ذبح داعش لواحد وعشرين مصريا بليبيا يعد بمثابة إعلانا عن خروج دولة الخلافة الإسلامية المزعومة من محيط بلاد العراق والشام إلى محيط سيناء والشمال الأفريقي ، لأن داعش بذلك الفعل الإجرامي تتجرأ على الأمن القومي المصري الذى عليه حماية ابنائه داخل وخارج مصر . وهناك العديد من التقارير الصحفية المحلية والغربية التى تشير بالفعل إلى إلتحاق أنصار جدد لداعش من الجماعات الإسلامية السلفية الجهادية المتشددة فى سيناء كما حدث بليبيا مؤخرا . ولكننا إذا أفترضنا أن الضربة المصرية الجوية لمعاقل الإرهاب الداعشي بليبيا فى درنة وسرت تم الإعداد الجيد لها ولم تكن تعبر عن رد فعل إنفعالي للثأر والإنتقام ، فأننا لا يجب علينا أن نفترضها ضربة قاصمة لظهر داعش بليبيا تلقنهم درسا فى عدم الأقدام مجددا على قتل المصريين بليبيا والذين يصل عددهم إلى مليون مصري ، خاصة وأن تنظيم داعش تمدد خارج درنة وسرت بليبيا. ولذلك جاء سعي مصر لاستصدار قرارا من مجلس الأمن الدولي للتدخل عسكريا في ليبيا ، غير أن التحرك المصري واجه معارضة غربية ، خاصة من الولاياتالمتحدةالأمريكية ومجموعة الدول الأوروبية وركزت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية مؤخرا على أسباب الرفض الغربي لطلب مصر استصدار قرارا من مجلس الأمن الدولي للتدخل العسكري فى ليبيا ودعم الحكومة الليبية في طبرق ورفع حظر التسلح عنها ، حيث قالت الصحيفة الأمريكية أن الغرب لا يريد أن يخسر الإسلاميين المعتدلين فى حكومة طرابلس وأنصارهم من جماعة الإخوان المسلمين بليبيا ، مما قد يدفعهما للإنضمام إلى الجماعات المتطرفة بليبيا والتى تمثلها داعش والجماعات السلفية الجهادية. كما قالت الصحيفة أن الغرب قلقا إزاء ممارسات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر الاستبدادية التى تعرقل الحل السياسي بليبيا . حكومتا طرابلس وطبرق لم يستطع أن يهزم أيا منهما الآخر ويخرجه من حلبة الصراع الدائر على تولي السلطة وزمام الأمور بليبيا، إذ لكل منهما القبائل والجماعات والأحزاب التى تناصره بالسلاح ولذلك يأتي الحل الأمثل فى ضروة التعاون الثلاثي بين الحكومة المصرية وحكومتي طرابلس وطبرق لمجابهة خطر داعش والجماعات الإسلامية السلفية الجهادية فى ليبيا ، حيث لا يجب علينا أن ننسى أن ليبيا تمثل البوابة الغربية للأمن القومي المصري وبدون هذا الحل ستظل داعش مصدرا يهدد الأستقرار والسلم المجتمعي فى ليبيا ومن ثم يهدد الأمن القومي بمصر خاصة بعد إلتحاق أنصار جدد لداعش من الجماعات الإسلامية السلفية الجهادية المتشددة فى سيناء وهى الجماعات ذاتها التى نفذت العديد من العمليات الإرهابية ضد الجيش والشرطة المصرية . [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي