ذاك النوع تكون فيه المرأة بألف رجل .... لانة عندما يتوفى العائل الوحيد تصبح هي العمود الفقري للبيت وتحاول بشتى الطرق أن تحميه من الانهيار وتصبح لاولادها السند والمعين والأب والأم. نجفة عبد النبى حسين « 70 عاما « امرأة من هذا النوع من النساء تعيش لأولادها السبعة « 6بنات وولد « تقول :توفى زوجى منذ 26 عاما وكانت هذه هى الصدمة الأولى فى حياتى بعدها تعرضت لصدمة أخرى عندما توفيت ابنتى الكبرى اصلاح التى كنت أرى فيها الاخت والابنة والصديقة وكانت تعمل مدرسة تركها أبوها وهى على وشك الزواج وظلت تكافح معى من أجل إخوتها حتى توفاها الله منذ 13 عاما . تضيف نجفة: ابنتى الثانية امل صلاح عبد اللطيف تركها والدها وكان عمرها خمس سنوات وكانت تعشق التعليم ومتفوقة منذ طفولتها وحاليا اصبحت دكتورة وايضا ابنتى الثالثة منى كان عمرها سبع سنوات عندما توفى والدها وهى الآن حاصلة على ليسانس من كلية دار العلوم وتعمل مدرسة وسحر ايضا كان عمرها 9 سنوات وتخرجت هى الأخرى فى كلية الآداب وحصلت على ليسانس لغة انجليزية وتعمل مدرسة لغة انجليزية وتشير الحاجة نجفة الى ان الله عز وجل أنعم عليها بأبناء صالحين كانوا لها قرة عين خاصة ابنها الكبير مختار الذى ضحى بتعليمه ليساعد والدته فى تربية وتعليم شقيقاته ، وتقول : كنت ومازلت اعيش انا وابنائى على معاش التأمينات الاجتماعية وكنت عندما مات زوجى اتقاضى معاشا شهريا لايتعدى 12 جنيها فى الشهر لكن الله كان يقف بجوارى وكنت ادبر شئون البيت ومصاريف الاولاد بهذا المبلغ ولا استدين من احد ولا حتى من اقاربى واستطعت تربيتهم وتعليمهم من هذا المبلغ الزهيد وكانت ابنتى الكبرى تساعدنى هى وشقيقها مختار فى تربية باقى اخوتهما . وتضيف :اما بقية ابنائى رجاء فحاصلة على دبلوم معلمات وتعمل مدرسة واختها صباح حاصلة على معهد فنى تجارى وتعمل موظفة فى وزارة الثقافة وأبنائى جميعا تزوجوا ويعيشون حياة مستقلة ما عدا ابنتى الصغرى لكنهم لا ينسون كفاحى من أجلهم ولا يكاد يمر يوم دون ان أراهم جميعا وعندما اجلس مع نفسى لا أكاد أصدق أننى ربيت أبنائى وزوجتهم رغم أننا كنا نعيش على حد الكفاف الحاجة نجفة نموذج حى من عينة نساء مصر الريفيات البسيطات اللاتى يعشن ويمتن من أجل ابنائهن ... هذا النموذج يستحق التكريم خاصة انها تعيش الآن على معاش لا يتعدى 20 جنيها.... هذه السيدة المكافحة ليست لها أحلام فى الدنيا سوى أن تؤدى مناسك الحج وتشاهد زفاف اخر بناتها .