قد تختلف أسماؤهم وتتنوع أساليبهم وتتفاوت أعدادهم, ولكن تبقي أهدافهم واحدة ألا وهى سفك الدماء ونشر الفوضى واللجوء للعنف بكل أشكاله كى يثبتوا لمن حولهم, وللعالم أجمع، إلى أى مدى يصل إجرامهم, وليبثوا الرعب في النفوس ويرهبوا العالم ويجبرونه على الخضوع لرغباتهم إتقاء لشرهم.. أنه وصف بسيط لعدد من الجماعات الإرهابية التى ظهرت خلال السنوات الماضية تحت مسميات عدة مثل "القاعدة, طالبان, وداعش". فبعدما نجح تنظيم "داعش" فى توسيع قاعدته وبسط نفوذه على سوريا والعراق, توجه للسيطرة علي "خراسان", وهى المنطقة التى تضم باكستانوأفغانستان, وأجزاء من إيران ومنطقة شينجيانج ذات الغالبية المسلمة التى تقع فى شمال غرب الصين. ويخطو التنظيم فى خطته بنجاح, وذلك بعد أن إستطاع جذب قادة طالبان الباكستانية الذين إنشقوا عن الحركة, وأثبتوا ولاءهم للبغدادى زعيم التنظيم, بنشر المنشورات والملصقات, التى تدعو الى دعم التنظيم, خاصة في شمال غرب باكستان. هذا إلى جانب الفيديو الذي إنتشر مؤخرا, ويعلن فيه حوالى عشرة من القادة طالبان السابقين، وبشكل جماعي، ولاءهم للتنظيم. وكان غالبية هؤلاء القادة من طالبان قد سبق أن أعلنوا ولاءهم للتنظيم كل على حده، لكنهم هذه المرة يعلنون عن قيادة مركزية لتجمعهم من جديد, وفى نهاية الفيديو، الذى تبلغ مدته 16 دقيقة وسجل في منطقة جبلية غير معروفة، يقوم هؤلاء القادة بقطع رأس رجل قدم على أنه جندى في الجيش الباكستانى. وقد قام البغدادى مؤخرا بتعيين حافظ سعيد خان، أحد القادة السابقين فى حركة طالبان باكستان، كزعيم مسلحى التنظيم فى "إقليم خراسان". وقد كان خان, الذى مازال فى أوائل الأربعينيات من عمره, المتحدث باسم حركة طالبان باكستان، وشغل منصب قائد طالبان فى أوراكزاى حتى وفاة زعيمها السابق حكيم الله محسود عام 2013 خلال غارة شنتها طائرة بدون طيار، ثم انشق عن طالبان فى بداية العام الماضى، وقد إستطاع خان إثبات مدى تأثيره على إستقطاب عناصر سابقة بطالبان وولائه لتنظيم البغدادى. أما فيما يخص طالبان الأفغانية, فبعد سنوات طويلة قامت خلالها عناصر طالبان بمحاربة قوات التحالف العسكرى بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية التى داهمت أراضيهم, ومحاربة قوات الأمن الأفغانية, إلا أنه مع غياب زعيمهم المنعزل, الملا محمد عمر, بدأ الإستياء والغضب يتوغل داخل صفوفهم مما تسبب في نشوب خلافات وحدوث إنقسامات داخلية, خاصة فى ظل تراجع نشاط الحركة, وعدم وجود قيادة توحدهم. ومع رغبة الملا عبد الرؤوف خادم, الذى لم يتجاوز عمره ال 33 عاما, فى الحصول على مكان الملا عمر, وظهوره كأهم وأبرز قادة المسلحين من طالبان في ولاية هلمند, وذلك بعد إطلاق سراحه من معتقل جوانتانامو الذى قضى به 7 سنوات. وقد أكدت بعض التقارير أنه إنضم للمتمردين على الحركة, ومن ثم بدأت الأخبار التى تتوارد عنه تفيد بأنه يسعى لإنشاء خلية جديدة تابعة لتنظيم داعش على الأراضي الأفغانية, وتحديدا في ولاية هلمند, كما أنه يستغل حالة الإنقسام داخل الحركة ليستقطب عددا منهم . وطبقا لما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية على لسان حاجى ملا صاحب، وهو زعيم لإحدى القبائل في منطقة كاجاكي بولاية هلمند، إن الملا خادم بالفعل يعمل جاهدا على تجنيد أكبر عدد من المقاتلين وأسرهم, كما كان يحث رفاقه القدامى داخل حركة طالبان للانضمام إليه, والإنشقاق عن طالبان نهائيا من أجل ترسيخ قاعدة داعشية قوية. وقال رجل يدعى حاجى ميريوس إنه التحق بصفوف داعش كنائبا تحت قيادة الملا خادم، وزعم أن عدد المقاتلين في خليتهم تجاوز ال 300 مقاتل, وأضاف أن الأسباب التى جعلت الملا خادم يأخذ هذا الاتجاه تعود لشعوره بالتهميش داخل الحركة. ومن ناحية أخرى يسعى زعماء حركة طالبان لإثبات أن كل ما يقال حول قيام الملا خادم بإنشاء خلية داعشية, وقدرته علي إستقطاب عدد من عناصر الحركة له ما هو إلا هراء, وأن الأمر كله لا يتجاوز الخلافات الداخلية, وأن الملا خادم كان بالفعل فى السابق أحد زعماء الحركة, لكنه أنشق عنها, وأصبح حبيس منزله. وبين الحقيقة والشائعات, خرج الجنرال جون كامبل، قائد قوات التحالف في أفغانستان، ليعلن عن مخاوفه من إحتمالية تكوين تنظيم داعش فرع له في أفغانستان, خاصة وأنه ليس بالأمر الصعب علي ذلك التنظيم الذى إجتاح الأراضى السورية والعراقية سريعا, وأثبت قدرته على إستقطاب أعداد كبيرة مختلفة الأجناس, والأسوأ أن أعضاء حركة طالبان الساخطين قد يجدون فى داعش ملاذا يحصلون من خلاله على موارد أكثر, واسم أكبر لهم.