مع الناس

يقدمها: أحمد الصبيحي

سور مستشفي الأمراض العقلية أشهر وأعرق مستشفيات الشرق الأوسط حيث تم بناؤه في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني علي الطراز الإنجليزي الساحر بمدينة الخانكة العريقة عمره 200 سنة. كل من شاهده يقول ان الذي بناه شاعر وليس مهندساً حيث تشعر أن حجارته تكاد تنطق من فرط العراقة والجمال.. للأسف قام ¢تتار¢ العصر الحديث ببناء بلوكات سكنية وورش سيارات وأخيرا نعرض لهذه الصورة لمبني ملاصق لمستشفي الخانكة للأمراض العقلية. ويقع علي بعد 15 دقيقة فقط من مطار القاهرة لأنه الجزء من محافظة القليوبية الذي يتبع إقليم القاهرة الكبري وجاءت إلينا كثير من الشكاوي بخصوص هذا المبني. توجهنا اليه وتقابلنا مع كابتن/ وجدان أحمد عزمي وهو من سكان المنطقة وأكثر المهمومين بمشاكلها وخاصة مشاكل الشباب يقول : هذا المبني مكون من جزءين الأول فنطاس مياه وهو معطل لأنه غير مطابق للمواصفات تماما. وغرق فيه طفل لذلك تم اغلاقه والجزء الثاني مبني من دورين ولكن للأسف تم سرقة أبوابه وشبابيكه أثناء الثورة والانفلات الأمني ونما إلي سمعنا إنه كان مخصصاً لإدارة تابعة إلي وزارة الزراعة ويطلق عليها إدارة مشروع الطحالب.. المهم إنه مهجور منذ عدة سنوات ولأن ¢ما فيهوش¢ أبواب أو شبابيك أو حراسة أصبح مكاناً آمناً للحرامية ولتعاطي المخدرات وللبلطجية.
مضيفا بجوار هذا المبني مساحة رائعة في حرم السور التاريخي هي الآن المقلب الرسمي لقمامة الخانكة. علما بأن هذه المساحة تصلح بإمتياز لتكون ملعب كرة قدم خماسيا وسداسيا وسباعيا يعني 7 ضد سبعة علي الأقل يكون ملعباً للأطفال الذين يتمنون ملعب والأرض كلها ملك الحكومة ويوجد قرار جمهوري أصدره الرئيس المؤقت عدلي منصور "رقم 75 لسنة 2014" بتفويض المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء بالتصرف في أراضي الدولة وبناء علي رغبة آلاف الشباب نطالب بإحياء تلك الأرض وتحويلها من أرض جرداء إلي أرض يدب بها الحياة ويستفيد منها الشباب وتصبح الملتقي الرياضي الثقافي لأنه لا يوجد ملعب بجواره مكتبه أو قصر ثقافة كل الموجود إما ثلاجة بيبسي أو ¢نصبة¢ شاي.. وفي نفس الوقت حماية للسور التاريخي بتطهير محيطه ويا حبذا لو تحول محيطة إلي تراك لأن التراك الوحيد في الشارع في مصر كله هو تراك سور الكلية الحربية الذي يخدم كل حي مصر الجديدة.
مشيرا إلي أن كل مطالبنا هي مطالب مشروعة وأول هذه المطالب.. هو تحويل الفنطاس والمبني المهجورإلي مكان يستغل للثقافة.
والمطلب الثاني.. مقلب القمامة الملاصق للفنطاس.. يستغل كملعب للكرة الخماسية "علي الأقل تعويضاً عن الملعب الذي اغتالوه بعد ان قام الأطفال بتنظيفه وتجهيزة للعب به".
والمطلب الثالث أن يستغل محيط السور كتراك للمشي مثل تراك الكلية الحربية وكل هذه المطالب نص عليها الدستور في المادة 48الخاصة بالثقافة والمادة 84 الخاصة بالرياضة في الدستور الجديد والطريف هو تبادل الأرقام 8 و 4 في المادتين نص المادتين أولاً مادة الثقافة "48": "الثقافة حق لكل مواطن تكفله الدولة وتلتزم بدعمه وبإتاحة المواد الثقافية بجميع أنواعها لمختلف فئات الشعب دون تمييز بسبب القدرة المالية أو الموقع الجغرافي أو غير ذلك وتولي اهتماماً خاصاً بالمناطق النائية والفئات الأكثر احتياجاً".. وكأن هذه المادة خاصة بهذا الموضوع.. المادة 84 الخاصة بالرياضة تقول.. ممارسة الرياضة حق للجميع وعلي مؤسسات الدولة والمجتمع اكتشاف الموهوبين رياضياَ ورعايتهم واتخاذ ما يلزم من تدابير لتشجيع ممارسة الرياضة.