عملية "بارباروسا" هو الاسم الرمزى الذى أطلقته القيادة العامة الألمانية على عملية غزو الاتحاد السوفيتى خلال معارك الحرب العالمية الثانية، وتعتبر أكبر عملية غزو عسكرى فى التاريخ الإنسانى، إذ بلغ عدد القوات الألمانية المشاركة فيها 4.5 مليون جندى من قوات المحور على جبهة طولها 2900 كم، وسميت العملية باسم بارباروسا نسبة إلى الإمبراطور "فريدريك بارباروسا"، حيث تقول الأسطورة إن بارباروسا سيستيقظ من سباته وينقذ ألمانيا حينما تحتاجه، وشكلت عملية بارباروسا الجزء الأكبر من معارك الجبهة الشرقية خلال الحرب العالمية الثانية. فى تمام الساعة 3:15 من صباح الأحد الموافق لمثل هذا اليوم عام 1941 بدأت قوات المحور بالهجوم، وتشير المصادر التاريخية إلى أن 3 ملايين من القوات الألمانية قامت بالهجوم "الابتدائي" والتى واجهت أعدادًا أقل منها من الجنود السوفيت على طول حدود المقاطعات العسكرية، على أن تساهم القوات الحليفة للجيش الألمانى لاحقًا. قبيل البدء بالهجوم كان مركز قيادة القوات المسلحة السوفيتية قد تلقى تقارير تؤكد أن القوات الألمانية تقترب من الحدود، وذلك عند الساعة 00:30 إلا أن عدداً قليلاً من الوحدات الصغيرة تم تحذيرها ببدء الهجوم، وكانت الصدمة كبيرة بالنسبة للجانب السوفيتى من حجم القوات الألمانية التى دخلت دفعة واحدة إلى داخل الأراضى السوفيتية، فبالإضافة إلى 3.2 مليون ألمانى كان هناك 500 ألف من القوات الرومانية والمجرية والكرواتية والإيطالية والسلوفاكية رافقت الجيش الألمانى فى هجومه، بينما كانت مساهمة الجيش الفنلندى كبيرة فى الشمال، وشاركت فى الهجوم أيضًا فرقة المشاة 250 الإسبانية التى لم تكن تمثل قوات المحور، حيث كانت مساهمتها فردية. أعلن الجانب الألمانى أنه دمر 1489 طائرة سوفيتية فى اليوم الأول من العمليات، واتضح أن العدد أكبر من ذلك، ثم أعلنوا أنهم دمروا 3100 طائرة سوفيتية فى الأيام الثلاثة الأولى من الهجوم، لكن الحقيقة أن خسائر السوفيت كانت أكبر من ذلك، واتضح أن العدد الحقيقى كان 3922 طائرة. تعرض الجيش الأحمر وسلاح الجو السوفيتى لهزائم كبيرة فى عام 1941 لأسباب كثيرة أهمها عدم استعداده للهجوم المفاجئ الذى قامت به قوات المحور، والتى كانت حينها أكثر الجيوش خبرة فى العالم وأفضلها تدريباً، وامتلاكهم لعقيدة قوية واتصالات ممتازة بين القوات وثقة بالنفس جاءت بعد تحقيق عدة انتصارات وبخسائر قليلة، بينما افتقرت القوات السوفيتية إلى القيادة والخبرة والتدريب، واعتقادهم الخاطئ أنه لن يكون هناك حرب قبل عام 1942. لكن تدهور الوضع بالنسبة للجيش الألمانى عند نهاية 1941 بسبب الازدياد المتسارع لقوه الجيش الأحمر، وعوامل أخرى منها قلة فعالية الوحدات القتالية بسبب صعوبة وصول الإمدادات، وانخفاض درجات الحرارة الكبير، وانتشار الأمراض لدى الجنود الألمان، وكلها عوامل أدت إلى فشل الحملة.