استهل الصالون الثقافي الذي ينظمه الإعلامي فايز فرح ندوته الشهرية بتأبين د. عاطف العراقي أستاذ الفلسفة الاسلامية ورائد فلسفة ابن رشد صاحب المدرسة العقلانية التنويرية والأب الروحي للصالون. تحدث عنه الكاتب والمفكر د. وسيم السيسي كفيلسوف مصري مستنير, كان عاشقا للعلم والفلسفة التي عكف علي دراستها طوال مشوار عطائه الذي امتد علي مدي نصف قرن, أثري خلاله المكتبة المصرية والعربية بالعديد من الكتب والمؤلفات منها الفلسفة العربية والطريق إلي المستقبل رؤية عقلية نقدية و ثورة العقل في الفلسفة العربية والمنهج النقدي في فلسفة ابن رشد وغيرها كثير. أيضا قدم كثيرا من الدراسات وقام بتحقيق مجموعة من كتب التراث في الفلسفة الاسلامية منها كتاب الاسلام دين العلم والمدنية للشيخ محمد عبده مع إشرافه علي كثير من رسائل الماجستير والدكتوراه بجانب عمله كخبير الفلسفة بمجمع اللغة العربية,وهو عضو بلجنة نشر ثراث ابن رشد وبلجنة الفلسفة والاجتماع بالمجلس الأعلي للثقافة. ويضيف د. السيسي أن د. عاطف العراقي انتصر طوال مشواره العلمي لفلسفة ابن رشد التي تعتمد علي العقل وتؤمن به, واعتبر أن ابن رشد آخر فلاسفة العرب رغم ما واجهه د. العراقي من تحديات ومشكلات أوقفته أمام محكمة جنايات المنصورة عام1995لدفاعه عن فلسفة ابن رشد. وفي مداخلته قال الإعلامي فايز فرح أن د. العراقي كفليسوف مصري مستنير فقدته مصر في الوقت الذي نحتاج إليه وإلي فلسفته التنويرية, فقد كان عاشقا للعلوم الفلسفية وتوجهاتها الإيمانية وهب لها حياته وعاش منفردا في صومعته كما كان يسميها, وتناول فرح في كلمته الجانب الانساني والاجتماعي في شخصية العراقي الذي كان حريصا علي إهدائه كتبه ومؤلفاته, كما كان يقوم بشراء كتب الآخرين واهدائها له كنوع من الكرم الزائد, ويضيف الإعلامي فايز فرح أنه كان يساعد تلاميذه ليس بمنحهم الكتب فقط وإنما كان يساعدهم ماديا, ومن هنا أقول أنه كان استاذا حقيقيا يعرف معني الأستاذية, فقد كان يهتم بأبنائه من حيث فكرهم وعلمهم وحياتهم الاجتماعية وكان يشاركني في قضايا حياتي الاجتماعية. وتحدث اللواء سمير كامل خبير التخطيط عن محاولات تقسيم مصر, مشيرا إلي أن هذه الخطة ليست الأولي في مصر وإنما سبقتها خطة التقسيم الإنجليزية القديمة, فكلها محاولات فشلت ولم تحقق أهدافها وظلت مصر علي تماسكها ووحدة شعبها.