فى تأكيد على التضامن العالمى ضد الإرهاب، احتشد مئات الآلاف حول العالم أمس للتعبير عن إدانتهم للهجوم الإرهابى الذى تعرضت له صحيفة «شارلى إبدو» الفرنسية أمس الأول. فقد خرج أكثر من 100 ألف فرنسى إلى الشوارع أمس تضامنا مع ضحايا الهجوم الإرهابى وهم يهتفون «كلنا شارلي» وللمطالبة بحرية الصحافة.
كما تحدى الآلاف الصقيع والثلوج فى نيويوركوواشنطن وكندا والعديد من العواصم والمدن الأوروبية الكبرى، واحتشدوا فى الميادين الرئيسية للدفاع عن حرية الصحافة. وانضمت مديرة صندوق النقد الدولى كريستين لاجارد إلى نحو 300 متظاهر فى واشنطن لتأكيد "تضامنها مع مواطنيها وتعاطفها مع الضحايا". وفى نيويورك، تجمع المئات معظمهم من الفرنسيين فى ساحة تايمز سكوير وأنشدوا النشيد الوطنى الفرنسى ثم هتفوا "شارلى .. شارلي"، بمشاركة السفير الفرنسى لدى الأممالمتحدة فرانسوا دولاتر ،والقنصل الفرنسى فى نيويورك برتران لورتولاري. وفى برلين، حمل مئات المتظاهرين أمام مقر السفارة الفرنسية الشموع ورفعوا لافتات كتب عليها "أنا شارلي"، بينما هتف عدد من الألمان بالفرنسية "عاشت حرية الصحافة، عاشت الرسوم الكاريكاتيرية". ووسط مخاوف من امتداد موجة الإرهاب فى مختلف العواصم الأوروبية والمدن الكبرى، سارعت السلطات المحلية إلى تشديد الإجراءات الأمنية وتعزيز الأمن حول مقار الصحف والمساجد والمزارات السياحية تحسبا لأى اعتداء إرهابى محتمل. وفى مدريد، أعلن وزير الداخلية الإسبانى خورخى فيرنانديز دياز رفع حالة التأهب الأمنى على الأراضى الإسبانية تحسبا لوقوع أعمال إرهابية فى البلاد. ومن ناحيتها، عززت قوات الأمن الدنماركية الإجراءات الأمنية على مقر صحيفة "لو دانوا" الدنماركية التى كانت قد نشرت رسوما مسيئة للرسول فى وقت سابق. كما شددت الشرطة السويدية إجراءات حماية الرسام لارس فيلكس الذى نشر رسوما مسيئة عام 2007. وعلى صعيد بلاط صاحبة الجلالة، ففى الوقت الذى اتشحت فيه الصحف الفرنسية بالسواد، أكدت الصحافة العالمية تضامنها الكامل مع صحيفة “شارلى إبدو” وصحفييها، بينما أبدت الصحف الكندية تحديا واضحا لكل التهديدات الإرهابية المحتملة وأعادت نشر الرسومات المسيئة للإسلام ورسوله الكريم، والتى تعتبر السبب المزمع وراء هجوم باريس الإرهابي. وفى أمريكا، تجنبت معظم وسائل الإعلام الأمريكية الرائدة نشر الرسوم المسيئة التى نشرتها “شارلى إبدو” فى عامى 2006 و2012. وقالت بعضها إن معاييرها تلزمها بتجنب نشر الصور أو غيرها من المواد التى تسيء إلى المشاعر الدينية. وفى لندن، أكدت الصحافة البريطانية دعمها للصحافة الفرنسية بعد الهجوم الدامى الذى استهدف “شارلى إبدو”، ودعتها إلى التمسك أكثر بحرية التعبير. وفى كوبنهاجن، أعادت صحيفة برلينجسكى الدنماركية نشر رسوم كاريكاتيرية مسيئة سبق أن نشرتها شارلى إبدو. يأتى ذلك فى الوقت الذى توالت فيه الإدانات الرسمية الدولية لهجوم باريس، حيث أدان كل من مجلس الأمن الدولى ومنظمة اليونسكو بأشد العبارات الهجوم الإرهابي. كما أدان المتحدث الرسمى باسم مرصد الإسلاموفوبيا، بالأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامى وبشدة الحادث الإرهابى ضد مكتب شارلى إبدو فى باريس. وفى فيينا، أدان وزير خارجية النمسا سباستيان كورتس الهجوم الذى استهدف مقر المجلة الفرنسية الساخرة، مشيراً إلى أن هذا الهجوم يجب ألا يكون سبباً لترهيب وترويع المجتمعات الديمقراطية مثل النمسا.
ناشرو العالم يدافعون عن حرية التعبير أصدر الاتحاد الدولى للناشرين بيانا يدين فيه الهجوم على شارل إبدو الفرنسية. وجاء فى البيان : «روع مجتمع النشر العالمى بالهجوم الوحشى على شارلى إبدو الذى أسفر عن قتل رئيس التحرير ستيفان شاربونييه ورسامى الكاريكاتير : جان كابو وبرنار فيرلا وجورج فولينسكي، من بين اثنى عشر قتيلا». وقال ريتشارد شاريكن رئيس الاتحاد : «الهجوم على شارل إبدو هو هجوم على القيم الأساسية للناشرين ،وهى حرية التعبير وحرية النشر والحق فى الانتقاد والجدل». كما أدان عاصم شلبى رئيس اتحاد الناشرين العرب هذه الهجمة الشرسة التى تتعارض مع مباديء الإسلام ورسالة نبيه.