رحبت كلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر باستجابة وزير الأوقاف لما نشرته " الأهرام " حول مناشدة الكلية بأن يكون خريجوها في دائرة الضوء وبؤرة اهتمام الوزارة، لتصحيح صورة الإسلام في الغرب، والذي ترجمته الأوقاف في الإعلان لأول مرة في تاريخها عن فتح باب التقدم للإيفاد الدائم باللغات الأجنبية لجميع شعب الدراسات الإسلامية من خريجي كلية اللغات والترجمة. وفي حين أوضح الدكتور سعيد عطية عميد الكلية أن وزير الأوقاف أكد له عمله علي تعظيم الاستفادة والاستعانة الدائمة بخريجي الكلية في البعثات الخارجية، وتذليل السبل لإيفادهم الدائم للخارج.. إلا أن الشروط التي وضعتها الوزارة لخريجي اللغات والترجمة للالتحاق بالمسابقة المذكورة، كانت مثار جدل لكثير من أعضاء هيئة التدريس بالكلية، والذين اعتبروها معوقا يحول دون استيعاب خريجي اللغات والترجمة للعمل في المراكز الدعوية بالخارج. وقال الدكتور عبد العزيز حمدي، رئيس القسم الصيني بشعبة الدراسات الإسلامية باللغات الأجنبية، إن اشتراط الأوقاف التعيين بها كشرط أساسي لدخول خريجي اللغات والترجمة مسابقة الإيفاد للخارج “شرط مجحف” لن يؤدي الغرض المقصود منه، مشيرا إلي أن عدد خريجي اللغات والترجمة الذين يعملون بالدعوة داخل مصر محدود جدا، مما يجعل شرط التعيين بالوزارة عائقا أمام خريجينا ولا يلبي مطالب الدعوة بالخارج ولا طموح خريجي اللغات والترجمة المؤهلين لدعوة غير الناطقين بالعربية. ولفت حمدي إلي شرط آخر اعتبره أكبر عائق يحرم خريج اللغات والترجمة سواء المعين بالأوقاف أو غير المعين بها من الاستفادة بهذه المسابقة، وهو اشتراط الحصول علي تقدير امتياز في السنوات الثلاث الأخيرة، وقال إنه يندر أن نجد من يحصل علي امتياز في الدراسات باللغة الأجنبية بشكل عام، لا بجامعة الأزهر ولا بغيرها من الجامعات، فالحصول علي امتياز ثلاث سنوات متواصلة بكلية تدرس العلوم الإنسانية بلغة أجنبية أمر غاية في الصعوبة، وإذا تحقق لأحد من الخريجين فلن ينتظر الأوقاف، لأنه سيتم تعيينه بالجامعة أو يلتحق بأي عمل آخر يحقق ذاته من خلاله. هذا بالإضافة إلي أن مجال العمل الدعوي بالخارج لا يتطلب هذا التميز فوق العادي، ولنا أن نتساءل ونحن في بلد يتحدث العربية: هل نجيد التحدث بها بدرجة امتياز، وهل يجيد جميع دعاة الأوقاف التحدث بالعربية بدرجة امتياز..أضف إلي ذلك أن المبعوث لا يسافر ليعمل بمجال أكاديمي، ومن ثم فإن تقدير جيد وجيد جدا يكفي ويزيد، وأنا شخصيا كنت أدرس في البلد الأم صاحبة اللغة التي ندرسها (الصين) لم يحصل أي منا علي تقدير امتياز، وليس ذلك عيبا فينا فلا يوجد بأي كلية تقوم بتدريس اللغات الأجنبية من يحصل علي تقدير امتياز ثلاث سنوات، فهذا الشرط، يؤكد أن الأوقاف تريد أن تلفظ خريجي كلية اللغات والترجمة. وإلا فكيف تشترط علي خريجينا هذا الشرط الشاق في حين أنها قد تكتفي “بكورس” لغوي لا يتجاوز بضعة أشهر لابتعاث دعاتها بالخارج!! وطالب وزارة الأوقاف بتبني إستراتيجية لتعيين المؤهلين للدعوة من جميع خريجي كلية اللغات والترجمة، وبشروط تتوافق مع مجالات العمل المرشحين إليها، ليكونوا مستعدين للابتعاث متى كانت هناك حاجة لذلك. من جهته قال الدكتور عبد الحي سالم رئيس قسم اللغة الإفريقية بكلية اللغات والترجمة (شعبة إسلامية)، إن اشتراط التعيين بالأوقاف يقلل من الاستفادة بخريجي اللغات والترجمة ويعزف بهم بعيدا عن المجال الدعوي بالخارج، وتساءل: كم عدد الخريجين المعينين حاليا بالأوقاف، وأين هم؟ وإن وجدوا فلماذا نشترط مرور أربع سنوات علي عملهم بالوزارة، فهذه الفترة وحدها بعيدا عن ممارسة اللغة مضافا إليها فترة الخدمة العسكرية كفيلة بأن ينسي الخريج اللغة التي تخصص فيها. وأضاف: إذا كانت الأوقاف تريد حقا الاستفادة من الدعاة حاملي اللغات الأجنبية فلتجعل المسابقة عامة ومفتوحة لجميع الخريجين ولتجعل الفيصل هو الكفاءة، ولتضع من المعايير وضوابط الاختبار ما تشاء، ولتمتحنهم في العلوم الشرعية باللغة العربية كيفما شاءت وأينما تشاء، وتترك لنا امتحانهم في القدرات اللغوية، كل حسب تخصصه، علي أن يأخذ المؤهل والكفء فرصته بصرف النظر عن سنة تخرجه أو كونه معينا أو غير معين بالأوقاف. فمن حق المتفوق أن يأخذ فرصته ويعمل بالخارج. واختتم عبد الحي سالم بالتأكيد علي أن كلا من جامعة الأزهر والأزهر والأوقاف يعمل لغرض واحد وهو خدمة الدين والدعوة، ونشر وسطية الإسلام في ربوع العالم، ونحن في كلية اللغات والترجمة نقوم بدورنا في تأهيل خريجينا علي أكمل وجه وفق برامج وخطة دراسية واضحة قادرة علي إنتاج داعية كفؤ، ويبقي الدور علي الأوقاف لتستفيد بهذا الجهد وترجمته إلي واقع عملي يستفيد منه غير الناطقين بالعربية.