لا بديل أمام النظام السوري الآن إلا الاستجابة للمبادرة العربية لحل الأزمة الحالية, بدلا من الاستمرار في عمليات القمع والعنف التي لن تؤدي إلا لحرب أهلية في سوريا, تضرب الاستقرار الإقليمي وتعزز الصراع الدولي. لقد طرحت مصر مبادرة تستلهم أفكارها الأساسية من المبادرة العربية, وأجرت مشاورات متعددة مع الدول العربية حول الأمر نفسه, ومازالت القاهرة تقوم بدور كبير حول الوضع السوري. وفي هذا السياق تتكثف الجهود في العاصمة المصرية الآن, حيث يصل اليوم كوفي أنان, الذي عينته كل من الأممالمتحدة والجامعة العربية, مبعوثا مشتركا لهما لمتابعة الأزمة السورية ونائبه ناصر القدوة. كما يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعهم المرتقب بالجامعة العربية السبت المقبل بحضور وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لمناقشة التطورات السورية, خاصة أن روسيا هي الداعم الرئيسي الآن لدمشق. إن كل المؤشرات الحالية تؤكد أن حل الأزمة السورية بالتدخل العسكري الأجنبي المباشر علي الطريقة الليبية أمر مستبعد, وأن النموذج اليمني هو الأقرب للحل, شريطة التزام النظام السوري بتنفيذ الإصلاحات المطلوبة بشكل سريع استجابة للإرادة الشعبية. ولابد أن تعي جميع الأطراف أن سقوط سوريا في مستنقع الفوضي وعدم الاستقرار يضرب الأمن القومي العربي في مقتل, وأن الوصول إلي تداول منظم سلمي للسلطة هو الحل الأفضل للشعب السوري والمنطقة العربية والشرق الأوسط. ولذلك فإن المبادرة العربية يجب أن تكون أساس الحل وأن تستمر المفاوضات والضغوط علي النظام السوري والمعارضة لوقف العنف, والالتزام بتنفيذ هذه المبادرة وفقا لبرنامج زمني محدد.