لولا النباهة والثقافة الموسوعية والمعارف الجمة والوعي السياسي العالي, والقدرة علي معرفة المؤامرات التي تحاك لنا بالخارج والصفات المتميزة لهذا النائب الموقر, ماعرفنا أن دراسة اللغة الانجليزية مؤامرة خبيثة حبكها الأجانب المعادون للإسلام والعروبة بصفة عامة ومصر بصفة خاصة. والآن وقد نبهنا هذا العضو القابض علي دينه والحريص علي أمته, فإننا نود أن نسأله, وماذا عن دراسات اللغات الأجنبية الأخري, مثل الفرنسية والألمانية والإيطالية والروسية واليونانية, هل تدخل في نطاق هذه المؤامرة التي أزاح الستار عنها بعبقرية تحسب له أم لا؟ وإذا لم تكن, فإننا نسأل لماذا؟ أليست لغة أجنبية مماثلة للغة الانجليزية؟ أم أن المتآمرين اختاروا اللغة الانجليزية فقط موضوعا لمؤامرتهم؟ ولأننا علي اقتناع تام بما قاله هذا العضو النابه, فإننا نرجو أن يتقدم باقتراح للمجالس النيابية التي تضم زملاء له, لإلغاء تدريس اللغة الانجليزية بالمدارس المصرية الحكومية وغير الحكومية, ولا بأس في أن يطلب اضافة باقي اللغات الأجنبية لهذا الاقتراح من باب الوقاية, فإذا كانوا قد تآمروا علينا لإفساد ديننا وتدمير ثقافتنا وشخصيتنا ونسف عاداتنا وتقاليدنا من خلال اللغة الانجليزية, فماذا يمنع التآمر من خلال لغات أخري. ولا بأس إذا ماطلب وقف إرسال البعثات الدراسية الي الدول الأجنبية حماية للمبعوثين بعد الوجود بين هؤلاء المتآمرين الأشرار وحتي لا يعودوا إلينا, وقد أصابتهم فيروسات التآمر الأجنبي علينا, ويصبحون كحصان طروادة وطبعا تعرف حكاية هذا الحصان الذي ورد ذكره في إلياذة هوميروس باعتبارك مثقفا موسوعيا. ويا سلام, لو فكرت في منع استيراد الكتب والبحوث والدراسات والصحف والمجلات الانجليزية, وأتممت علينا الفضل بمنع التدريس باللغة الانجليزية في الكليات والجامعات التي مازالت تستخدم هذه اللغة, حماية لنا من شرورها ولماذا لا نفكر في طرد البعثات الدبلوماسية والعلمية الأجنبية التي تتحدث باللغة الانجليزية لكي تستقيم أمورنا وتنصلح أحوالنا؟ أصلح الله حالك يا سيادة النائب الموقر والمحترم جدا, ويا مولانا لا تتوقف وواصل الكشف عن المزيد من هذه المؤامرات الخبيثة, ولا تحرم مصر من ثمرة جهودك المباركة. المزيد من أعمدة عبده مباشر