مابين استعادة الدولة لهيبتها فى أقصى الصعيد بتفيذها قرار إخلاء 350 أسرة بالقوة الجبرية من أخطر المناطق العشوائية فى الصعيد، وبين رعاية الدولة لمواطنيها، تحولت لحظات البكاء والعويل والنحيب ل350 أسرة إلى فرحة غامرة، فى ساعات كانت فاصلا مابين امتناعهم عن الخروج طواعية من منطقتهم العشوائية بناحية الترعة الضمرانية بنجع حمادى شمال محافظة قنا، التى غطتها أكوام القمامة من جميع الاتجاهات وأجولة المخلفات التى حولت مساكنهم الطينية إلى منطقة للأوبئة، وبين تسلمهم الوحدات السكنية الخاصة بهم عالية التشطيب بناحية بهجورة.«الأهرام» رصدت ساعات الرحيل مع دخول أكثر من 1000 شرطى، وعشرات المعدات واللودارات التى انطلقت بإشارة من اللواء عبدالحميد الهجان محافظ قنا، لتتم عمليات الإخلاء والإزالة فى آن واحد بعدما وفرت المحافظة عشرات السيارات لنقل أثاث ومنقولات تلك الأسر بالمجان، خرجت الأسر التى اصطفت الواحدة تلو الأخرى حاملين أمتعتهم وأثاث منازلهم أعلى سيارات النقل لمساكنهم الجديدة، والدموع تملأ أعينهم لتتحول تلك الدموع إلى زغاريد هزت أرجاء 300 وحدة سكنية ببهجورة. وفى تصريحه ل «الأهرام» وسط اللودارات وركام المنازل القديمة، قال اللواء عبدالحميد الهجان محافظ قنا، إن الدولة اليوم استعادت شيئين، الأول هو هيبتها بتنفيذ قرار الإخلاء للمنطقة، التى كانت أكبر المناطق العشوائية فى المحافظة، والتى تضم قرابة 350 منزلا تخللتها العشوائيات والمخلفات والقمامة منذ سنوات. والثانى هو رعاية الدولة لمواطنيها وتوفير البديل، وهو ما تحقق ببناء 301 وحدة سكنية جديدة مكتملة المرافق والخدمات بقيمة 20 مليون جنيه من صندوق تطوير العشوائيات.