أعترف بانني ممن يدينون بنظرية المؤامرة وأرفض أي سخرية يطلقها الذين ينكرون ما تعرضت له مصر من مؤامرات علي مدي التاريخ ولا يعترفون بما نواجهه الآن من مؤامرات مستمرة ومتجددة. ونحن نعرف ان ما نعاني منه الآن ليس كله من عمل المتآمرين، لكننا بلا شك نواجه مؤامرة خاصة بعد ان حصل أصحاب الاتجاهات الاسلامية علي الأغلبية البرلمانية، فقرر المتآمرون معاقبة الشعب المصري علي ما أسفرت عنه الانتخابات. وفي العصر الحديث حيكت المؤامرات علي مصر في عهد محمد علي باشا، وفي التاريخ المعاصر تآمر المتآمرون علينا بعدوان ثلاثي شاركت فيه بريطانيا وفرنسا مع اسرائيل. ويبدو اننا نواجه الآن مؤامرة ثلاثية أيضا تهدف الي أثارة الفتن وتزكية الفوضي والانفلات الأمني وتصعيد ذلك الي حرب أهلية، وهو ما لم تعرفه مصر علي مدي الدهر. لقد جربوا ذلك في دول عربية أخري منها لبنان ونجحوا، لكنهم أبدا لن ينجحوا في مصر. وعندما نرجع الي الوثائق التي بين أيدينا سنجد اعترافات رسمية لرئيس المخابرات العسكرية الاسرائيلية اأمانب الجنرال عاموس الذي قال فيها ان جهازه قام بأعمال مبهرة في المنطقة العربية منها انجاح الحركة الانفصالية في السودان وتزكية الخلافات السياسية في لبنان، واغتيال المناضل الفلسطيني عماد مغنية وإثارة الخلافات الطائفية والدينية في المجتمع المصري والترويج للشائعات التي تسبب الاحتقان، وتصعيد التوتر والاحتقان الطائفي والاجتماعي بين طوائف الشعب المصري. وقد تم تسجيل هذه الكلمات في احتفال جهاز اأمانب الاسرائيلي بتسليم قيادته من الجنرال عاموس الي مديرها الجديد الجنرال أفيف كوخافي في أول نوفمبر من العام قبل الماضي. وفي العام الماضي تم القبض علي ضابط مخابرات اسرائيلي اسمه ايلان ينتحل شخصية قبطي مصري ويردد الشائعات أمام الكنيسة، ثم يكرر ذلك مع المسلمين أمام المساجد. وهذا الأسبوع تواترت أخبار عن ضبط استرالي وامريكي ومصرية يقومون بتوزيع أموال في المحلة لتحريض العمال علي العصيان المدني، الذي رفضته جماهير الشعب المصري. وكما اجتمعت إرادة الأمة علي رفض العصيان المدني الذي راهن عليه المتآمرون ستفشل محاولاتهم إشعال حرب أهلية اجتمعت عليها عناصر من واشنطن وتل أبيب بالتعاون مع عناصر داخلية بعضهم عن غفلة وضلال ومنهم عناصر مشبوهة من أصحاب المصالح. ورغم فشلهم في تحقيق مخططهم الخبيث بشأن العصيان المدني فانهم لن يتوقفوا عن محاولاتهم التي علينا ان نتنبه اليها دون ان نردد عبارات السخرية مما يسمونه »نظرية المؤامرة« التي ليست نظرية، وإنما أراها حقيقة لا شك فيها. ونسأل الله السلامة والعافية..