لما كان صاحبنا غلاما . وكان يعيش مع اهله فى احد الاحياء الشعبيه بالاسكندريه ما زال ياخذه الحنين للفحات الهواء التى تعانق وجهه محملة باليود من البحر لتشفى روح العليل والشمس تلك الطاقه من النور والدفء الحنين ( بكسر الحاء ) على تلك الاحياء الفقيره نرتع فى حضنها صغارا وتحتوينا بالدفء كبارا . كنا فى سن العفرته يعنى من 10 : 16 سنه وكان على ناصية حارتنا فى احد البيوت المؤجرة حجرات يسكن فى الدور الارضى جهة الشارع شيخ ضرير يدعى حناطه وكان رجلا مهزارا وابن نكته وصاحب نوادر حتى احتواه اهل الحاره كأهله لبساطته وروحه المرحه وكان الشيخ ضيفا دائم على احد بيوت الحاره خاصة على وجبة الغذاء فى يوم كان الشيخ حناطه راكب ترام وكنا ( عفاريت الجيهه او الحاره ) نحب نتشعلق فى باب الترام الخلفى وعند مجىء الكمسارى نهرب جريا فى الشارع للباب الامامى والعكس بالعكس ( عشان مندفعشى تذكره ) وشبت حريقه فى عربية الترام اللى فيها الشيخ ونزلت الناس تجرى يالله يانفسى كل الناس جريت عدا الشيخ حناطه سابوه يتخبط يمين وشمال حتى ان النار شبت فى جبته ( بكسر الجيم ) وقفوا الترام ونزل الشيخ حناطه يجرى صارخا متلسوعا من الحريق جرى الاولاد بالميه وراه حتى تمكنوا من اطفاء النار فى جبتة وجلبابه ( المهم خللى بالك من الحوار بين الشيخ والواد ابن عبد النبى ) - طريقك أخضر ياشيخ حناطه ...!! معلوم ... معلوم ياولد .. • بس احنا اتعلمنا ان النار ماتحرقش مؤمن ياشيخ حناطه ....!! ( يانهار منيل الواد ابن اللئيمه عايز يقول ان الشيخ حناطه مش مؤمن ) • اشتاط الشيخ غضبا فتزمجر... ونخر... وقال له : تحرقه وتحرق ( .... ) أمه ( بضم الالف ) ..ده حتى المؤمن مصاب ياجهله ياأولاد العفاريت . وما ان اطمأن الشيخ ان جلبابه وقفطانه اطفىء من النارحتى صار يجرى خلفنا .. ونحن نضحك .... متمتما بالسباب ومطوحا بعصاه فى الهواء نحونا . محمد عبد النبى الهاله