خلال شهور قليلة شهدت مدن كثيرة.. وفى مدينة المنصورة خمس لوح إعلانية كبيرة أمام نادي جزيرة الورد أهم وارقي منطقة في المدينة العريقة.. بها كلمات وسطور وخطابات حب واعتذارات وطلبات زواج.. هذا بالاضافة الي مناطق أخري شهدت نفس هذه الملصقات. أولها كانت كلمات اعتذار من شاب لحبيبته، وثانيها طلب منها أن توافق علي الزواج منه، والثالثة كانت اعتذارين اخرين من زوج وحبيب..لحبيته، بالإضافة الى سطور تهنئة كثيرة لتهنئة بالأعياد من حبيبات وزوجات لأزواجهم بمناسبة أعياد ميلادهم، شاب أخر من نفس المدينة اسمه حسن اعتذر لحبيبته بتعليق لافته على لوحة اعلانات يطلب منها أن تسامحه ومنحه فرصة أخرى. وجاءت اللافتة باللغة الإنجليزية باللون الأحمر وفى عيد الحب يصالح فيها شاب حبيبته ويقول لهل فيها "أحبك يا روش وأعتذر بشدة على كل شئ فعلته لك، أعطنى فرصة أخرى وكل شيء سيتغير مع الوقت الامضاء حسن.. "فعلا محتاجلك" . "سهم كيوبيد" من الشجرة الى الحائط في البداية كان الأمر غريب، ولم يعتاده المارة، لكن شيئا فشيئا أصبحوا يتلفتون الى الجدران يقرأون ماعليها من كتاباتوينتظرون المزيد والجديد منها. هكذا اذن أصبح الحب على العلن.. "وعلي عينك يا تاجر"، ومنذ القدم ومنذ كان الحب عيبا وأمرا مخفيا وكان الحبيبين يختبئان وراء شجرة، ونقش أول حرف من اسمهما علي شجرة وبينهما قلب وسهم كيوبيد، أصبح في هذا عصر الانترنت والفضائيات يوضع علي "بانرات" الاعلانات.. فهو "أوت دورز". "ادينى فرصة تانيه" وفى محافظة بنى سويف، فوجئ أهالى منطقة بنى سويف الجديدة، في أحد أيام الشهر الماضى بوجود لافتة كبيرة موجودة بعرض الشارع بجوار نادى المعلمين، مكتوب عليها كلمة "بحبك" ومرسوم عليها قلب وحرفين باللغة الإنجليزية. وفى الغربية، أعرب زوج من أهالى المحافظة عن حبه لزوجته بلافتة كتبها ب "الفرانكو أرب" قائلا:حبيبتى يا أم عيالى، سامحينى بقى.. بموت فيكى يا مريم". وعلق شاب لافتة بعرض أكبر شوارع طنطا وكتب عليها "أنا آسف يا سمسمتى ومقدرش أبعد عنك"..اليافطة وضعها حبيب أسمه مصطفى تعبيرا عن أسفه لحبيته وعشقه لها على مرأى من جميع المارة، وكتب يقول فيها "كل سنة وأنت طيبة يا حبيبتى وروح قلبى..أنا أسف". وعلي سور جامعة الزقازيق كتب عاشق لحبيبته "بحبك يا أحلى ندى فى الدنيا". هذه المرة كان السبق في اعلانات القاهرة وبحى مصر الجديدة، اعتذر شاب لحبيبته بنفس الطريقة بلافتة معلقة في شارع الحجاز: " أنا أسف يا عمرى وعمرى ما هزعلك تاااانى. وعلى طريق الشيخ زايد علق شاب اعتذاره علي لوحة اعلانات يطالب حبيبته بفرصة أخرى. كما لجأ شاب لطلب الزواج من حبيبته، بتعليق لافتة على كوبرى أكتوبر يطلب فيها من حبيبته الزواج وأصطحبها عبر مركب فى النيل لقرائتها، ولترى بنفسها كم هو راغب في الزواج منها !. علي الشربيني هو مصمم اعلانات المنصورة الشهيرة يقول أن الأمر بدأ صدفة عندما كان اللوحة خالية من أية اعلانات فطلب اليه صديقه أن يكتب اعتذارا لحبيبته التي تسكن بجوار نادي جزيرة الورد والذى تركها قبل الزفاف بشهر بعدها انتشرت الفكرة. محمد.. أحد عشاق المنصورة لم يكن محظوظا ولا سعيدا بالمفاجأة التي اعدتها له حبيبته وكتبت له بالبنط العريض "بحبك يامحمد"، والسبب أن محمد متزوج من سيدة أخري وحبيبته لا تعلم، وكان الاعلان بداية مشاكل لا نهاية لها مع الزوجة والحبيبة!صحيح واجهت طريقة اعلان الحب.. باللافتات وعلى عينك يا تاجر استحسان كثيرين، لكنها وجدت هجوما اكثر من منتقدين .. فاغلب المنتقدين وجدوها ضعفا، وربما عابوا على الرجالة الضعف في الحب الى هذا الحد..واشراك الشارع كله فى اعلان الحب الذين يرونه صورة من اعلان الضعف، البعض الثانى رأي في الأمر حب استعراض، وآخرون اعتبروها رومانسية وجرأة وخروج عن المألوف وتجديد في الحب ومفاجأة سارة بالتأكيد، وليس ضعفا علي الاطلاق ولا خروجا عن العادات والتقاليد. الدكتور أحمد يحيي أستاذ علم الاجتماع بجامعة السويس ليس مع الرأي القائل بأنها خروج عن العادات والتقاليد أو انتهاك لخصوصية الحب قدر ما هي تعبير جيد عن جيل جديد لا يخجل من التعبير عن حبه ويفكر خارج الصندوق، لكن المكشلة من وجهة نظره في عدم الفهم الحقيقي لمعني الحب وتقدير مسئولية الزواج.