تقدم الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى باستقالته أمس إلى رئيس مجلس النواب يحيى الراعى ، وسط ترحيب من جماعة أنصار الله الحوثية بالقرار . وأكد هادى فى خطاب استقالته أنه تحمل المسئولية فى ظروف صعبة ، ولكن المستجدات التى وقعت بعد 21 سبتمبر أثرت على سير العملية الانتقالية ، التى وصلت إلى طريق مسدود. ومن جانبه، دعا يحيى الراعى رئيس مجلس النواب المجلس إلى عقد جلسة طارئة غدا لمناقشة الاستقالة . وفى سياق متصل ، رفض البرلمان اليمنى أمس استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادى ، ودعا إلى جلسة طارئة لبحث الأزمة. فى هذه الأثناء ، قدمت الحكومة اليمنية التى تم تشكيلها قبل أقل من ثلاثة أشهر، استقالتها للرئيس عبد ربه منصور هادى أمس بعد أن استولت الميليشيات الشيعية "انصار الله" على القصر الرئاسي. وقال المتحدث باسم الحكومة وهو يعلن هذا القرار، إن الاستقالة لا بد منها . وفى رسالة الاستقالة التى تسلمت وكالة فرانس برس نسخة منها، برر رئيس الوزراء خالد بحاح قراره بالقول "حتى لا نكون طرفا فى ما يحدث و ما سيحدث ولا نتحمل مسئولية ما يقوم به غيرنا امام الله وامام الشعب". وأضافت الرسالة "اننا كحكومة كفاءات حاولنا ما امكن ان نخدم هذا الشعب وهذا الوطن بكل ما استطعنا من قوة وعلم وكفاءة ومسئولية وضمير". ومن ناحية أخرى ، استمر المقاتلون الحوثيون أمس فى الانتشار الكثيف وحصارهم للقصر الجمهورى ومقر إقامة الرئيس عبد ربه منصور هادى. وقبل استقالة الرئيس اليمنى، كانت نادية السقاف وزيرة الإعلام فى الحكومة اليمنية قد أكدت، استمرار اختطاف مدير مكتب الرئيس عبد ربه منصور هادى من قبل الحوثيين، رغم الاتفاق الأخير مع الرئاسة. وأوضحت السقاف، فى تغريدات لها بحسابها على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر "، أن "الكبار يتفقون والآخرين يدفعون الثمن". وتساءلت الوزيرة اليمنية قائلة :"كيف يمكن أن نقوم بأعمالنا كوزراء ورجال ونساء دولة إن لم نكن واثقين بأننا لن نختطف أو يتم الإساءة إلينا". ومن جهته قال محمد البخيتى عضو المكتب السياسى لجماعة "أنصار الله" الحوثية، إنه سيتم الإفراج عن بن مبارك بشكل متزامن مع قيام السلطة بتنفيذ مبدأ الشراكة الوطنية، دون ذكر زمن محدد. قال مسئولون إن السلطات فى جنوب اليمن أعادت فتح مطار وميناء عدن أمس. ونقل المسئولون عن لجنة الأمن فى عدن قولها إنها ألغت قرار إغلاق المطار والميناء والطرق البرية ردا على الاتفاق الذى نص على عودة كل مؤسسات الدولة إلى العمل، بعد يوم من إغلاقهما، احتجاجا على اقتحام الحوثيين قصر الرئاسة ومنزل الرئيس اليمنى بصنعاء. وفى هذه الأثناء، قتل يمنى وأصيب ستة آخرون أمس فى اشتباكات بين مسلحين قبليين وحوثيين فى منطقة محاذية لمحافظة مأرب شرقى اليمن. وقال مصدر قبلى يمنى طلب عدم ذكر اسمه، إن مسلحين حوثيين حاولوا اقتحام معسكر اللواء السابع حرس جمهورى فى منطقة الوتدة التابعة إداريا لمحافظة صنعاء والمحاذية لمحافظة مأرب، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات مع مسلحين قبليين أسفرت عن سقوط قتيل وستة جرحى من مسلحى القبائل، دون معرفة ضحايا مسلحى الحوثى. وأشار إلى أن الاشتباكات بين الطرفين مازالت مستمرة حتى الآن، دون أن يصدر أى تعقيب من قبل السلطات اليمنية حول ذلك. يأتى هذا فى الوقت الذى تشهد فيه محافظة مأرب توترا كبيرا بين الحوثيين والقبائل فى ظل أنباء تفيد باعتزام جماعة الحوثى دخولها على غرار صنعاء ومحافظات أخرى. وفى الرياض، كشفت المديرية العامة لحرس الحدود السعودى عن توسيع الحرم الحدودى على حدودها الجنوبية التى تربطها مع اليمن بمسافة عشرة كيلومترات إضافية ليصبح 20كيلو مترا حاليا، يحظر تجاوزها حتى بحجة التنزه أو الرعى. وأكدت المديرية أن العمل يجرى على قدم وساق "دون توقف" للانتهاء من تركيب السياج الأمنى على الحدود بين البلدين. وقد أجمعت الصحف اليمنية المستقلة أمس، على أن الاتفاق الذى تم التوصل إليه مساء أمس الأول بين الدولة اليمنية وجماعة الحوثيين جاء بشروط "المنتصر"، وإقرار الرئيس عبد ربه منصور هادى بتنفيذ شروط "السيد"، وهو اللقب الذى يطلق على عبد الملك الحوثى زعيم جماعة الحوثيين. وقالت صحيفة " المصدر " القريبة من حزب "الاصلاح" المعبر عن "الإخوان" فى اليمن، إنه بعد يومين من المعارك انتهت الأمور إلى اتفاق جديد بشروط المنتصر، ويحقق جميع مطالب الحوثيين، مكون من3 محاور، الأول خصص لتعديل الدستور وإصلاح هيئة الرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار الوطنى، والتى ستراجع مسودة الدستور، ومنح الحوثيين الحق فى تعيينات فورية عسكرية وأمنية وإدارية ومعالجة قضية مأرب فى أسبوع، والثانى إلزام الحوثيين بالانسحاب من المواقع التى احتلتها فى يومى الحرب دون تحديد مدة زمنية، وإطلاق سراح مدير مكتب الرئيس الدكتور أحمد عوض بن مبارك، والثالث تطبيع الأوضاع فى العاصمة. وأضافت الصحيفة، أن هناك شروطا غير معلنة تضمنها الاتفاق، منها مطالب بتعيين نائب لرئيس الجمهورية من الحوثيين ورئيس الوزراء والنائب العام ورئيس الرقابة والمحاسبة وتجنيد50 ألف مقاتل حوثى وقيادات أمنية وعسكرية ومناصب فى السلطة القضائية . فيما قالت صحيفة "الشارع"، إن هادى وافق على مطالب الحوثيين وأصدر قرارات جمهورية للبدء فى تنفيذها، مقابل استمرار بقائه رئيسا لليمن، وأنه رضخ لتنفيذ هذه المطالب، وبالنسبة لموضوع أحمد عوض بن مبارك نقلت الصحيفة عن مصادر، أن الجماعة قررت الإفراج عن ابن مبارك، ولكنه رفض مغادرة مكان احتجازه خوفا من تعرضه للاغتيال.