العلايلى عضو الهيئة العليا لحزب المصريين الأحرار لم ينظر لتلك المسألة بهذه الحدة السياسية، وقال: انه فى حالة وجود تشابه بين الرموز يجب على اللجنة العليا للانتخابات أن تغيرها قبل إجراء الانتخابات، وأشار إلى انه فى حالة استمرار الرموز المتشابهة دون تغيير، فعلى الناخب أن يستعين بالأرقام إذا اختلط عليه الأمر. فيما اقترح علاء عبد المنعم النائب البرلمانى السابق أن تستبدل اللجنة العليا للانتخابات صور المرشحين بالرموز حتى تتفادى اللغط عند الناخب والتصويت الخاطئ، وبخاصة أن هناك اميين وقد يختلط عليهم الأمر فى تمييز الرموز. بينما رفض هذا التوجه، المتحدث باسم حزب الوفد المستشار بهجت الحسامى وقال إن التشابه فى الرموز الانتخابية بسيط ولن يربك الناخب، ولا يحتاج إلى كل هذه الضجة من الأحزاب ومرشحى البرلمان.