شكلت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للكويت فرصة للتعبير عن عرفان الشعب المصرى بالجميل تجاه أشقائنا فى الكويت ودول الخليج ، الذين كان لهم فضل كبير فى مساندة ثورة 30 يونيوعام 2013. والمصريون لن ينسوا يوما الدعم الذى قدمته الكويت وشقيقاتها الخليجيات، على شكل مساعدات وقروض ومشروعات تنموية واستثمارات، وأيضا على شكل تحرك قوى مساند فى المحافل الدولية وعواصم العالم، وهو ماكان له أكبر الأثر فى تثبيت الأوضاع فى مصر بعد 30 يونيو، ومن الوفاء أن نتذكر اليوم بكل العرفان والتقدير هذه الأدوار العظيمة للشعوب والقادة فى الكويت ودول الخليج ، الذين لولا وقفتهم القوية معنا فى وقت الشدائد والمحن ، لواجهت مصر صعوبات كبيرة فى ظل ضغوط وتحركات عالمية وإقليمية معادية، أرادت محاصرة مصر وكسر إرادة شعبها وإخماد ثورتها، التى تنفست بقيامها شعوب وأنظمة عربية عديدة فى المنطقة الصعداء، واحتفلت بنجاحها الجماهير العربية ، إذ كانت تخشى غالبية شعوبنا من حكم فصيل أو تيار بدأ فى مصر، ليتمدد فى أرجاء المنطقة بأسرها. تعالت فى الكويت مع زيارة الرئيس السيسى الدعوات من أجل اصطفاف مصرى خليجى، وهو فى حقيقة الأمر اصطفاف ضد مخططات تفكيك المنطقة وتجزئتها، وضد محاولات تقسيم الدول العربية أو إعادة صياغتها صياغة قسرية تتعارض مع تاريخها وهويتها، وضد حكم تيار أحادى ، وضد الإقصاء والتهميش ، وتفكيك دولنا على أساس دينى ، أو تجريف وتقويض مؤسساتها، هو اصطفاف من أجل تفعيل الدور العربى فى حل الأزمات فى كل دولنا ومواجهة تزايد الأدوار الخارجية التى تزيد امورنا تعقيدا.ولعل خير ماتفعله القاهرة اليوم لشقيقاتها العربيات، وهن يتطلعن إلى تجربتها، أن تقدم إنموذجا مغايرا لما كان يتم الإعداد له قبل ثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو، لتعود إليهم مصر، قوية مستقرة ، داعمة لأمن واستقرار المنطقة، قائدة للتضامن العربى..مصر الحضارة والتعايش والنهضة، التى تستلهم إرثها التاريخى، وتعيش عصرها بكل جدارة واقتدار. لمزيد من مقالات أسماء الحسينى