نجحت روسيا فى منع صدور بيان من مجلس الأمن الدولى كان من شأنه توجيه انتقاد إلى الانفصاليين الأوكرانيين الموالين لموسكو وإدانة التصعيد فى أعمال العنف فى الآونة الأخيرة، والذى أودى بحياة العشرات فى شرق أوكرانيا. وصرح دبلوماسيون بمجلس الأمن بأن بريطانيا كانت قد اقترحت إصدار مجلس الأمن بيانا كان سيكرر الإدانة التى أعلنها بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة من قبل، مع الدعوة إلى إجراء تحقيق فى الهجمات التى شنها الانفصاليون أخيرا على ميناء ماريوبول الاستراتيجى فى شرق أوكرانيا، ولكن روسيا رفضته، فى حين أنه لابد من الموافقة بالإجماع على بيانات مجلس الأمن، وهو ما يعنى قدرة كل أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر على عرقلة هذه البيانات. وقال دبلوماسى فى مجلس الأمن لوكالة رويترز شريطة عدم نشر اسمه إن «روسيا عرقلت للتو إصدار بيان برفضها أن يتضمن إدانة للتصريحات العلنية الاستفزازية التى أدلى بها الانفصاليون فى الأونة الأخيرة»، بحسب تعبيره. وعلى الجانب الآخر، قال المكتب الصحفى لبعثة روسيا لدى الأممالمتحدة فى بيان : «لم يتم التوصل لإجماع.. لأن وفد المملكة المتحدة أصر على إدانة بعض من بيانات قوات الدفاع الذاتى». وأضاف أن أعضاء المجلس من الدول الغربية كانوا قد رفضوا مرارا إدانة التصريحات والتصرفات العدوانية من جانب حكومة كييف. وكان المكتب الصحفى لبان كى مون قد أصدر بيانا قال إنه «يدين بقوة الهجوم الصاروخى الذى وقع على مدينة ماريوبول والذى قالت تقارير إنه أدى إلى قتل عشرات المدنيين وإصابة أكثر من 100 شخص». وقال أيضا إن بان كى مون «يدين الانسحاب من جانب واحد من وقف إطلاق النار الذى قامت به قيادة المتمردين، ولا سيما بياناتهم الاستفزازية عن المطالبة بالسيادة على مزيد من الأراضى»، بحسب ما جاء فى البيان. وقال إن تصرفات الانفصاليين تمثل خرقا لاتفاقية سلام تم التفاوض عليها فى مينسك فى روسيا البيضاء فى سبتمبر الماضى. وفى الوقت نفسه، قال حلف شمال الأطلنطى «الناتو» إن القوات الروسية دعمت هجوم ماريوبول بصواريخ متطورة وطائرات بدون طيار، وطالب موسكو بوقف دعمها للانفصاليين. وقال يانز شتولتنبيرج الأمين العام لحلف الناتو إن القتال فى شرق أوكرانيا تصاعد بشكل حاد مع وجود ما يشير إلى شن الانفصاليين الذين تدعمهم روسيا هجوما على نطاق واسع على عدة مواقع فى منطقتى دونيتسك ولوجانسك، بالإضافة إلى ماريوبول. وقال فى بيان «هذا استخفاف كامل بوقف إطلاق النار، فالقوات الروسية فى شرق أوكرانيا تدعم هذه العمليات الهجومية بأنظمة قيادة وتحكم وأنظمة دفاع جوى بصواريخ أرض جو متطورة وطائرات بلا طيار وأنظمة متطورة لإطلاق صواريخ متعددة وأنظمة حرب إليكترونية». وتنفى روسيا وجود قوات لها فى شرق أوكرانيا.