ترددت أحاديث كثيرة حول محاولات اسرائيلية لاثارة الفتن داخل مصر من جديد، وتزكية الخلافات السياسية والفئوية لتزيد حدة، واستثمار ذلك ضمن خطة متكاملة تتضمن الادعاء بان الأمن المصري فشل عن حماية نفسه وفي حماية السفارة الاسرائيلية في وسط الجيزة عندما تسلق أسوارها شاب أنزل العلم الاسرائيلي ورفع علي ساريته علم مصر. وقرأنا مقالات ذهب أصحابها الي القول بان اسرائيل وراء الانفجارات المتتالية لمحطة ضخ الغاز بشمال سيناء وانها تريد ان تتهمنا بالعجز عن اقرار الأمن في سيناء بما يهدد أمنها وسلامها. وأري ان أصحاب هذا الرأي يبالغون في تضخيم القدرات الاسرائيلية، ولكنني أيضا لا أستطيع تبرئة اسرائيل، خاصة بعد ما تسرب من أقوال عن دورهم في هذا المجال، وهو ما سبق ان تناولته من قبل تعليقا علي خطاب الجنرال عاموس يادلين مدير المخابرات الحربية الاسرائيلية أمان في الاحتفال بتعيين خليفة له هو الجنرال أفيف كوخافي، حيث قال الجنرال يادلين بالحرف.. ان مصر تمثل الملعب الأكبر لأجهزة المخابرات الاسرائيلية المختلفة، وان هذا الملعب يشهد نجاحات اسرائيلية في مجال اثارة الخلافات الطائفية والدينية في المجتمع المصري والترويج للشائعات التي تسبب الاحتقان، وتصعيد التوتر والاحتقان الطائفي والاجتماعي بين طوائف الشعب. ولا أستطيع أنا أو غيري انكار المحاولات الاسرائيلية فهذا أمر طبيعي ومتوقع، لكنني أرفض المبالغة في قدراتهم، مشيرا الي الكثير من محاولاتهم الفاشلة، ومنها قصة الضابط الاسرائيلي الذي تم القبض عليه في القاهرة وثبت انه يتواجد في الكنائس منتحلا صفة قبطي مصري يحرض ويردد الشائعات، وكان يمارس نفس اللعبة مع المسلمين داخل المساجد، وقد تم ضبطه يحمل لافتات عليها نفس الشعارات التي يرددها المتظاهرون والمعتصمون. ومن الأهداف الواضحة لعملاء اسرائيل الذين تسللوا الي الشارع المصري احداث وقيعة بين شعب مصر وجيشه، وكان ذلك من بين المهمات المكلف بها ضابط مخابرات اسرائيلي بعد ان قبض عليه أحد شباب الثورة عندما حاول تجنيد عملاء له قام باغرائهم واستغلال حماسهم، لكنه لم يتمكن من النيل من وعيهم ووطنيتهم. وكما فشل عملاء الجنرال أفيف كوخافي المدير الجديد للمخابرات الاسرائيلية ومن قبله الجنرال عاموس يادلين مديرهم السابق، فإننا علي يقين أنهم سيفشلون في محاولاتهم القادمة، وحتي عندما ينجحون مرة فإن نجاحهم لن يسفر عن تحقيق أهدافهم التي نستطيع ان نجهضها بالوعي وبوحدة الصف في مواجهة عدو خبيث. ونسأل الله السلامة والعافية..