مثلما تقف القوات المسلحة على خط الجبهة دفاعا عن أرض الوطن وحماية للشعب، تسهم أيضا وبالتوازى مع ذلك الدور فى تنمية النواحى الاقتصادية، وتسعى لتنمية القطاعات الخدمية المختلفة فى المحافظات والمدن وكذلك القرى يد تبنى ويد تحمل السلاح وهو الطريق الذى اختارته قواتنا المسلحة كشعار لها لا ولن يتغير أبدا، وعلى ضوء ماسبق يمكننا الاستعانة بما أكده اللواء عبد المنعم كاطو الخبير العسكرى الذى أوضح أن القوات المسلحة لها دور واضح وبارز فى دعم الاقتصاد المصرى، ويتمثل هذا الدعم فى عدة جوانب، منها المساهمة فى تطوير البنية الاسياسية عن طريق الخبرات والكفاءات من رجال القوات المسلحة إلى جانب المعدات والكوادر التى تمكنها من التطوير، وذلك يذكرنا بعام 1977 عندما شرع الرئيس الراحل محمد أنور السادات فى تطوير وسائل الاتصالات كالتليفونات حيث كانت العقود المبرمه مع شركات أجنبية ومحلية تتطلب مبالغ طائلة، فقامت القوات المسلحة على الفور بعملية التطوير فى وقت وجيز وبأقل التكاليف. وكان للقوات المسلحة دورً أيضا فى استصلاح الأراضى، خاصة أنها تملك الامكانيات الكبيرة فيما يتعلق بالأفراد وهو مايسمى فائض التجنيد الذى يستخدم من أجل الاستصلاح فى توشكى وجنوب الوادى والتل الكبير والنوبارية واسيوط وسيوه وتحويلها إلى مناطق زراعية صناعية، كما استصلحت القوات المسلحة وزرعت نحو 40 الف فدان قابلة للزيادة عبر جهاز مشروعات الخدمة الوطنية إلي 100 الف فدان خلال 3 سنوات القادمة. كما يعد دور القوات المسلحة في تنمية منطقة شرق العوينات مثالا هاما في تطوير المساحات المنزرعة ويرى اللواء كاطو أهمية فكرة المساحات الجديدة التى تستخدم لاول مرة في زراعة القمح في مساع لتحقيق الاكتفاء الذاتي مستقبلا وخفض معدلات الاستيراد. ونوه اللواء كاطو إلى أهتمام القوات المسلحة بانشاء الطرق ، عن طريق الشركة الوطنية لإنشاء وتنمية الطرق التى بدأت نشاطها بإنشاء طريق (القطامية - العين السخنة) كما قامت القوات المسلحة فى منتصف عام 2012 إلى عام 2014 بانشاء 42 كوبري منها 8 كباري على طريق مصر الاسكندرية الصحراوى و32 كوبرى على طريق الاسماعيليةالسويس. وفيما يخص تبرعات القوات المسلحة يرى اللواء عبد المنعم كاطو أن التبرع الأخير للقوات المسلحة لم يكن الوحيد، بل سبقته تبرعات عدة منذ ثورة 25 يناير. واعتمد الفريق أول صدقي صبحي، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربي مؤخراً على وضع مليار جنيه من أرصدة شركات جهاز مشروعات الخدمة الوطنية تحت تصرف صندوق (تحيا مصر)، استجابة لمبادرة الرئيس السيسى لدعم الاقتصاد، كما أعلن الجيش أن ذلك يأتي استكمالًا لمسيرة القوات المسلحة والتزامها تجاه الشعب ودعم الاقتصاد. هذا فضلا عن جهود القوات المسلحة للاهتمام بقوت المواطن والحد من ارتفاع الأسعار، والإسهام بدور إيجابى فى العمل على تخفيف الأعباء الإقتصادية عن الشعب صدق الفريق أول صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى على قيام جميع منافذ البيع الخاصة بالجيوش والمناطق الميدانية وجهاز الخدمة الوطنية وجهاز الخدمات العامة للقوات المسلحة بطرح جميع السلع الغذائية بأسعار مخفضة، وبكميات وفيرة. ويرى اللواء عبد المنعم سعيد الخبير الاستراتيجى أن القوات المسلحة مؤسسة عسكرية وطنية محترفة وغير مسيسة، تتبعها العديد من الشركات والمصانع وذلك حرصا من القوات المسلحة على أن يكون لها دور فاعل ونشط في دعم الاقتصاد الوطني. ويؤكد اللواء عبد المنعم سعيد أن جهاز الخدمة الوطنية هو جهاز مستقل بذاته نشأة عندما كان المشير أبو غزالة وزيراً للدفاع وفى ذلك الوقت تم شراء طائرتين ميراج من فرنسا وطلب منه الرئيس نقدا أجنبيا لدفع ثمن الطائرات، فقال لها أبو غزالة ليس لدنيا نقد أجنبى، ومن هنا بدأ التفكير فى انشاء جهاز الخدمة الوطنية لكى يحقق الاكتفاء الذاتى للقوات المسلحة والفائض يصدر لجلب النقد الاجنبي. مشيرا الى أن الأفراد الذين يعملون فى جهاز الخدمة الوطنية ليس لهم آى علاقة بالقوات المقاتلة، لأن الجهاز يعتمد على فائض التجنيد من كافة الفئات، بالإضافة إلى الاستعانة بجميع التخصصات من المدنيين للعمل فى هذه المصانع والشركات، وبهذا تكون القوات المسلحة ساهمت فى حل مشكلة البطالة عن طريق توفير فرص عمل فى الجهاز. ومن هنا يجب على المواطنين عدم الخلط بين دور القوات المسلحة العسكري ودورها الاقتصادى.