فى الوقت الذى تكاسلت فيه الحكومات عن تنمية سيناء ، ولم تخرج عن كونها مادة للأحاديث الإعلامية فقط، كانت القوات المسلحة التى تدرك أهمية هذه الأرض، تعمل على تنميتها لتواصل عطائها الذى لا يتوقف، والذى تغرسه فى أبنائها، فتشارك بفاعلية وكفاءة عالية فى غزو الصحراء والعمل على زيادة رقعة الأراضى الزراعية التى تنتج المحاصيل الغذائية، وذلك عن طريق الإسهام فى تعمير أراضى سيناء واستصلاح الأراضى المتاخمة للوادى شرقا وغربا مما يسهم فى تحقيق الاكتفاء الذاتى وتوفير الأمن الغذائى للمواطنين، وتطبيقا لمفهوم إعمار سيناء. وقد بلغت قيمة المشروعات التى تنفذها القوات المسلحة على أرض محافظة شمال سيناء نحو400 مليون جنيه، ومن بينها إنشاء 5 قرى رائدة بقيمة 45 مليون جنيه، بالإضافة إلى أن مشروعات تتضمن رفع كفاءة 70 منزلا بدويا بقرية المليز بوسط سيناء وإنشاء 4 محطات تموين سيارات وخدمات متكاملة بمدينة بئر العبد العريش الكيلو161 بوسط سيناء ومدينة نخل بقيمة32 مليون جنيه وحفر14 بئرا أعماق للرى 3 منها بمنطقتى رفح والشيخ زويد و11 أخرى بمنطقة وسط سيناء وإنشاء محطة لتحلية المياه بمدينة رفح بطاقة6000 م/ يوم وإنشاء 4 ساحات رياضية ومستودعين لاسطوانات الغاز وعيادتين شاملتين، فضلا عن تخصيص مبلغ230 مليون جنيه لتطوير المرحلة الأولى لميناء العريش البحرى وهو ما وفر المئات من فرص العمل التى تسهم فى القضاء على البطالة ورفع العبء عن الدولة. كما قامت القوات المسلحة بإنشاء1000 وحدة سكنية من خلال إنشاء 50 عمارة على مساحة150 ألف متر بشرق العريش، بالإضافة إلى إنشاء طريق يوصل بين الطريق الدائرى الجديد وحى الريسة بطول1750 مترا وبعرض 50 مترا بأرض مملوكة للقوات المسلحة علاوة على تقديمها نحو 12 مليار جنيه من حصيلة إداراتها لمشروعاتها للعديد من أجهزة الدولة وتنفيذ مشروعات تنموية خلال الفترة الماضية منها 2.9 مليار لدعم مشروعات التنمية فى سيناء. وبعد نجاح ثورة 25 يناير ثمة روح جديدة تسرى فى سيناء تواجه القوات المسلحة المشكلات والأزمات بحسم وتضع الأولوية القصوى لهموم المواطن وترسخ علاقات اجتماعية وإنسانية مع السكان وتقدم يد العون للأكثر احتياجا وتعطى الفرصة للقادرين والمستثمرين للعمل لخدمة أهدافنا التنموية الكبرى تلك هى الحال فى سيناء شمالا وجنوبا. كما تتولى القوات المسلحة دورا مهما فى تنمية سيناء لرفع مستوى المعيشة للبدو ولأهالى وسط وجنوب سيناء من خلال اللقاءات العديدة مع شيوخ القبائل فى سيناء للتواصل معهم والاستماع إلى مطالبهم لتلبيتها فى جميع المجالات. وهذه اللقاءات ليست فى المناسبات القومية فقط، لكن على مدى العام، بالإضافة إلى أن تشجيع أبناء أهالى سيناء للالتحاق بالكليات العسكرية والتطوع بالقوات المسلحة. وفى مجال الزراعة يقوم رجال الجيش الثالث بحفر الآبار للإمداد بالمياه فى المناطق ذات الكثافة السكانية العالية لتلبية احتياجاتها من المياه، حيث تعتبر مهنة الزراعة إحدى المهن الرئيسية التى يزاولها أبناء وسط وجنوب سيناء خاصة فى المناطق المحاذية للطريق الساحلى الدولى. كما كان للجيش الثانى له دور رئيسى فى التعامل مع الأزمات والكوارث فى سيناء مثل كارثة السيول، بالإضافة إلى وجود تعاون وثيق بين الجيش والقطاع المدنى فى نطاق المسئولية. ففى المجال الثقافى تم عقد دورات تدريبية بمعهد اللغات للجيش الثالث الميدانى لتأهيل الشباب الخريجين، كما نفذت وزارة الدفاع مشروعات على أرض الواقع خلال الأشهر الماضية بتكلفة141 مليون جنيه لخدمة المواطن السيناوى، هذا الى جانب تحقيق الأمن والاستقرار على أرض المحافظة ومنها تأمين المنشآت الحيوية عقب الثورة وتأمين المدخلين الشرقى والغربى لمدينة العريش وتأمين جميع أماكن نقاط التفتيش على الطريق الساحلى من بالوظة حتى الشيخ زويد والمعاونة فى تقديم العلاج بمستشفى القوات المسلحة بالعريش. وعلى الصعيد الأمنى قامت القوات المسلحة بعدة خطوات منها الإفراج عن 31 مسجونا فى قضايا جنائية عسكرية والتصديق على إسقاط الأحكام الغيابية العسكرية لأكثر من 13 فردا حتى الآن وصدور توجيهات من المشير طنطاوى بالإفراج عن كل من أمضى نصف المدة من الأحكام الجنائية المدنية وكذا إسقاط الأحكام الغيابية الجنائية. وأخيرا تم رصد 150 مليون جنيه من القوات المسلحة لتنفيذ مشروعات تنموية فى سيناء وجار الانتهاء من البعض منها خلال العام الحالى على أن يتم استكمال المتبقى من هذه المشروعات كإنشاء محطات لمياه الشرب والصرف الصحى بالتوالى، كما أن الخطط التى يتم تقديمها لتنفيذ مشروعات فى سيناء يتم دراستها جيدا من قبل القوات المسلحة وذلك من جميع الجوانب لمعرفة عائد أى مشروع سيتم تنفيذه بسيناء سواء من الناحية المالية أو الاجتماعية، وكذلك الناحيتين السياسية أو العسكرية. وبالإضافة إلى ذلك هناك العديد من التكليفات الصادرة من المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى الحكومة لحل مشكلة التمليك وإصدار قانون استخدامات الأراضى فى سيناء إلى جانب تيسير دخول أبناء سيناء الكليات المختلفة بما فيها العسكرية وعمل الحكومة على تهيئة الظروف المناسبة لدمج سيناء فى المجتمع المصرى وتوفير الحياة الكريمة على أرض سيناء.