لم يكتف مسئولو محافظة القليوبية باغتيال أهم مركز لأنشطة الشباب فى مدينة الخانكة (2) والذى تبلغ مساحته 8 آلاف متر مربع وهو ملاصق لسور مستشفى الخانكة، بل حولوه إلى ملجأ وخيام للأسر المشردة بلا مأوي، وأغلقوا الأمل أمام عشرات الآلاف من الشباب من مختلف الأعمار لممارسة الرياضة، مما دفع مجموعات منهم لتسوية الأرض المهملة والملحقة لتكون ملعبا مستقلا، وبعد استقرار دام أكثر من عشرين عاما، فوجئ الشباب منذ أيام بالبلدوزرات تغتال الملعب الملحق صباحا بقرار المحافظ بإزالة الملعب لبناء ثلاث عمارات. ويقول وجدان عزمى المدرب بالنادى الأهلى وفريق كرة القدم بالمنطقة إن مركز شباب الخانكة (2) تحول إلى ساحة حرب بعد تسكين 105 أسر موزعين فى خيام بكل الملاعب بداخل المركز الذى أصبح لا علاقة له بالرياضة أو الشباب، بينما يعيش الناس فيه بصورة غير آدمية، وهم يستخدمون بكل هذا العدد 3 حمامات، مما تسبب فى مشكلات وظروف لا يتحملها أحد، فالحياة فى الملاجئ أفضل منها خاصة فى أيام الشتاء والبرد الشديد. وأضاف أن ذلك عرض المركز لتدمير كبير مع انعدام النظافة والانضباط، فى الوقت الذى لم يجد فيه الشباب بالمنطقة حلا سوى امتداد مركز الشباب فى أرض بلغت نحو ألف متر، وفوجئنا بالمحافظة تستولى على نصف المساحة وبنت عليها مساكن، وتركت لنا النصف الثانى لاستئناف النشاط الرياضي، وظل النشاط الرياضى طوال السنوات الماضية بكل أنواعة. وتابع: خططنا الملعب وأزلنا كميات كبيرة من الحجارة والأتربة، ونعقد عليه اللقاءات الرياضية مع فرق الشباب بالمحافظة والقاهرة الكبرى خاصة فى الدورات الرمضانية، إضافة إلى أنه ملعب مجانى بعد أن أصبحت الملاعب بمراكز الشباب بالإيجار بالساعة والتى تصل إلى مائة جنيه. وأشار عزمى إلى أن الدستور نص على أن الرياضة حق للجميع فى مادته رقم (84)، وأن الدولة تكفل الشباب والنش وتعمل على اكتشاف مواهبهم وتنمية قدراتهم الثقافية والنفسية والبدنية والابداعية فى المادة (82)، وذلك بهدف بناء أجيال قوية والقضاء على الانحرافات وأسبابها، بدلا من بناء الخرابات الحكومية. وقال: جاءت بلدوزورات محافظة القليوبية لتهدم أحلام شباب المنطقة ليلا، وسط غياب كامل من المسئولين برغم شكاوانا لكل الجهات، فالملعب الذى تعبنا فيه ونظمنا عليه أفضل المباريات والبطولات ولم نجد أحدا يسمع لنا فى دعوة صريحة للتشرد والتطرف لبراعم فى عمر الزهور. ويضيف هادى بكرى موظف بالتأمينات وأحد سكان المنطقة أن المحافظة فى الأساس خصصت مساحة مركز الشباب لرجل أعمال كبير لإقامة دار للمسنين، وأقيم سور كامل حوله، ولكن المشروع توقف لوفاة رجل الأعمال، ووزعت المساحة بين مركز الشباب ومجلس مدينة الخانكة، وتحولت المنطقة المحيطة إلى مقلب قمامة ومخلفات بناء لسنين طويلة لولا شباب المنطقة الذين حرموا من ملعب مركز الشباب فتعاونوا على إصلاح امتداد مركز الشباب ليكون مركزا بديلا عن المركز الذى تجول إلى ملجأ، حتى أصبح ملعبا متكاملا لشباب المنطقة مع الحفاظ على القيمة الحضارية والأثرية لسور ومبنى المستشفي، لذلك فإن آلاف الشباب الذين يسكنون بالمنطقة يناشدون المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب التدخل لإنقاذ هذا الموقع الرياضى المهم لأجيال الشباب.