مع ابتعاد بعض القنوات الفضائية عن المحتوي السياسي وميلها لتقديم محتوي ترفيهي قد لا تكون الانتخابات البرلمانية فرصةً مثالية لجني أرباح من ورائها. وفي المقابل فإن ذلك سيفيد قنوات أخري سترحب بظهور المرشحين للبرلمان بمساحة تتجاوز حدود المسموح به من وقت في برامج التوك شو مقابل أن تجني أموالا من المرشحين باعتبار أن الوقت المستفيض يعتبر دعايةً ذات ثمن مدفوع بشكل مباشر أو غير مباشر، وهي قنوات محدودة من ضمن جملة القنوات المشهورة هي التي قد تسمح بذلك، أما المستفيد الأكبر فهي القنوات المغمورة والتي ستنعش خزائنها من أموال المرشحين، بالإضافة إلي القنوات الحزبية التي بدأت بوادرإنشائها تظهر في أخبار الأحزاب، حيث كشفت كواليس تيار الاستقلال لوسائل الإعلام عن نية التيار إطلاق قناة فضائية جديدة للترويج للانتخابات البرلمانية بمشاركة أحزاب أخري منها حزب «مصر بلدي» وذلك بعد أن قامت بعض القنوات الفضائية برفض الإعلانات الانتخابية لبعض المرشحين من التيار، كما أثيرت أنباء عن إطلاق حزب النور لقناة «المستقبل» للدعاية لمرشحي الحزب في الانتخابات البرلمانية المقبلة، كما قام حزب الأحرار بداية العام المنصرم 2014 بتوقيع اتفاقية بين الحزب وقناة النجاح الفضائية لتمويل الحزب للقنوات بمبلغ 15 مليون جنيه مقابل تبني القناة لفكر الحزب السياسي وتغطية الانتخابات الرئاسية (التي أجريت) والبرلمانية القادمة قبل أن يشهد كل من الحزب والقناة تعثرات، وكان حزب الوفد أول حزب يطلق قناة خاصة وهي قناة «المصري» ولم يكتب لها النجاح وهو مايعني عدم استمرارية هذه النوعية من القنوات بعد الإنتهاء من الغرض من إنشائها كما أثبتت التجربة، أما القناة التي أعلنت عن نفسها وعن دخولها موسم الانتخابات البرلمانية فهي قناة «أون تي في» التي تطلق برنامج توك شو يحمل اسم «البرلمان» يقدمه نصر القفاص ويذاع خمسة أيام أسبوعيا، من السبت حتي الأربعاء من الساعة الثانية عشرة ليلا، وحتي الواحدة والنصف صباح اليوم التالي، ويتضمن عددا من الفقرات لمناقشة القضايا المتعلقة بالبرلمان في مصر، ومن بين فقراته إلقاء الضوء علي المصطلحات البرلمانية ومعانيها مثل الاستجواب وطلب الإحاطة وغيرها، ومع اقتراب موعد الانتخابات فإن أروقة القنوات الفضائية لن تهدأ ولن تكف عن التخطيط والتفكير في الاستفادة من الانتخابات البرلمانية بصورة أو أخري.