إنها تلك الأحلام التى تغزل خطوطها وتتشابك أطرافها ليتجسد أمامنا المشهد بأملً يتجدد مع كل البدايات، ونحن هنا على مشارف عام جديد لتهفو أضلع قلوبنا وخلايا عقولنا لتحويل الأمنيات إلى واقع نتلمس طرقاته. وليس هناك أروع من أدوات الفنون وتعبيراتها لتسابق الأحلام فى زهاء الألوان ورحابة المساحات فتتكون اللوحات وتتشكل المنحوتات وتتزين الزخارف لتعيد مساحات مفقودة من البهجة وتسمو بأذوقنا وتعلن إحتياجنا البالغ للمسات الجمال بكل أركان حياتنا، لكن حينما يتعلق الأمر بأحلام من هم "وراء الستار" من أصحاب الإبداعات التشكيلية فنجد كل الثوابت قد تتأرجح بين أبسط الحقوق، بل وأكثرها بديهية إلى سماءً تتسع لكافة شطحات الطموحات، وقد تحدثنا مع بعض الفنانيين على الساحة التشكيلية ليطلعونا على جزءاً من أحلامهم عن مستقبل الفنون للعام الجديد، وقد بدأنا مع د.أحمد عبد الكريم أستاذ بكلية التربية الفنية ليفجأنا بكلماته "أتمنى أن يكون هناك "ألتراس" الفن التشكيلي" ليوضح أهمية بناء قاعدة شعبية عريضة من الجمهور وخاصة الشباب لحضور المعارض والفعاليات التشكيلية لرعاية الفنون وكقدوه لباقى عناصر المجتمع ولتربية أجيال جديدة تنبذ العنف والأدمان وكل أشكال القبح، لينجذبوا نحو كل معروضات الجمال، أما الحلم الأكبر فهو رعاية رئيس الجمهورية للفنون وأحلم بقرار من أجل أنشاء متحف قومى حديث لقناة السويس من أيدى مهندسين وفنانيين ومصورين مصرين فى تكامل للرؤية والهوية الأصيلة، وأتمنى أن تتلاحم الفنون مع كل تراكيب المجتمع وأهمها صغار السن ليبدأ الاستثمار للغد". والفنانة عقيلة رياض: لتمنح كلماتها أجواء من التفاؤل وتؤكد:" أن ملامح الطريق تبشر بالخير فبعد أزمات وفجوات ومشاحنات كثيرة مضت، أصبح اليوم هناك توجه فطرى نحو الندوات والتجمعات التشكيلية وأصبحنا نجد العديد من الفعاليات والمعارض فى صحوة شديد الإيجابية، وقد أكدت رياض على تواجد شباب الفنانين من الأجيال القادمة بإبداعاتهم وتواصلهم السلس مع شرائح المجتمع، أما عن المرأة فتجد الكثير من جسور الثقة اللافتة بينها وبين محيطها التشكيلى وهناك نماذج فى شتى المجالات حققوا أنفسهن وأعطوا قدوة ونموذج مشرف للمرأة المصرية وهو ما يدعو للشعور بالأمان لأنها ستسقى أبنائها وتربيهم على قيمة الفنون وتمدهم بالوعى الكافى للارتقاء بمستقبل كل المجتمع". ويؤكد الفنان سيد سعد الدين: "أن الفن الصادق الذى يحمل فى طياته رسالة وفكر هو ما يبقى لينفع الناس، أما أهمية الحركات الإبداعية والفنية فهى التواصل مع ملامحنا الحقيقية ومكونات الشخصية المصرية منذ الحضارة الفرعونية التى ظلت أصداءها من خلال الرسوم والحفر على جداريات المعابد، وأتمنى أن تتزايد الجماهير المقبلة على المعارض وقاعات العرض مثلما يحدث بالخارج ففكرة الانتظار والطوابير الممتدة معتادة فى شوارع أوروبا فقط حينما يتعلق الأمر بافتتاح معرض تشكيلى أو زيارة المتاحف، فأحلم بأن أجد تلك الثقافة بين طيات مجتمعنا العريق، أما عن الأجيال القادمة سواء من الفن التشكيلى أو غيره من المجالات فأحلم أن يحاطوا بالثقافة وأن يجدوا بين عناصر الفنون والرسوم ما يخاطبهم ويوجه أبصارهم للتذوق وتتوازى معها ملكات الإطلاع والمعرفة حتى ترتوى كل الحواس ببذور صحيحة تحمى من كل صنوف التطرف والغربة داخل نفس المجتمع"