وحول أسرار وكواليس «ضمير أبلة حكمت» تحدثت المخرجة إنعام محمد علي مخرجة المسلسل التي أقنعت سيدة الشاشة بتقديم عمل درامي تليفزيوني مؤكدة أن السيناريست الراحل ممدوح الليثي كان له تأثير كبير في عودتها للشاشة بعدغياب من خلال الدراما التليفزيونية، حيث كان يشغل منصب رئيس قطاع الإنتاج باتحاد الإذاعة والتليفزيون وقتها وكان يصر علي أن تكون باكورة أعمال القطاع للقديرة فاتن حمامة، وبالرغم من وقوع بعض الخلافات التي كادت تجعلها تغير من موقفها وتتراجع عن تقديم العمل بعد تحضير لمدة عام كامل، إلا أن تدخل الليثي كان له دور في استكمالها وعودتها للتحضيرات والتصوير. وعن كواليس العمل منذ بداية فكرته قالت المخرجة إنعام محمد علي: كانت الفنانة الكبيرة تتصل بي بعد الانتهاء من عرض أي عمل لي لتهنئني عليه وذات مرة إنتهزت تلك الفرصة وطلبت منها أن تقدم عملا للتليفزيون من إخراجي، فقلت لها: مانفسكيش تطلي علي المشاهدين من خلال التليفزيون، فردت علي بأن تفكر في ذلك بالفعل وأن هذا الأمر يدور في ذهنها حاليا، ولكنها في نفس الجملة قالت لي إنها لن توجد إلا في عمل ذي مواصفات خاصة، وأهمها أن يناسب المرحلة العمرية التي تعيشها، وأن يقدم رسالة تنويرية وحضارية للمشاهدين، ألا يمر مرورا عاديا علي المشاهد، بل لابد أن يؤثر فيه ويكون له دور في حياته اليومية. وأضافت إنعام: علي الفور فكرت في الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة فهو الذي اشتهر بتلك الصفات في أعماله وتحدثنا سويا واتفقنا علي دور ناظرة المدرسة التي تبحث عن القيم والآداب والأخلاق وتبثها في كل من حولها وتحدثت معها عن الفكرة فوافقت وبدأنا في التحضير الذي استغرق عاما بالكامل، حيث كنت أعقد معها جلسات يومية لمراجعة حلقة بحلقة وأقرأها لها ثم سافرت النجمة الكبيرة إلي ألمانيا لشراء ملابس الشخصية والتي اختارتها بعناية واعتمدت كعادتها علي الوقار والحشمة والأصول المصرية واختارت ما يناسب شخصية الناظرة، واستطاعت أن تلبس الشخصية شكلا ومضمونا. وأشارت إنعام محمد علي إلي مفاجأة حدثت في تلك الآونة قائلة: بعد مرور هذا العام من التحضيرات فوجئنا بقرار من فاتن حمامة للإنسحاب من العمل حيث كانت تشعر بالقلق علي المجد الذي حققته في السينما وتراجع نفسها هل ستستطيع مواصلة تحقيقه في التليفزيون؟ كما حدثت خلافات طفيفة بينها وبين الكاتب أسامة أنور عكاشة فقرر الليثي أن يجمع بين سيدة الشاشة وعكاشة وأنا في جلسة واحدة ولم تنته الجلسة أو نخرج من مكتبه إلا وذلل كل العقبات وطمأنها فأكدت اشتراكها في العمل، وعادت لقرارها الأول ولم نخرج من مكتبه إلا بتحديد موعد التصوير فقد كانت فاتن حمامة قلقة من أن تبدأ مشوار جديد مع وسيلة أخري غير معتادة عليها بعد مجد 50 سنة، وعشت مها أحلي تجربة وخرج العمل للنور وحقق نجاحا وتجاوبا لا مثيل له، فيكفي طلة سيدة الشاشة العربية في التليفزيون بعمل راق. ومن الكواليس أيضا أن سيدة الشاشة العربية هي من طلبت ألا تزيد حلقات المسلسل عن «15 حلقة» وكانت في بداية التصوير تشعر بقلق من إختلاق الوسيلة والطريقة التي اعتادت عليها، والفرق بين السينما والتليفزيون، ولكنها خلال شهر واحد تفوقت علي كل الفنانين الذين يعملون بالدراما التليفزيونية منذ سنوات.