إسلامنا الحنيف لا يعرف العنف أو القتل أو التخريب والإرهاب ومن ترسخ في قلوبهم وعقولهم الدعوة للإرهاب فهؤلاء ضلوا الطريق ويجب أن يعودوا إلي رشدهم وإلي الطريق القويم لأن هذا الطريق مرفوض ولا يتفق مع سماحة الدين. والشعب المصري مسالم بطبعه ولا يألف العنف والتخريب ويسعي إلي العيش في أمان واستقرار، وعلينا جميعا أن ندعم هذا الفكر، وعلي الفئة الخارجة عن الجماعة ولا تهتم بمصلحة البلاد أن تراجع موقفها ولعلنا نجد في سيرة رسولنا الكريم - صلي الله عليه وسلم - سبيل الرشاد والبعد عن الغي والأسوة الحسنة. تحت دعوي الاحتفال بعيد ثورة 25 يناير انتشرت تهديدات بأعمال عنف وتخريب وإرهاب، لكن الشعب المصري ومعه أجهزة الدولة التي تحميه يقفون جميعا في خندق واحد لحماية مصر والحفاظ علي ثورتها، هذا ما أكده خبراء الأمن ورجال السياسة والنشطاء السياسيون وشباب الثورة وعلماء الدين والنفس والاجتماع الذين أكدوا يقظة الشعب المصري وأجهزته الأمنية التي تحاصر بؤر الإرهاب والتطرف وتحجم من تأثيرها وتحد من انتشارها، فالثورة لن تتعرض للاختطاف مرة أخري بعد أن أعادها الشعب إلي مسارها الصحيح في 30 يونيو وهو اليوم الذي ينتظره المواطنون للاحتفال به والحفاظ علي ما أنجزوه فيه. تحقيقات «الأهرام» استطلعت أراء عدد من الخبراء والمتخصصين وعلماء الدين والسياسة حول الاحتفال بثورة 25 يناير. في البداية اللواء سامح هشيمة، خبير الأمن العسكري بأكاديمية ناصر، يحذر من أن العناصر المتطرفة في مصر والتي تستهدف أمن واستقرار مصر لديها اصرار وعناد تجاه اظهار ضعف قدرة الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة علي السيطرة علي كل الأعمال الإجرامية والإرهابية التي تقوم بها في العديد من المناطق في مصر. وأضاف أنه علي الأجهزة الأمنية أن تسعي ليس إلي الملاحقة فقط، ولكن إلي السبق في احباط كل ما تهدف إليه كل العناصر من مخططات في كل المناطق. وأكد اللواء أبوهشيمة أن مداهمة جميع البؤر الإرهابية في الأماكن الموبؤة والمشبوهة يعجل بتحديث وتجديد واستكمال الخريطة المعلوماتية بما يحقق سرعة مداهمة تلك البؤر قبل قيامها بأعمالها الإرهابية. وقال إن تلك الأعمال الإرهابية لن تنتهي علي المدي القريب، ولكنها - لمن يلاحظ - يقل عددها وأيضا مدي تأثيرها الإجرامي مما يعكس موقف الشعب من رفضه لتلك الأعمال الإرهابية وتكاتفه مع العناصر الأمنية بالصبر أولا علي تلك الأعمال والمعاونة في مواجهتها وتلك هي سمة الشعب المصري الواعي لما يحيط بمصر من استهداف وتحديات وأخطار. وأضاف: مازلت أطالب أبناء مصر بمزيد من الحرص والتكاتف علي حماية المنشآت القومية والمصالح الحيوية بوعي أمني عال، من خلال الحرص علي ملاحقة المتغيرات غير الطبيعية في جميع الأماكن العامة وملاحظة الأشخاص المشبوهين دون مبالغة للتبليغ عنهم، بما يحقق سرعة التدخل الأمني حيال أي أعمال إرهابية كان من المحتمل حدوثها. وحث اللواء أبو هشيمة وسائل الإعلام علي التذكير بأن مصر مستهدفة وأن وسائل وآليات الخصم تستهدف ايجاد الفرقة واستغلال الظروف الاقتصادية التي مازالت صعبة في ايجاد أحوال نفسية لدي البعض تستهدف نقاط الضعف فيهم بحجة السخط علي الأوضاع واليأس من اصلاحها. ودعا إلي إبراز التطورات التي تحدث في تحسين الأوضاع الداخلية دون مبالغة أو نفاق ومزايدة لتبرير الأخطاء التي قد تحدث.
الثورة المختطفة ويري مختار نوح - المحامي - أنه لا يجب الاحتفال أصلا ب25 يناير، ويعلل ذلك من وجهة نظره بالقول إن الثورة اختطفت بالكامل بما فيها من أهداف وتضحيات لشبابها، وما يجب أن نحتفل به علي حد قوله هو 30 يونيو فقط لأنها الثورة التي أعادت الحق والثورة ضد الإخوان ذلك لأننا لا نحتفل بيوم الخطف وإنما نحتفل بيوم إعادة الابن المخطوف. ويتوقع مختار نوح عدم نزول الشعب بشكل ملفت للانتباه وللنظر أو مع كلمة الاحتفال ذاتها.
دعوات العنف وترفض هبة ياسين - عضوة الهيئة العليا لحزب الكرامة - أي دعوات تحمل بداخلها العنف في التظاهر في ذكري 25 ينايرر من جميع الأطراف. وتؤكد أن حزب الكرامة لن يشارك في المظاهرات وقراره أنه سيحتفل بذكري 25 يناير داخل الحزب من خلال احتفال بقيمة ولن ينزل الشارع أو يشارك في هذه الدعوات والاحتفالات في الشارع. وتطالب هبة ياسين بعدم نزول المواطنين في الشارع يوم 25 يناير في ظل دعوات الإخوان للنزول والتظاهر ذلك لأنهم هم من سرقوا 25 يناير وكانوا سببا في القضاء عليها ولذلك يجب ألا ينزل أحد من الناس لمنع الاحتكاك بين المواطنين والشرطة، موضحة أن لكل فرد أو حزب حرية الاحتفال ب25 يناير، ولكن من الأفضل عدم النزول في هذا اليوم.
الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة قال تعالي: «ادعو إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن»، هكذا استهل الدكتور فوزي عبد ربه - الأستاذ بجامعة الأزهر - قوله بهذه الآية الكريمة التي تؤكد أن الله عز وجل يدعونا إلي الحكمة والتعقل في القول والفعل، وأن إسلامنا الحنيف لا يعرف العنف أو القتل أو التخريب والإرهاب ومن ترسخ في قلوبهم وعقولهم الدعوة للإرهاب فهؤلاء ضلوا الطريق ويجب أن يعودوا إلي رشدهم وإلي الطريق القويم لأن هذا الطريق مرفوض ولا يتفق مع سماحة الدين. وأضاف أن الشعب المصري مسالم بطبعه ولا يألف العنف والتخريب ويسعي إلي العيش في أمان واستقرار، وعلينا جميعا أن ندعم هذا الفكر، وعلي الفئة الخارجة عن الجماعة ولا تهتم بمصلحة البلاد أن تراجع موقفها ولعلنا نجد في سيرة رسولنا الكريم - صلي الله عليه وسلم - سبيل الرشاد والبعد عن الغي والأسوة الحسنة. وأشار إلي المواقف الكثيرة في السيرة العطرة التي تعبر عن سماحة الإسلام والتعبير عن الرأي بشكل سلمي وسليم ومنها موقف الرسول - صلي الله عليه وسلم - من هذا البدوي الذي جاء إلي النبي ويقول له يا محمد ولم يقل له يا رسول الله وأمره بقوله أحمل علي بعيري هذين وهذا ليس من مالك ولا مال أبيك وجذب رسول الله جذبا أثر في عنقه وعندما هم الصحابة أن يفتكوا به نهاهم، وقال لهم أتركوه فلم يقل إلا حقا المال ليس مالي ولا مال أبي، وأمرهم أن يعطوه ما يحمله علي بعيره من دقيق وسمن وغيره. وقال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - أرضيت يا رجل، ثم قال له هل تعتذر؟ فرد البدوي لين سماحتك يلتمس لي العذر، وتابع الدكتور عبدربه فلنعبر عن آرائنا بالقول الحسن والفعل الحسن القويم، فالعنف مهلكة. ويضيف أن حالة التشرذم والتفكك واختلاط المفاهيم يجب أن بواجهها بالعودة إلي جوهر ديننا وسماحة عقيدتنا وعلينا أن نتكاتف وندعو إلي وحدة الصف لدضحر الإرهاب في مكامنه ونجاهد بالعمل والإنتاج كل في تخصصه، فالفلاح يجد في أرضه والعامل في مصنعه والأستاذ في جامعته حتي ننهض بهذا البلد وهو فرض علي كل مواطن، فهدفنا يجب أن يكون لمصلحة البلاد واللحاق بركب التقدم حتي لا تتداعي علينا الأمم.
المجتمع خط الدفاع الأول يري الدكتور مكرم شاكر - أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس - ان البلاد كانت علي شفا هوة سحيقة ولولا تدخل الجيش ورجاله الرئيس السيسي لكنا نعاني الآن من خراب حرب أهلية، ولذلك فما وصلنا إليه حاليا يعد انجازا كبيرا فلقد بعدنا بالوطن عن الحافة وهناك تفاؤل يسود المجتمع من بداية الاصلاح الاقتصادي الذي نستشعره من المشروعات الجاري تنفيذها فمصر لن تتقدم إلا بالاصلاح الاقتصادي أولا، ويلي ذلك الاصلاح الثقافي والتعليمي ثم يلي ذلك تطبيق الديمقراطية تدريجيا لأنها تتطلب وعيا ونضجا، ولكن بشكل عام فهذه الفترة تعد بداية الانطلاق. وأضاف: لكن لن تتحقق آمال المتربصين والمنافقين والجماعة الإرهابية ولن يتكرر السيناريو مرة أخري لأن أفراد المجتمع لن يدعوهم يحققون مأربهم البغيضة، فلقد أصبح لدي المجتمع الوعي الكافي لمواجهتهم وعزلهم وصدهم، ويبقي دور الجهات المعنية والمسئولين في ضرورة تطبيق القانون علي الخارجين بكل حزم مع عدم الإفراط في استخدام القوة، فكلنا في مواجهة الإرهاب صفا واحدا ويدا واحدة. واستطرد: وباعتبار أن المجتمع هو خط الدفاع الأول، فعلينا أن نسعي وراء تدعيمه ومناصرته، ولكي يشعر بأن ثورة 25 يناير حققت أهدافها وخلصته من حكم فاسد فلابد من إعادة أمواله المنهوبة والتي تم تهربها إلي الخارج وإعادة محاكمة رموز الفساد وانفاذ العقوبة عليهم لاضرارهم بمصالح البلاد والعباد.