اللفتة كانت ذكية ومؤثرة وعميقة عندما أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال استقباله الوفد الإثيوبى الشعبى الشهر الماضى - عن استعداده لزيارة البرلمان الإثيوبى ومخاطبة نوابه «لتأكيد أن مصر تتمنى لإثيوبيا وشعبها الصديق كل التوفيق وتحقيق التنمية والازدهار», وطالب بإصدارقراربرلمانى يشيرإلى «حق الإثيوبيين فى التنمية وإلى حق الشعب المصرى فى تأمين مصالحه المائية». ولأن الكلمات كانت صادقة وعادلة وصادرة من زعيم يتمتع بتأيد شعبى واسع وثقل سياسى عربى ودولى هائل فقد وجدت صداها سريعا لدى وفد إثيوبيا الذى ضم بين أعضائه رئيس البرلمان الذى أشاد بالمنحى الإيجابى لمصر فى إدارتها لعلاقتها مع بلاده,وأكد أن الشعب الإثيوبى لا يفكر أبدا فى إلحاق الضرربأشقائه المصريين وإنما يبغى التنمية له ولمصروللقارة الإفريقية بكاملها ,ووجه الدعوة للرئيس السيسى لزيارة برلمانهم . ولا أدرى لماذا أثق - هذه المرة - فى صدق نيات وشفافية تصريحات الإثيوبيين..ربما لأن وفد الدبلوماسية الشعبية ضم نخبة مميزة من مختلف القطاعات بدءا من رؤساء الجامعات والفنانين والرياضيين وأعضاء الكنيسة الأرثوذكسية وحتى ملكة جمال إثيوبيا ,وربما لأن التعبيرات خرجت تلقائية وبسيطة على ألسنتهم وهم يؤكدون عمق الروابط التاريخية والعلاقات الأخوية بين شعبينا وخاصة عندما قال المتحدث باسمهم «إننا نحرص على أن نقدم لمصرولشعبها الماء,بل ونقدم له دماءنا ,فلقد رأينا من شعب مصركل الكرم والاحترام» ,وربما لأن مصرتعاملت مع هذه الزيارة بكياسة وذكاء على مدى خمسة أيام أمضوها فى ربوع المحروسة والتقوا خلالها رموزا سياسية ودينية وثقافية وفنية راقية ,مما جعلهم يشعرون بمدى صدق المشاعرودفء العلاقات التى تربط المصريين بأشقائهم الإثيوبيين ,بعد فترة من التشكك والريبة أراد خلالها بعض الخبثاء أن يفسدوا العلاقات الودية بين الشعبين . على أى حال نتمنى أن نرى - خلال الأسابيع القليلة المقبلة - الرئيس السيسى يخطب من فوق منبرالبرلمان الإثيوبي,وأن تتوج سياسته معهم بالتوفيق والنجاح,وأن تتعمق روح الصداقة وحسن النيات بين الجانبين,وأن تحل مشكلة سد النهضة بقوة الإرادة السياسية دون حاجة لكل هذه الدراسات العميقة والمحادثات الشاقة والأوقات الضائعة والمراوغات غيرالمجدية !! لمزيد من مقالات مسعود الحناوي