تطلق كلمة "فوبيا" علي الخوف اللاشعوري أو الغير مبرر تجاه أمر ما..وحين تضاف هذه الكلمة الي كلمة "الإسلام" يصبح المعني "الخوف المرضي والغير مبرر تجاه الإسلام والمسلمين". ولقد بدأ ظهور هذه الكلمة بشكل مكثف بعد هجمات سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدةالأمريكية وتصاعدت موْخرا بعد هجوم باريس الذي استهدف جريدة "تشارلي أبدو" والذي راح ضحيته 12 شخص. ليتصاعد العداء بشكل عام حيث بدأ في ألمانيا باشتراك 25 ألف متظاهر في مسيرة مطالبين فيها بفرض قيود أشد على الهجرة الي ألمانيا التي يقيم فيها أربعة ملايين مسلم. كما تعيش الجالية المغربية بإسبانيا هذه الأيام على أعصابها، جراء موجة الإسلاموفوبيا التي بلغت حد التهديد بالطرد وكتابات شعارات تفيض حقدا على المغاربة المسلمين. وبتحليل أخر للأوضاع نجد أن القوى العظمى تريد هذه المرة إدارة اللعبة من فرنسا بعد ان سبق ان أدارتها من أمريكا بعد أحداث11 سبتمبر مما افرز ظاهرة الأسلاموفوبيا والخلط بين الإرهاب والإسلام وهو أمر نتج عنة اجتياح أفغانستان في 2001 ثم العراق في 2003. واليوم نري نفس السيناريو ينسج ولكن بثوب جديد مع تغير الزمان والمكان والأدوات حيث تم صناعة تنظيم جديد وهو ما يعرف ب“داعش”. ولا ننسي ما صرح به ضابط المخابرات البريطانية "تشارلز شويبردج" لقناة روسيا اليوم منذ فترة قائلا " هكذا صنعنا داعش وهكذا نقرع طبول الحرب ضده". ليكون الأمر ما هو إلا نقل لظاهرة الاسلاموفوبيا من أمريكا، إلا أوروبا وفرنسا تحديدا والهدف المشترك واحد وهو التدخل واحتلال البلدان وهذه المرة في شمال أفريقيا بحجة محاربة داعش. جدير بالذكر إننا لو تمعنا في كلمة "داعش" في اللغة العبرية سنجد ان معناها "طيور النار" وهو نفس المصطلح الفينيقي لطائر النار ضمن الأسطورة الإسرائيلية والحلم الصهيوني لتخريب بابل من جديد بطيور من نار ولكنها جاءت ضمن السياق الإعلامي التسويقي باسم داعش وهو المختصر لكلمة الدولة الأسلامية في بلاد العراق والشام. ومازالت دمشق وبغداد يقاتلان من أجل البقاء ويواجهان جيشا مدعوما من قوى إقليمية ودولية تتصارع جميعا من أجل الحكم ويتفقون بلا اتفاق على تقسيم الدولتين العربيتين إلى أشلاء متناحرة لصالح المشروع الأكبر الصهيو-أمريكي وهو الشرق الأوسط الكبير المقسم والممزق. من ناحية ينبغي علينا ان ننتبه لأبعاد تلك السيناريوهات وتأثيرها وأبعادها علي مصر ومن ناحية أخري علي الموْسسات الدينية الكبرى ان تقوم بتوضيح صورة الإسلام الحقيقي علي أرض الواقع من خلال عمل مؤسسي منظم حتى يكون له الأثر المرجو. [email protected] لمزيد من مقالات رانيا حفنى