مثلما تقف القوات المسلحة على خط الجبهة دفاعا عن أرض الوطن وحماية للشعب، تسهم أيضا وبالتوازى مع ذلك الدور فى تنمية النواحى الاقتصادية، وتسعى لتنمية القطاعات الخدمية المختلفة فى المحافظات والمدن وكذلك القري، وعلى سبيل المثال لا الحصر كان فائض أفراد التجنيد بمثابة ذحيرة الوطن فى قطاع الزراعة، التى أدت دورها فى الاسهام لتصدير المنتجات، وفى الوقت نفسه كان تمهيد الطرق واقامة الجسور بسواعد وخبرات القوات المسلحة نوعا من انواع الارتقاء بخدمات انتقال المواطنين، بالإضافة إلى سهولة نقل البضائع، كما اسهمت القوات المسلحة ايضا من عائد مشروعاتها فى بناء المساكن فضلا عن ضخ ماتيسر من الأموال المعلنة لسداد الديون والمساعدة فى الخروج من الأزمات التى يواجهها الاقتصاد الوطني. وفى قراءة تحليلية للدور الذى تتبناه القوات المسلحة حفاظا على أمن البلاد فى تأمين الحدود، وأمانها فى الجوانب الاجتماعية والاقتصادية كيد تبنى ويد تحمل السلاح وهو الطريق الذى اختارته قواتنا المسلحة كشعار لها لا ولن يتغير أبدا، أن القوات المسلحة لها دورا واضحا وبارزا فى دعم الاقتصاد المصري، ويتمثل هذا الدعم فى عدة جوانب، منها المساهمة فى تطوير البنية الاسياسية عن طريق الخبرات والكفاءات من رجال القوات المسلحة إلى جانب المعدات والكوادر التى تمكنها من التطوير، وذلك يذكرنا بعام 1977 عندما شرع الرئيس الراحل محمد أنور السادات فى تطوير وسائل الاتصالات كالتليفونات حيث كانت العقود المبرمه مع شركات أجنبية ومحلية تتطلب مبالغ طائلة، فقامت القوات المسلحة على الفور بعملية التطوير فى وقت وجيز وبأقل التكاليف. مجال الزراعة وكان للقوات المسلحة دور أيضا فى استصلاح الأراضي، خاصة أنها تملك الامكانيات الكبيرة فيما يتعلق بالأفراد وهو مايسمى بفائض التجنيد الذى يستخدم من أجل الاستصلاح فى توشكى وجنوب الوادى والتل الكبير والنوبارية واسيوط وسيوه وتحويلها إلى مناطق زراعية صناعية، كما استصلحت القوات المسلحة وزرعت نحو 40 الف فدان قابلة للزيادة عبر جهاز مشروعات الخدمة الوطنية الى 100 الف فدان خلال ال 3 سنوات القادمة. كما يعد دور القوات المسلحة فى تنمية منطقة شرق العوينات مثالا هاما فى تطوير المساحات المنزرعة ودفع مسيرة التنمية ورفع الأعباء عن كاهل المواطن وتحسين معيشته من فائض إنتاج القوات المسلحة، بالإضافة الى إنشاء آلاف الصوب الزراعية ووحدات سكنية بالمزرعة بالإضافة الى إنشاء منطقة للأنشطة التكميلية تشمل مزارع أغنام ومناحل عسل ومنتجات الخضر والفاكهة إلى جانب مزارع الانتاج الحيوانى فضلاً عن إنشاء الف مسكن بهذه المنطقة للمساهمة فى انشاء تجمع سكانى جديد ينتقل اليه الشباب والمواطنون فى هذه المنطقة الواعدة، وذلك الدور يأتى بالتوازى مع الحفاظ على كفاءاتها القتالية عرفانا بالجميل للمواطن الذى عانى كثيرا فى فترات الحروب، فالقوات المسلحة حريصة على المشاركة فى دعم خطط التنمية الشاملة للدولة لخدمة القطاع المدنى ورد الجميل للشعب الذى يبارك جميع عمليات التطوير والتحديث بالقوات المسلحة. و أهمية فكرة المساحات الجديدة التى تستخدم لاول مرة فى زراعة القمح فى مساع لتحقيق الاكتفاء الذاتى مستقبلا وخفض معدلات الاستيراد، فمصر لديها خبرات كبيرة فى مجال الزراعة وتستطيع المنافسة عالميا، خاصة وان هناك خطة طموح لزيادة الصادرات الزراعية المصرية وتطبيق الميكنة الزراعية فى إطار خطة الدولة لاستزراع منطقة شرق العوينات كأحد المشروعات المستقبلية الواعدة. كما يقوم رجال الجيش الثالث بحفر الآبار للإمداد بالمياه فى المناطق ذات الكثافة السكانية العالية لتلبية احتياجاتها من المياه حيث تعتبر مهنة الزراعة احدى المهن الرئيسية التى يزاولها أبناء وسط وجنوب سيناء خاصة فى المناطق المحاذية للطريق الساحلى الدولي. بناء المساكن أن المشروعات السكنية التى تقوم به القوات المسلحة وتشرف عليها تعتبر مثالية وخالية من الغش، وهذه الرؤى راسخة فى أذهان المواطنين بالإضافة إلى المساهمة فى انشاء مليون وحدة سكنية مع أحدى الشركات الاماراتية . بناء الطرق وإقامة الجسور وهناك أهتمام القوات المسلحة بانشاء الطرق التى تسهم فى الارتقاء بخدمات انتقالات المواطنين فضلا عن سهولة نقل البضائع، عن طريق الشركة الوطنية لإنشاء وتنمية الطرق التى بدأت نشاطها بإنشاء طريق (القطامية - العين السخنة) والذى تم افتتاحه كأول طريق حر فى مصر عام 2004، بالإضافة إلى إنشاء وتنمية طريق (العين السخنة - حلوان - الكريمات) فضلاً عن إنشاء أى طرق جديدة أو أعمال تطوير بأى طرق قائمة وعلى سبيل المثال خلال عام 2013-2014 قامت القوات المسلحة بتطوير وتجديد 600 كيلو من الطرق وذلك عند مدخل طريق الاسماعيليةوالسويس وطريق القاهرةالاسكندرية. كما قامت القوات المسلحة فى منتصف عام 2012 إلى عام 2014 بانشاء 42 كوبرى منها 8 كبارى على طريق مصر الاسكندرية الصحراوى و32 كوبرى على طريق الاسماعيليةالسويس. بالاضافة الى قيام القوات المسلحة فى عهد المشير حسين طنطاوى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربى بتدشين سفينة الحرية 3 والتى تم بناؤها بشركة ترسانة الاسكندرية البحرية والتابعة لجهاز الصناعات والخدمات البحرية لوزارة الدفاع، وتبلغ حمولة سفينة الحرية 3 والتى تعد أضخم سفينة نقل يتم تدشينها بترسانة الاسكندرية 10 آلاف طن، ويبلغ مدى ابحارها 9 آلاف ميل بحري، وتصل سرعتها الى 71 عقدة، ويمكنها الابحار لمدة 22 يوماً دون التزود بالوقود ومجهزة بأحدث التقنيات الملاحية وأجهزة القيادة والاتصالات واستغرق بناؤها عامين. المشاركة بالمال وفيما يخص تبرعات القوات المسلحة فهى منذ ثورة 25 يناير ووصولًا إلى خروج المصريين فى 30 يونيو من العام الماضى ضد حكم المعزول محمد مرسي. واعتمد الفريق أول صدقى صبحي، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربى مؤخراً على وضع مليار جنيه من أرصدة شركات جهاز مشروعات الخدمة الوطنية تحت تصرف صندوق (تحيا مصر)، استجابة لمبادرة الرئيس السيسى لدعم الاقتصاد، كما أعلن الجيش أن ذلك يأتى استكمالًا لمسيرة القوات المسلحة والتزامها تجاه الشعب ودعم الاقتصاد. أما فى فترة حكم المجلس العسكرى كان من أبرز تلك التبرعات هو تبرع القوات المسلحة بمبلغ 50 مليون جنيه لدعم المبادرة التى دعا اليها الفنان محمد صبحى لتطوير العشوائيات، فضلًا عن تولى الجيش تطوير هذه العشوائيات فى مدة زمنية لا تزيد على 6 أشهر. كما دعمت القوات المسلحة البنك المركزى فى الفترة الانتقالية بمبلغ حوالى مليار دولار من عائد مشروعاتها الإنتاجية و2 مليار جنيه لانشاء مساكن للشباب. وفى فترة حكم المعزول محمد مرسى تبرعت القوات المسلحة بكل مدخلاتها التى كانت تستخدمها فى تطوير وشراء الأسلحة لسد العجز فى الموازنة. وبعد خروج المعزول مرسى من المشهد السياسى وتولى عبدالفتاح السيسى مسئولية وزارة الدفاع آنذاك، أعلن الجيش تبرعه بمبلغ 300 مليون جنيه لصندوق (دعم مصر)، ايضا قررت القوات المسلحة التبرع بربع مليون جنيه للمساعدة فى إعادة إعمار الصيدليات التى أضيرت فى تلك الفترة. وقد يتساءل البعض من أين تأتى القوات المسلحة بهذه المليارات؟ ويجيب عن السؤال بقوله أن القوات المسلحة تدير مشروعات اقتصادية ضخمة منها مشروعات انشاء وتصنيع واستصلاح اراضى بالإضافة إلى الإدارة الجيدة فى مشروعاتها والتى تدر مبالغ يمكن أن توجه بعضها للتنمية المجتمعية . مواجهة المغالاة فى الأسعار وفضلا عن جهود القوات المسلحة للاهتمام بقوت المواطن والحد من ارتفاع الأسعار، والإسهام بدور إيجابى فى العمل على تخفيف الأعباء الإقتصادية عن الشعب المصرى العظيم، حيث صدق الفريق أول صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى على قيام جميع منافذ البيع الخاصة بالجيوش والمناطق الميدانية وجهاز الخدمة الوطنية وجهاز الخدمات العامة للقوات المسلحة بطرح جميع السلع الغذائية بأسعار مخفضة ، وبكميات وفيرة. كما تقدم فروع ومجمعات ومولات ومنافذ بيع الجهاز الخدمات والإحتياجات الأساسية للمواطنين من أبناء القوات المسلحة وأسرهم والمدنيين على السواء من كافة المواد والسلع الغذائية واللحوم والدواجن وغيرها من منتجات القوات المسلحة والقطاع المدنى بأسعار تقل عن مثيلاتها بالسوق المحلي، فضلاً عن الأثاث المنزلى والمفروشات والأجهزة الكهربائية والسلع المعمرة. لأن الهدف من شركات الجهاز هو تحقيق الاكتفاء الذاتى فى المجالات المختلفة, والإسهام بما لديها من طاقات وإمكانات وخبرات واسعة، فى دفع مسيرة التنمية للدولة. وأن قطاع الأمن الغذائى بجهاز الخدمة العامة يستهدف توفير الاحتياجات من المنتجات الغذائية، ويشمل نشاطه على زراعة16 ألف فدان تصل فى نهاية العام الحالى إلي20 ألف فدان, بالإضافة إلى إنتاج الألبان واللحوم الحمراء والبيض. المعاونة فى الأزمات والكوارث وكان للجيش الثالث دور رئيسي فى التعامل مع الأزمات والكوارث، خاصة فى كوارث السيول التى تضرب أماكن عديدة فى سيناء من الحين الى الآخر. فعلى الفور تتحرك عناصر الجيش المكلفة بأعمال الإغاثة بجميع الإمكانيات وتقوم بإخلاء الأفراد باستخدام القوارب المطاطية مع تقديم التأمين الطبى والاطفائى وإنشاء معسكرات الإيواء العاجلة ورفع الأنقاض وتقوية الجسور وأعمال الطرق . التنمية فى سيناء كما تتولى القوات المسلحة دوراً مهماً فى تنمية سيناء لرفع مستوى المعيشة للبدو ولأهالى وسط وجنوب سيناء من خلال اللقاءات العديدة مع شيوخ القبائل فى سيناء للتواصل مع مطالبهم لتلبيتها فى جميع المجالات، وهذه اللقاءات ليست فى المناسبات القومية فقط، ولكن على مدار العام بالإضافة الى تشجيع أبناء أهالى سيناء للالتحاق بالكليات العسكرية والتطوع بالقوات المسلحة. كما يساهم الجيش الثانى بفعالية فى تحقيق التنمية بشمال سيناء فعلى المستوى الطبى يتم الدفع بست قوافل طبية سنويا اعتبارا من عام 1998 لعلاج أهالى البدو ويتم تقديم العلاج لعدد 4500 فرد سنويا، وتم إنشاء نقطة إسعاف بالطريق الشمالى وإنشاء مستشفى عسكرى بالعريش والذى يساهم فى علاج المدنيين من اهالى محافظة شمال سيناء، وبالنسبة لتوزيع الترفيه الغذائى فانه يتم توفير عدد 14200 ترفيه غذائى سنويا للأرامل وعائلات الشهداء كما تم فتح منفذين لبيع منتجات الجيش الميدانى بمدينة العريش. نسف أنفاق التهريب كما يتم تنفيذ أعمال المعاينات والنسف للأنفاق المكتشفة على خط الحدود الدولية يوميا، وكذا القيام بأعمال المعاونة فى تطهير مخلفات الحروب السابقة، وهناك لقاءات مستمرة مع البدو ويتم تأهيل وتشغيل أبنائهم فى المزارع وحراسة التجهيزات الهندسية بسيناء، وقد تم تقديم عدد من أبناء البدو للتطوع بالقوات المسلحة بمساعدة الجيش الثاني.