لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون قتل الأبرياء, وسفك دماء الأطفال والشيوخ عملا من أعمال الجهاد في سبيل الله, كما يزعم الإرهابيون الحاقدون الظالمون, بل هو عمل محرم بشع, وعدوان وحشي آثم وإفساد في الأرض وانحطاط كبير, يقوده الفشل والخسران, ويدعمه جهل بارز بحقوق الآمنين, وتسانده غفلة واضحة عن أحكام الدين, وعدم دراية بما في الإسلام من سماحة ولين ورفق ورحمة ولطف معاشرة, وحسن معاملة لأهل المواطنة, ومن أوصي بهم رسول الله صلي الله عليه وسلم, ودعانا إلي برهم ومودتهم وأن نكره الإذي لهم, ونرفع الضرر عنهم, ونقدم إليهم كل المياسرة والاحترام والإحسان والعدل, إن الإرهابيين يتجاهلون قوله تعالي: ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يدركون أنه: من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا وهل الذين يحتفلون بالأفراح أو المناسبات السعيدة, وغيرها من المواطنين يستحقون القتل والغدر والاعتداء والبطش؟! وهل هناك أروع وأنبل وأعظم وأكرم من قول الله سبحانه: لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين, ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين؟! وليت المعتدين قد سمعوا نداء هذه الآية, أو عرفوا ما فيها من معاني البر والخير والسماحة, التي تمقت العنف والقسوة والبغص والحمق والبغي.. ألم يقل الله لنبيه: فبما رحمة من الله لنت لهم, ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك إن الإرهابيين يسعون في الأرض فسادا, وما يصنعونه يدل علي ضعف مناهج التربية الدينية, في مدارسنا, كما يشير إلي تقصير أئمة المساجد ورجال الدعوة, وأجهزة الإعلام, والأسر المصرية,والأحزاب في توعية الشباب بالحقوق والواجبات, والحث علي المعاملة الإنسانية الكريمة, والحرص علي اللطف والود وحسن المسايرة ورقة المجاملة, والأمن والترحيب والأدب الرفيع, ولكي يختفي الإرهاب, وتنتهي جرائمه, فإنني أري أنه من الواجب أن نهتم بالتربية الدينية الصحيحة, فالحاجة ماسة إلي تعاليم الدين الرشيد, حيث يجب أن يكون المسجد مدرسة تشارك مشاركة فعالة في تربية الشباب علي الرحمة والسماحة, وشغلهم بما في الدين من أخلاق وآداب, وبغض للإرهاب وترويع الآمنين, ومن المحتم أن تقوم الأسرة المصرية بدورها, وتنصح دائما بالحكمة والموعظة الحسنة, وأن ينشط الدعاة للقضاء علي تلك الموجة العاتية من الجهل بأحكام الدين, والرد علي مزاعم الإرهابيين الزائفة, وإبطال ما يرددونه من حماقة وسفه وجهل كبير, والواقع أن الطلاب في أشد الاحتياج إلي من يرشدهم إلي الطريق الصحيح, لكي يحفظوا أنفسهم من خطر الإرهاب والجهل المحدق, والحيرة التي تثقل كواهلهم, وعلي المسئولين عن التعليم ومدارسه ومعاهده وكلياته وأجهزة رعاية الشباب أن يسلحوا الفتيان والفتيات برأي الدين الصحيح في جرائم قتل الأبرياء, وتكفير المسلمين, واستحلال الأموال, وتخريب الكليات والمعامل والمؤسسات وقطع الطرق والمواصلات وغير ذلك, مما يهدد الوطن, ويضرب اقتصاده, ويضر أمنه ومستقبله إن النوادي والساحات والمدارس والمعاهد وأجهزة الإعلام وغيرها مطالبة بالتصدي للإرهاب, وشرح جوانب سماحة الإسلام ورحمته, وبغضه لأعمال العنف والتزمت البالغ المسرف, والتعصب الشديد, والأفكار السقيمة التي تنأي عن السلامة والأخوة والمواطنة والأمن, وسوف يهزم الإرهاب, ويفشل تآمره, ويتوقف مخططه الدنيء حين تظهر همة المسجد العالية, واهتمام الاسرة الكبير, يكشف شروره ومحاربته, وعلي الأحزاب أن تسهم بكل ما تستطيع في مطاردة الإرهابيين, وإيقاف عبثهم, وعلي الجميع أن يعلموا أن التربية الدينية هي سلاح الشباب في معركة الحياة, ومواجهة الإرهاب, وحماية الوطن من كل من يحاول تمزيق الشمل, وتضليل الناس, ومهما يصنع الإرهابيون فإن سماحة الإسلام ورحمته سوف تقوم بأروع ضروب الاعتدال والحكمة وحفظ النسيج الوطني من شتي محاولات بث الشقاق والفرقة والاختلاف, ولن يضيع هذا الوطن المناضل النبيل, فالله يرعاه, والنصر حليفه, والخيبة والخسران عاقبة الظلم والإرهاب الأثيم. لمزيد من مقالات د. حامد محمد شعبان