عكست الزيارة الأخيرة، التى قام بها ديتمير بوشتاى وزير خارجية ألبانيا للقاهرة، الأهمية التى توليها بلاده لتطوير علاقاتها مع مصر فى جميع المجالات، عبر تبادل الزيارات بين البلدين على مستوى كبار المسئولين، لمناقشة التطورات الإقليمية، والقضايا ذات الاهتمام المشترك. وخلال لقائه، مع وزير الخارجية سامح شكرى، أثنى الوزير الألبانى على الدعم الذي تقدمه الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية لبلاده، من خلال تنظيم دورات تدريبية للعاملين بالجهاز الحكومى الألبانى فى مختلف القطاعات لرفع كفاءتهم، منوهاً إلى إنشاء جمعية الصداقة المصرية الألبانية داخل البرلمان الألباني، وتطلع أعضائها لتعميق التعاون البرلمانى بين مصر وألبانيا، فور انتخاب البرلمان المصرى. وصرح سفير ألبانيابالقاهرة إدوارد سولو، بأن مصر تخطو خطوات كبيرة على الطريق الديمقراطي، وأن الحكومة المصرية لديها إصرار قوى لتحقيق دولة العدل وسيادة القانون، مشيدا بتمسك الرئيس السيسى الشديد بمحاربة الإرهاب، الذى تعانى منه كل دول العالم، من خلال دولة القانون، وبالخطط الموضوعية لتطوير الاقتصاد المصرى وتشجيع الاستثمار الأجنبى. وأشار السفير إلى أن مصر عادت لدورها المهم على المستويين الإقليمى والعالمي. كما أشاد سولو بالدور التاريخى للشعب المصرى فى مساندة ألبانيا للحصول على استقلالها، وأكد أن جمهورية ألبانيا تتطلع إلى زيادة التعاون بين البلدين فى جميع المجالات، لاسيما المجال الاقتصادي، موجها الدعوة إلى رجال الأعمال المصريين لزيارة ألبانيا، لبحث سبل التعاون بين البلدين وعقد لقاءات مع الغرفة التجارية الألبانية، ووزارة الاقتصاد والسياحة لبحث التعاون المشترك بين البلدين، وللنقاش حول الاتفاقيات المتبادلة فى مجال السياحة والزراعة والنقل البحرى. وقال: إن البلدين تربطهما علاقات متميزة فى جميع المجالات، وأنه سيسعى خلال المرحلة المقبلة للتقريب بين رجال الأعمال الألبان والمصريين لتعظيم سبل التعاون التجارى، وأضاف أنه للمرة الأولى فى العلاقات بين البلدين يتم إنشاء اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادى، وسيكون أول اجتماع لها خلال النصف الأول من العام الحالى . وأضاف أن مشروع قناة السويس الجديدة سيفيد العالم كله، إذ سيكون لهذا الشريان له دور كبير فى تسهيل حركة التجارة العالمية بين الشرق وأوروبا، وسيوفر فى وقت وتكلفة العبور على الشركات العالمية، مشيرا إلى أن الشركات الألبانية تتطلع إلى المساهمة والاستثمار فى هذا المشروع العظيم. ونبه إلى أهمية السوق الألبانية رغم صغر عدد السكان، لأنه مدخل جيد للأسواق الكوسوفية، والمقدونية، والجبل الأسود، حيث لا يوجد حواجز جمركية بين هذه الدول. ولفت إلى أن هناك تعاونا بين مصر وألبانيا مع جامعة الأزهر، إلى جانب اتفاقيات التعاون بين جامعة تيرانا للتاريخ وجامعة القاهرة، وتعاون فى التدريب الأمنى بمجال مكافحة الإرهاب بين وزارتى الداخلية المصرية والألبانية، كما أن هناك تعاونا مع وزارة الخارجية المصرية لتدريب الدبلوماسيين الألبان.