احتفلت ادارة المخابرات الحربية الاسرائيلية يوم الأول من شهر نوفمبر الماضي بتعيين مدير جديد لها هو الجنرال أفيف كوخافي خلفا لمديرها السابق الجنرال عاموس يادلين ووقف الجنرال عاموس يتحدث عن بعض انجازات الجهاز في عهده متمنيا المزيد من النجاحات في عهد المدير الجديد وقال الجنرال عاموس ان جهازه قام بأعمال مبهرة منها اغتيال المناضل الفلسطيني عماد مغنية وانجاح الحركة الانفصالية في السودان وتزكية الخلافات السياسية في لبنان، وأخطر ما قاله عن مصر انها تمثل الملعب الأكبر لأجهزة المخابرات الاسرائيلية المختلفة، وان هذا الملعب يشهد نجاحات اسرائيلية في مجال اثارة الخلافات الطائفية والدينية في المجتمع المصري والترويج للشائعات التي تسبب الاحتقان، وتصعيد التوتر والاحتقان الطائفي والاجتماعي بين طوائف الشعب ولم يعجبني ما قاله الجنرال عاموس واعتبرته نوعا من البروباجندة أو الحرب النفسية، خاصة ان الاسرائيليين يحرصون علي اشعار الآخرين بالتفوق الكاذب وبقدراتهم الأسطورية علي اختراق مجتمعاتهم والسيطرة عليها وتحريكها بما يحقق مصالح اسرائيل لكن الأيام أكدت صدق الجنرال عاموس بشأن محاولاتهم، لكن ذلك لا يعني نجاحهم في تحقيق أهدافهم رغم كل محاولاتهم الخبيثة والمستمرة وهذا ما تأكد لدينا من قصة ضابط المخابرات الاسرائيلي ايلان الذي تم القبض عليه منذ أيام في القاهرة .. لقد تبين ان العميل الاسرائيلي تواجد في الكنائس منتحلا صفة قبطي مصري يحرض ويردد الشائعات، وكان يمارس نفس اللعبة مع المسلمين داخل المساجد، كما تم ضبطه يحمل لافتات تسئ الي بعض رؤساء الدول لتبدو صادرة عن شباب الثورة المتواجدين في ميدان التحرير، ومنها لافتات تتضمن عبارات سب للرئيس الامريكي أوباما، وقد نشرتها »الأخبار« ضمن عدة صور لهذا العميل الاسرائيلي الذي لم يكن مكلفا فقط بالتجسس وجمع المعلومات، وانما تجاوزت مهامه ذلك بكثير ومن بين هذه المهام ما ذكره الجنرال عاموس في خطاب الترحيب بمدير المخابرات العسكرية الاسرائيلية الجديد الجنرال أفيف كوخافي وبمراجعة التفاصيل التي وردت في »الأخبار« يوم الاثنين الماضي يتبين صدق اعترافات الجنرال عاموس التي قال فيها ان مصر تمثل الملعب الأكبر لأجهزة المخابرات الاسرائيلية المختلفة، لكنه لم يكن صادقا فيما قاله عن النجاحات الكبيرة التي حققتها أجهزتهم في المجتمع المصري بدليل ان ضابطهم يخضع الآن للتحقيق تمهيدا لمحاكمته، فضلا عن خيبته القوية المتمثلة في فشله احداث وقيعة بين شعب مصر وجيشه، وفشله تجنيد عملاء من الشباب المتنبه الي ما يحيط بنا من مخاطر تستهدف شعب مصر وشبابه . ونسأل الله لنا ولهم العافية.