أكد فضيلة الدكتور شوقى علام مفتى الديار المصرية، أن الزيارة، التي قام بها مفتى لبنان فضيلة الشيخ عبداللطيف دريان للقاهرة، ساعدت كثيرًا في توطيد العلاقات، وترسيخ علاقات التعاون الديني بين البلدين. وأضاف مفتي الجمهورية أن دار الإفتاء بما لها من تاريخ وخبرات على أتم استعداد للتعاون، من أجل مواجهة الأفكار المتطرفة في جميع أرجاء العالم. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مفتى الجمهورية، والشيخ عبد اللطيف دريان مفتى الجمهورية اللبنانية، بمقر دار الإفتاء المصرية، ظهر اليوم الخميس. وأشار فضيلة المفتي، إلى أنه، من خلال المشاروات التي تمت بينه وبين الشيخ عبداللطيف دريان، تم الاتفاق على كثير من سبل التعاون والتنسيق بين البلدين، لتحقيق مصلحة المسلمين والعرب العليا، وإزالة الأفكار الإرهابية المتطرفة. وأضاف الدكتور شوقي علام: تطرقنا في الحديث إلى ضرورة ضبط الفتاوى، والرجوع إلى أهل الاختصاص، ومواجهة الفكر الذي تعتنقه الجماعات المتطرفة. وأشار مفتي الجمهورية إلى أن الأزهر الشريف يعمل، منذ سنوات، على مراجعة المناهج، من خلال لجان مختصة، وتم بالفعل تعديل الكثير منها. من جانبه، أكد مفتى لبنان، أن الرئيس عبد الفتاح السيسى رجل مؤمن وصادق وغيور وحريص على أمن مصر وحمايتها والمنطقة العربية، مضيفًا أنه فى غاية السرور لوجوده في البلد العزيز على لبنان. وقال مفتى لبنان، في المؤتمر الصحفي: "مصر عزيزة وغالية على كل مواطن عربي وكل مصري، فحافظوا عليها وعلى جيشها برموش أعينكم، فمصر أعطت العرب كثيرًا، ويجب أن يقف الجميع بجوارها". وأضاف مفتي لبنان: "نحن جميعًا مع رسالة الأزهر في وسطيته وتسامحه، وهو المرجعية الكبرى للمسلمين في العالم أجمع". وشدد مفتي لبنان، على أن أرواح الشهداء، الذين سقطوا خلال الفترة الأخيرة، لن تذهب سدى، وسيتم القصاص لهم قريبا، مؤكدًا أنه حرص، منذ توليه منصب الفتوي في لبنان، على التقريب بين المذاهب، وألا تتدخل أي طائفة في الشئون الدينية لطائفة أخرى. وأضاف دريان، في كلمته، أن لبنان بها 18 طائفة دينية، وجميعها تعمل في حب، مشيرا إلى أنه لا يتم التفريق بين الأشخاص حسب مذاهبهم، موضحا أن العلاقات بين المسيحيين والمسلمين تعرضت، قبل ذلك، إلى توتر، لكنها رجعت كالماضي. وأشار مفتي لبنان، إلى أن مصر صاحبة الفكر الرائد في الحوار الإسلامي-المسيحي، مؤكدًا أن بيت العائلة المصرية يشكل مثلًا يحتذى به، وتجربة رائدة. وأوضح أنه تم الاتفاق على التعاون بين دارى الإفتاء في لبنان ومصر، مما يحقق مصلحة العرب، مؤكدا أنه لا بد من تعزيز تلك العلاقات العربية، لمواجهة التحديات التي تواجه الأمة. وقال مفتي لبنان: "علينا أن نكون واعين لما يخططه البعض من ضرب العلاقات بين المسلمين والغرب، مع ضرورة أن ينطلق خطابنا مع الغرب من منطلق حوار الحضارات، وليس صراع الحضارات، حتى نستطيع أن نوصل الإسلام الصحيح إلى الغرب". وأضاف، أنه جاء إلى مصر بدعوة رسمية، والتقى رئيس الجمهورية في لقاء اتسم بالمصارحة، لافتًا إلى أنه لمس فيه القائد المؤمن الحريص على استقرار الأمة العربية.