ربما سلطت الكاميرات عدساتها على نساء استطعن أن يحصدن أعلى الأصوات فى برامج لأفضل مغنية بل وأفضل راقصة، فجعلت منهن الأضواء نجمات ساطعات، بينما يهال التراب على وجوه نساء مصر الحقيقيات، وكأن الأرض قد أخرجت نبتا شيطانيا للنساء فى مصر، فأصبحن جميعا إماء لأرباب الهزل. لايسعنا عبر هذه السطور إلا أن نقدم لكم نماذج أخرى لنساء من طين الأرض المصرية الصلبة، نسوق منهن امرأة فى الدقهلية تتشابه مع فضليات مصر اللاتى تجدهن فى كل شارع وزقاق، بيد أن كاميرات الإعلام لاترغب فى الوصول اليهن، هذه السيدة التى كان لأولادها نصيب من اسمها.. «فرجت» محمد السيد العدوى.. بقرية كفر الابحر التابعة لمركز نبروة نموذج رائع للمرأة المصرية الصابرة والمثابرة، وهى نموذج للكفاح المشرف، واجهت اعباء الحياة بمفردها، وقامت بتربية ورعاية ابنائها الثمانية وتزويجهم بعد وفاة الزوج فى عمر الاربعين حتى حصلوا جميعا على مؤهلات عليا بعد ان رفضت الزواج، فى حين كان سنها 37 عاما، لتعكف على تربية الاولاد معتمدة على محصول نصف فدان من الارض الزراعية تركها لها زوجها لتزرعه طوال العام وتقضى حاجيات ابنائها من ريعه الذى لايأتى إلا فى نهاية كل عام، لتبقى "فرجت " تدبر متطلبات صغارها وتوفر جنيهاتها القليلة، لا تنفقها إلا لضرورة ملحة حتى تعبر بأولادها إلى بر الأمان حتى كلل الله مجهودها بالفرج. أسس ابنها الاكبر «ياسر» شركة للتجارة تعمل حاليا بين مصر والكاميرون، وسار الثانى "خيرى" الحاصل على ليسانس آداب على خطاه وأسس شركة اخرى، وتخرجت "وحيدة" فى كلية التربية وتعمل مدرسة لغة عربية، "وهانى" حصل على بكالوريوس تربية رياضية ويعمل بمديرية الشباب و الرياضة، "ومحمد" حصل على بكالوريوس صيدلة ويعمل صيدليا حرا، "والمرسى" بكالوريوس تجارة، "ورشيدة " ليسانس آداب لغة عربية، "ومنى" آداب لغات شرقية، توفى الوالد عندما كان عمر الابن الاكبر 17 عاما فعمل مع شقيقه "خيرى" فى اعمال يدوية لمساعدة الام. ورد الابناء الاوفياء بعض الجميل للام الصابرة فأدت فريضة الحج والعمرة عدة مرات.