سنوات طويلة عاشها باحثو الإلكترونيات في مصر أملا في وجود مقر لأبحاثهم وتجاربهم التي ضاق بها وبهم الجزء الصغير الذي كانوا يشغلونه بمبني المركز القومي للبحوث, إلي أن تحقق لهم الحلم حديثا بإنشاء أول معهد بحوث من نوعه للإلكترونيات علي مستوي الشرق الأوسط, سيعمل به300 باحث متخصص في الإلكترونيات بجميع فروعها من تكنولوجيا معلومات واتصالات وإلكترونيات وهوائيات. يؤكد د. هشام الديب مدير معهد بحوث الإلكترونيات أن المقر الجديد للمعهد يمثل نقلة نوعية وتكنولوجية إذ يتضمن مجموعة من الأقسام والمعامل المتطورة والمتخصصة التي تواكب أحدث التطورات العالمية في مجالات تخصص المعهد المختلفة, بالإضافة إلي مجموعة من الخدمات الفنية والإدارية,' حيث قمنا بتطوير النظام الإداري والمالي والبحثي بشكل كامل, وأنشأنا أرشيفا إلكترونيا'. وأضاف أن المعهد يضم أكبر غرفة نظيفة في الشرق الأوسط معدة خصيصا لصناعة الإلكترونيات تم تجهيزها لمقاومة الزلازل, وتقع في منتصف المركز البحثي للتواصل بين البحث العلمي والصناعة التي ستكون ممثلة في الشركات الصغيرة والمتوسطة, لأن مشكلة المخرجات البحثية تتركز في عدم الاستفادة منها في التنمية الصناعية. وأشار إلي وجود مشكلات في التمويل, وخاصة الغرفة النظيفة التي ستحتاج إلي مبالغ كبيرة شهريا, وأنه تم الاتفاق مع غرفة صناعة البرمجيات علي تقفيل المبني الموجود بجوار الغرفة النظيفة, وأنهم ما زالوا يدرسون الآلية القانونية لتنفيذ ذلك' إذ إننا جهة حكومية تسعي لربط البحث العلمي والصناعة, وقد انتهينا من أول مبنيين, وما زال هناك13 مبني سيتم الانتهاء من أغلبها خلال هذا العام ليكون افتتاح المعهد الجديد في العام القادم'.واستطرد أنه قد انتقل للعمل بالمباني ثلاثة أقسام هي: قسم الطاقة الجديدة والمتجددة, وقسم الخلايا الشمسية, وقسم الميكروويف الذي يتعاون مع هيئة الاستشعار عن بعد في صناعة الأقمار الصناعية علي مدار الأعوام العشرة السابقة. وقال: لدينا أيضا قاعتان للمؤتمرات منهما أكبر قاعة مؤتمرات تطل علي مطار القاهرة الدولي مباشرة, وتتسع لأكثر من ألف شخص, كما يوجد جراجات وساحات انتظار, وسنقوم باستغلال سطح المعهد لإنتاج الطاقة الشمسية للحصول علي طاقة نظيفة, ولكي نستفيد بها في البحث العلمي, خاصة قسم الخلايا الشمسية. وأوضح د. هشام الديب أنهم قاموا بإنشاء مركز' التايكو', بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي, وينقسم إلي مكتب لدعم الابتكار والتكنولوجيا, إذ يتم من خلاله المساعدة في معرفة وتسهيل إجراءات تسجيل براءات الاختراع, ومكتب آخر لنقل التكنولوجيا والتسويق, ويقوم بتحويل الفكرة إلي منتج للاستفادة منه في تنمية الصناعة خاصة مجال الصناعات التكنولوجية. وأشار إلي أن القسم الثالث هو مكتب المنح والتعاون الدولي, وقد تم اختيار المركز ضمن أفضل30 مركزا علي مستوي الجامعات, ومن الأجهزة التي شارك المركز في نقلها من اختراع إلي منتج حقيقي جهاز لتشخيص الفيروسات في عينات الدم باستخدام الموجات الكهرومغناطيسية الدقيقة, وهو عبارة عن مستشعر بيولوجي يقيس التغير في الخواص الكهربية نتيجة لوجود الفيروس. وفي سياق متصل, يؤكد د.أحمد عطية رئيس المعمل المركزي لخدمة تكنولوجيا النانو أن المعهد الجديد يضم ثلاثة معامل مركزية للنانو وللطاقة الجديدة والمتجددة ولعلم الروبوت, وأن المعمل سيقوم بخدمة أقسام معهد الالكترونيات الجديد المختلفة, كما سيخدم المعاهد والجامعات التي تعمل في مجال الهندسة الكهربائية وهندسة الاتصالات. وكشف عن وجود بروتوكولات تعاون بين المعمل ومراكز النانو في كل من الجامعة الأمريكية ومدينة زويل ومركز البحوث الزراعية; لتبادل الخبرات, والمعرفة فيما بينهم.