أكد الشيخ عبد اللطيف دريان، مفتى لبنان، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، رجل مؤمن صادق غيور حريص على أمن مصر وحمايتها والمنطقة العربية. وقال إن قوة الدول العربية تكمن فى قوة مصر وان الجيش المصرى هو صمام الأمان للمنطقة وان مصر وقفت على مر الزمن فى مساندة الدول العربية والإسلامية فى مواجهة الاستعمار واستقلال وسيادة الدول العربية، وإنها ستظل الدرع الآمن فى زمن التصدع العربى وانهيار الدول العربية دولة تلو الأخرى. وقال فى حوار ل«الأهرام»: أن ما يحدث فى الدول العربية من تدمير وخراب يرجع إلى المطامع الشخصية وغياب العدالة الاجتماعية وظلم الحكام. وأكد مفتى الديار اللبنانية، أن مواجهة الإرهاب تستلزم تكاتف المسلمين والمسيحيين معا لدرء هذا الخطر الذى يتهدد الدول العربية. والى نص الحوار .. {{ ما القضايا التى ناقشتها مع الرئيس السيسى وقيادات الأزهر والإفتاء والكنيسة فى أثناء زيارتك لمصر؟ { ناقشت مع الرئيس السيسى عددا من القضايا الخاصة بالمنطقة العربية وكيفية مواجهة الفكر المتطرف والإرهاب، وسبل العمل على تقارب وجهات النظر من أجل استقرار وازدهار المنطقة ولمست خلال اللقاء بأن الرئيس يحمل فى قلبه حبا كبيرا لمصر ومهموم بقضايا الوطن العربى اجمع، ويعمل بكل جهد وطاقة على بناء مصر القوية الحديثة. وهناك تعاون وثيق بين لبنان والأزهر والمؤسسات الدينية فى مصر خصوصا ما قدمه الأزهر لخدمة الإسلام فى لبنان والدول العربية من خلال إرسال القوافل الدعوية ونشر مفهوم الإسلام الوسطى ومحاربة الإرهاب والتكفير والتطرف، وهو الأمر الذى أكده شيخ الأزهر الشريف الدكتور احمد الطيب خلال لقائى به حيث اتفقنا أن الإسلام يتعرض لحملات تشويه من أعداء الإسلام سوء بالداخل أو الخارج الذين لهم مصالح شخصية على حساب مصلحة الأوطان واتفقنا على ضرورة محاربة هؤلاء والوقوف ضدهم. وكذلك يوجد تعاون وثيق بين دار الإفتاء اللبنانية ووزارة الأوقاف المصرية من خلال القوافل الدعوية، وبين دار الإفتاء المصرية من خلال التدريب على أعمال الإفتاء، وتقديم كل الدعم العلمى والشرعي. وهذا ما اتفقنا عليه مع المفتى وكيفية الاستفادة من خبرات علمائنا الأجلاء فى دار الإفتاء المصرية والأزهر الشريف من خلال إيجاد آلية يتم من خلالها نقل تلك الخبرات إلى لبنان من خلال الفتوى المعبرة عن سماحة الإسلام وصحيح الدين و ومحاربة الفكر المتطرف. أما لقائى مع قداسة البابا تواضروس فقد ناقشنا خلاله العلاقات الإسلامية المسيحية وما يعزز هذه العلاقات بين مصر ولبنان وسبل فتح الحوار المثمر بين الأديان وإيجاد مفهوم جديد داخل الدول المتعددة الديانات فى مذاهبها لدرء أى محاولة من الخارج أو الداخل لإحداث وقيعة بين شعبها واتفقنا أن المسلمين والمسحيين شركاء فى الوطن وان كل الأديان السماوية جميعا تنادى بمبدأ واحد هو احترام حقوق الإنسان وتعمل كل الأديان على خدمة الإنسانية وخاصة أن مصر صاحبة الفكر الرائد فى الحوار الإسلامى المسيحي، وأن بيت العائلة المصرية مثل يحتذى به وتجربه رائدة. {{ ما رأيك فيما يفعله تنظيم “داعش” الإرهابى؟ { هذه الجماعة لا تمثل الإسلام و”داعش” تنظيم إرهابى وما يقوموا به من جرائم ليس له صلة بالإسلام والإسلام منهم براء، لأن الدين الإسلامى دين يسر وسماحة، والإسلام لا يمكن أن يكون إلا فى منطقة وسط لا يميل إلى التشدد ولا يرغب فيه بل ينهى عنه، وفى المقابل لا يرضى عن التفلت من الأحكام الدينية والقيم الأخلاقية و“داعش” هم خوارج العصر. والعالم يواجه الآن أزمة حقيقية نتيجة انتشار الإرهاب الذى يسوق باسم الإسلام، مما أدى إلى تشويه صورة الإسلام والمسلمين، وهو ما يضع على عاتقنا جميعًا ضرورة إظهار سماحة الإسلام وتصحيح تلك المفاهيم المغلوطة، ولن يكون ذلك إلا بالتعلم من خلال تصحيح صورة الإسلام عن طريق الأزهر الشريف ومؤسساته المختلفة ووسائل الإعلام ومخاطبة العالم والتعريف بصورة الإسلام السمحة. {{ وما هى آليات محاربة الإرهاب من وجهة نظركم؟ { التعاون على كل المستويات سواء مسيحية أو إسلامية وخصوصا وسائل الإعلام والمثقفين والتكاتف بينهم من أجل مكافحة الإرهاب والتصدى له من خلال مواجهته بالفكر مع إعادة النظر فى المناهج الدراسية حتى تكون مناهج معبرة عن صحيح الإسلام مع ضرورة التعاون الفكرى والثقافى لأن هذه الجماعات نشأت فى بيئات غير مستقرة فكريًا واجتماعيًا، وتم استقطابهم من خلال جماعات متطرفة لا تدين بأى دين لإشاعة الفوضى وتحقيق مخططات خارجية للنيل من دول بعينها. {{ كيف ترى الأوضاع فى مصر والمنطقة العربية؟ { تتعرض مصر لحملات إرهابية جبانة من خونة مدعومين من جهات خارجية وداخلية لإسقاط مصر وأطالب الشعب المصرى بالالتفاف حول جيشه وقيادته وحكومته لتفويت الفرصة على هؤلاء المأجورين، والوضع العربى سيئ جدا، وما حدث من خراب للدول التى قامت بها ثورات نتيجة لظلم تعرض له الموطن أو تجاهل الحاكم لشعبه وغياب العدالة الاجتماعية سبب رئيسى فى وضعنا الحالى ويجب على حكماء العرب الحريصين على وحدة الصف العربى التحرك لمعالجة القضايا لان الأزمات كبيرة وتحتاج إلى بذل جهد وإعادة تقييم الأوضاع فى الدول العربية حتى تستقيم الأمور. {{ هناك مخطط لضرب العلاقات بين المسلمين والغرب كيف ترى ذلك؟ { علينا أن نكون واعين لما يخططه البعض من ضرب العلاقات بين المسلمين والغرب، مع ضرورة أن ينطلق خطابنا مع الغرب من منطلق حوار الحضارات وليس صراع الحضارات حتى نستطيع أن نوصل الإسلام الصحيح إلى الغرب ونصحح صورة الإسلام التى شوهت بفعل فاعل. {{ وماذا عن الحوار بين المذاهب الإسلامية فى لبنان وكيف يمكن إنهاء الصراع والخلاف بين السنة والشيعة؟ { لبنان بها 18 طائفة دينية وجميعهم يعملون فى حب، ولا يتم التفريق بين الأشخاص حسب مذاهبهم، ونعمل جاهدين على وحدة الصف السنى والصف الإسلامى والمذاهب اللبنانية تعمل جميعها على وحدة الصف ونعمل جاهدين على تخفيف حدة الخطاب المذهبى المتشرذم الذى يريد تفاقم الأمور وربما يريد إشعال فتنة لذ الجميع مطالب بوحدة الصف وتحقيق مبدأ المواطنة بين جميع المذاهب مع ضرورة أن يكون ذلك على ارض الواقع وليس شعارات بما يضمن العيش ضمن مفهوم الوطن الواحد بجميع مكوناته وطوائفه، ونحن فى لبنان نعانى تداعيات الأزمات خصوصا فى دول الجوار الملتهبة ونحاول جاهدين أن نحيد لبنان وما يحصل حوله من تداعيات و أن نجمع الجميع حول حب الوطن ونعول دائما على حكمة الفرقاء السياسيين فى حوارهم الذى يمكن أن يكون مدخلا أساسيا لحل كل الأزمات التى يعانيها لبنان بالإضافة إلى الاستحقاق الرئاسى مما يؤدى إلى مزيد من الاستقرار ويدفع عجلة العمل لدى المؤسسات الخدمية فى خدمة المواطن.