بينما كانت معارك الحرب العالمية الثانية في أوجها قرر هتلر في يونيو 1941 إرسال 4.5 مليون جندي لغزو الاتحاد السوفيتي في هجوم كبير عرف باسم العملية (بارباروسا). ستالين فوجئ بالهجوم لوجود معاهدة عدم اعتداء بين البلدين تم توقيعها في موسكو في أغسطس 1939، ولكنه قرر بالطبع التصدي له بكل الوسائل المتاحة ومنها اتباع سياسة الأرض المحروقة التي تعني الانسحاب مع إخلاء المناطق التي يتم الهجوم عليها من مقومات الحياة كافة لكي يعاني الجيش المهاجم من نقص إمدادات الغذاء والوقود وخلافه. وبعد خسارة معارك عديدة أمام الهجوم الألماني الذي وصل لمشارف موسكو، بدأت القوات السوفيتية في نوفمبر 1942 هجوما معاكسا انتهي في النهاية بدحر القوات المعتدية وصولا إلي العاصمة برلين في إبريل 1945 وانتحار هتلر. خسائر السوفيت في الحرب بلغت 20 مليون قتيل (وبعض التقديرات تقول 26 مليونا) بخلاف الجرحي والخسائر المادية ولكن ذلك كان الثمن للحفاظ علي وحدة واستقلال البلاد، فالشعوب العظيمة لا تنحني أمام العدوان وإنما تنتفض للدفاع عن نفسها مهما كانت التضحيات. ومصر دولة عظيمة وشعبها شعب عظيم، ومسئولية المصريين التاريخية هي الدفاع عن كامل المنطقة العربية وليس أراضيها فقط، هكذا فعلنا مع التتار والصليبيين والفرنسيين والإنجليز وقبلهم الهكسوس وبعدهم إسرائيل. والآن تحمل مصر عبء الدفاع عن نفسها والمنطقة العربية ضد مخططات التقسيم والإرهاب والفوضي الخلاقة، والتكفيريين، ولا تملك إلا التصدي لتلك المخططات مهما كانت التضحيات. الدم المصري لا يقدر بثمن ولكن تراب الوطن أعلي قدرا وأكثر قيمة.. [email protected] لمزيد من مقالات سامح عبد الله