يوما ما قال لي البابا شنودة الثالث بابا الكنيسة المصرية ونحن جلوس في مكتبه في الكاتدرائية المرقصية بالعباسية.. وقد كنا في سنوات الحلم.. زميلين في مقعد دراسة واحد في قسم الصحافة في كلية الآداب جامعة القاهرة .. هو كطالب زائر وأنا كطالب منتظم: أتعرف يا عزيزي أن المسلم والمسيحي تماما مثل فرعي النيل.. فرع دمياط وفرع رشيد هما ينبعان من نهر واحد.. ليرويا معا حقول مصر كلها بالخضرة والخير والحب والحنطة والتراحم والشبع! وها هو حلم البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية الراحل يتحقق.. ويلتقي ميلاد السيد المسيح نور الله إلي أهل الأرض.. مع ميلاد سيدنا محمد سيد الخلق ونبي الرحمة.. الذي ملأ الدنيا كلها بنور القرآن.. مع طلوع شمس عام جديد هو عام 2015 الذي ينعش اليوم.. في رحابة ولسعة صدر الورقة رقم ثلاثة من أيامه.. ولأن مصر تعيش الآن ربما لأول مرة منذ أن وعيت علي الدنيا عيدين في وقت واحد.. ميلاد سيد الخلق.. وميلاد نور الله إلي أهل الأرض.. فقد آثرت أن أحقق حلم صديقي البابا شنودة الثالث وذهبت إلي نفس البقعة التي تشهد مولد فرعين للنيل عند القناطر الخيرية بلدي وصبايا وأحلامي .. وأجلس مع نفر من أهلها وأهلي وجيراني في السراء والضراء.. نتكلم ونحكي نتحسس خطي مشيناها.. وخطي سوف نمشيها.. نحن وكل الناس في بلدنا في عامها الجديد.. فقد دعوت عم جرجس أفندى والأخت دميانة جيراننا في السراء والضراء والفرح والغم.. مع عمر حجاج مدرس اللغة العربية في مدرسة القناطر الخيرية التي كنا من تلاميذها في زمان ولي وراح.. مع الأخيار والخيرات من أهل الدار والحارة وما أكثرهن.. وجلسنا كلنا عند مفرق النيل الأم.. عندما يلد فرعين أخوين.. فرع دمياط وفرع رشيد.. الأول يتجه شرقا والثاني غربا.. وكان لنا معهم هذا الحوار الدافيء العامر بالألفة والود والأصالة والحب الحقيقي وليس حب المصالح .. والكراسي .......... .......... قال الست ماتيلدا وهي مدرسة إنجليزي في المدارس الخاصة: تعالوا نبدأ بالحاجة الحلوة الأول وبعدين نخش علي الغم ألف لام غين ميم! قال الجميع: أيوه أي فرح لابد أن يبدأ بالزغاريد.. قالت الست ماتيلدا: أجمل خبر أو لعله أجملها علي الاطلاق.. هو ما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسي لمحمد عبدالهادي رئيس تحريركم حول الشباب المصري الذي مازال محبوسا خلف الأسوار.. مافيش حد عارف عددهم لكنني أعرف أسرا هنا اختفي شبابها في ظروف غامضة وسط أحداث الثورات.. ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو وخلال مظاهرات الشباب في الجامعة وخارجها.. وبعد بحث وتعب وشقا ودموع وأنين اتضح أنهم خلف أسوار السجون.. بلا قضية وبلا هوية.. وعندما كان الأمن يجمع »العاطل علي الباطل.. وسط أحداث إحراق مصر ونهب مصر .. وكثيرون منهم لا لهم في الثور ولا في الطحين.. بل كانوا يتظاهرون فقط! وقد قال الرئيس السيسي بالحرف الواحد: أكيد هناك أبرياء.. وقد كلفت لجنة واثنتين مرتا علي السجون لتري بنفسها.. وهناك لجنة من شباب الإعلاميين تمر الآن علي السجون لكي تري بنفسها.. كما كلفت اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية بإجراء مراجعة شاملة.. وأي بريء يخرج فورا! انتهي كلام الرئيس.. تصفيق حاد من كل الحاضرين مع سيل من الدعوات المباركات.. ينطلق صوت من بين الحاضرين قائلا طيب امال ايه أوحش خبر يا جماعة السنة دي؟ قال المجتمعون في صوت واحد: خليه والنبي للآخرواحنا قايمين.. خللي القعدة كدة »ميت فل واربعتاشر« بأخبارها الحلوة وناسها اللي زي العسل! .......... .......... رحنا نقترع كلنا علي الخبر الحلو رقم اثنين.. ليفوز خبر مشروع قناة السويس الثالثة هو أحلي وأجمل خبر في العام الماضي كله ويكفي أن المصريين أخرجوا ما تحت البلاطة ودفعوا عن طيب خاطر نحو 60 مليار جنيه وزيادة حجم الاستثمارات إلي 280 مليار جنيه من بينها 160 مليار جنيه للقطاع الخاص وحده.. يتدخل عم حجاج مدرس اللغة العربيةزمان بقوله: ولكننا أيها السادة وقع في عام 2014 وحده نحو 240 تفجيرا إرهابيا.. يعني البلد مافيهاش أمن خالص! يسأله الجميع: ازاي يا بروفسور؟ قال: لقد وقع في عام 2014 نحو 240 حادثا إرهابيا في شمال سيناءوالقاهرةوالإسكندرية والشرقية والقليوبية ومدن القناة.. ولا ننسي هنا حادث واحة الفرافرة الذي راح ضحيته 28 ضابطا ومجندا + مذبحة كرم القواديس في سيناء الذي استشهد فيها 30 ضابطا وجنديا.. يا ساتر يارب! يتدخل مدرس آخر ولكن في الحساب والهندسة اسمه ممدوح زعيتر قال: وراء كل هذا العنف وحوادث الإرهاب تنظيم إرهابي اسمه بيت المقدس الذي أعلن ولاءه وطاعته للبغدادي زعيم تنظيم داعش الذي دوخ العالم ومازال.. وحشدت أمريكا بجلالة قدرها ومعها حلفاؤها.. أسطولا من قاذفات القنابل لتدميره ووقف زحفه علي العالم العربي والإسلامي.. حتي أن هذا التنظيم أعلن أخيرا أسر طيار أردني شارك الحلفاء ضرب تجمعات داعش .. ولكن الأخير أسقط طائرته.. وهدد بإعدامه ذبحا كما يفعلون دائما مع أسراهم والعياذ بالله! تتدخل مدرسة ابتدائي بلبس الحجاب بقولها: اهو داعش ده.. هو عفريت العرب الذي اطلقته أمريكا من القمقم كما كان يحدث في حواديت ألف ليلة وليلة.. التي لن تصرفه وتعيده إلي القمقم إلا بعد تكسير عظام العرب وتدمير بلاد المسلمين.. واللا أنا غلطانة! الكل في صوت واحد: عداكي العيب يا معلمة الأجيال! .......... .......... يسألوني: لماذا لا تتكلم أنت..؟ لماذا لا تقول لنا ما الذي أعجبك وما الذي لم يعجبك؟ ما الذي اطار النوم من عينيك ليالي وأياما؟ وما الذي أدخل السرور والحبور إلي قلبك؟ وما الذي أبكاك يوما وأنزل دموعك مدرارا؟ قلت لهم: لا أريد أبدا أن أرسل عفاريت الاكتئاب إلي صدوركم .. وأنا أعرف كم تعانون في حياتكم وكم تكابدون؟ قالوا: نسمع منك أولا.. وبعد ذلك نقرر نحن نزعل أم نعديها وخلاص.. ككل المحن التي تمر بها بلدنا والناس في بلدنا .. وما أكثرها! قلت: حالة انتحار الناشطة السياسية زينب المهدي بعد دخولها في حالة اكتئاب! يسألونني: وايه كمان؟ قلت: حالة انتحار سائق لأنه كان يمر بضائقة مالية.. يعلق نفسه من رقبته في لوحة إعلانات علي طريق السويس + الفتاة التي ألقت بنفسها في النيل هربا من مطاردة شاب لا ضمير له فلم تجد من يخلصها إلا نهر النيل أو حابي كما كان يسميه أجدادنا العظام! وبالمناسبة سألت عمنا حابي إله النيل الذي وهب مصر الحياة والخضرة والدفءوالشبع علي صفحات مجلة »حابي« التي كانت وزارة الآثار في عهد رفيق الطريق د.زاهي حواس وزير الآثار الأسبق تصدرها: كيف تكون اله الحياة والخضرة والشبع.. وتتحول إلي سارق لأرواح وحياة من كفروا بالحياة والناس والحب والجمال والحق والعدل؟ يسألونك في لهفة: وماذا قال لك إله النيل عند أجدادنا القدماء؟ قلت لهم ضاحكا: لقد قال لي: لأنهم ضاقوا بالظلم .. بالقهر.. بالغربة.. بالحرمان .. بالجوع.. بالفرقة.. ولو حتي بهجران حبيب ظالم.. أو حبيبة زائغة العينين فضلت بريق الذهب علي »عتمة« الحب.. علي أية حال.. فقد بلغ عدد المنتحرين في بلدنا لألف سبب وسبب 65 حالة هذا العام وحده.. من بين 2700 محاولة انتحار! يسألونني: والجرائم الأخري؟ انتم تريدون جنازة وتشبعون فيها لطما.. لقد وقع خلال عام 2014 نحو 4 آلاف جريمة.. من بينها 2000 جريمة خطف أطفال وكبار ونساء.. وطلب فدية + 500 جريمة اغتصاب + 500 مثلها حالات قتل! الجميع في صوت واحد: يا ساتر يارب! .......... .......... الكل من حولي علي شاطيء النهر العظيم.. حابي إله النيل.. مكتئب مطرق الرأس يضع يديه تحت ذقنه هم يسألونني: طيب ما الذي أبكاك أنت بالذات.. من بين سيل الجرائم وحوادث الطرق والخطف والاغتصاب ومن يعرف أن 85% من المصريات تعرضن للتحرش الجنسى في عام 2014؟ قلت: الذي أبكاني حقا: حادث أتوبيس المدارس الذي كان يقل تلاميذ وتلميذات صغار في طريقهن من كفرالدوار إلي الإسكندرية واصطدم بسيارة نقل علي طريق مصر إسكندرية الزراعي واحترق بما فيه من تلاميذ.. لم ينج منهم إلا واحد أو اثنان علي ما اذكر! + حادث مصرع تسع طالبات في جامعة سوهاج داخل سيارة أجرة كانت تقلهن إلي جامعتهن في الصباح! يسألونني في إصرار غريب: وايه كمان؟ قلت لهم: ما أصابني بقرف الدنيا كلها هذه الأحداث الغريبة علي مجتمعنا المحافظ الذي يعرف ربه ويصلي فرضه: 1 حادث البلاغ الذي ارسل إلي الشرطة زوج سيدة قبطية يتهمها بأنها علي علاقة بكاهن الكنيسة مع تفاصيل مقززة عن نوع وطبيعة هذه العلاقة المشينة.. ثم بعد ذلك بلاغ من الزوجة تنكر فيه كل شيء وتتهم زوجها بالتشهير بها.. وبلاغ من الكنيسة تنفي أن يحدث ذلك داخل محراب دين مقدس! إنني أدعو هنا السيد المسيح عيسي بن مريم كلمة الله في الأرض أن يتدخل بنور منه ورحمة من الله! 2 اعترافات أعضاء تنظيم تبادل الزوجات في المقطم علي قرع كئوس الخمر في حفلات ماجنة يقدم فيها كل زوج زوجته للآخر ويأخذ هو زوجة هذا الآخر العنتيل.. يعني حاجة كدة تغم النفس وتصيب الإنسان بقرف الدنيا كلها! .......... .......... جاء الغذاء من بيت فلاح يعرف الواجب يسكن علي شاطيء النهر في قلب جزيرة الشعير وهذا هو اسمها التي يفتح النهر الخالد ذراعيه عندها ويرسل فرعا منه إلي اليمين والآخر إلي اليسار ليرسي سريان النهر يمينا ويسارا ووسطا.. يسألونني وهم يأكلون: طيب يعني مافيش خبر حلو.. يعني؟ قلت لهم: كل ما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسي للزملاء ثالوث الصحافة المسماه بالقومية: محمد عبدالهادي علام رئيس تحرير الأهرام والصديق ياسر رزق رئيس تحرير الأخبار.. والزميل فهمي عنبة رئيس تحرير الجمهورية.. يبعث علي الأمل ويرسل طيور التفاؤل والحماس إلي صدور كل المصريين.. من غذاء وتعليم وتصنيع ومشاريع استثمارية وإنمائية.. بس احنا نشمر عن ساعدينا ونشتغل بحد وبحق وبضمير.. موش نقف بس نتفرج! .......... .......... يسألونني: طيب ما هو يا بطل أسوأ خبر في العام الذي حمل عصاته ورحل؟ قلت: ليس خبرا واحدا.. بل خبرين واحد أقلقني والثاني أبكاني والاثنان جاءانا من غرب مصر.. في ليبيا! قالوا: لنبدأبمن ارسل الدموع إلي مقليتك؟ قلت: ليست مقلتي وحدي.. بل قل انه أبكي كل أهل مصر.. عندما اقتحم إرهابيون مسلحون منزل طبيب مصري مسيحي هو وأسرته وقتلوا الطبيب وزوجته والابنة الكبري..! .................... .................... قالوا: بئس الإرهاب.. إنه غراب البين في كل دار.. وكل قرار.. طيب والخبر الثاني؟ قلت: خبر اشد سوادا وألما.. ونرجو الا يكون حقيقيا.. وهو اكتشاف وباء »الايبولا« القاتل.. في جارتنا الملاصقة لحدودنا.. التي اسمها ليبيا التي تتمزق الآن حروبا وقتلا وإرهابا ودما! قالوا في نفس واحد: يا ساتر يارب.. واحزني يا كل أمهات الأرض!{