لا يمر أسبوع واحد إلا وتشهد فيه برامج التوك شو واقعة مشادة كلامية بين الإعلامى الذى يقدم البرنامج، وأحد المسئولين، وتختلف الأسباب والنتائج فى كل واقعة ..فأحيانا يتسبب فى ذلك عدم سعة صدر المسئول، واعتبار نفسه متهما فيلقى بالكرة فى ملعب الإعلامى . وأحيانا أخرى يكون المتسبب فيها هو الإعلامى نفسه، ومن الوقائع الأخيرة مشادة نشبت بين محافظ الجيزة د.على عبد الرحمن والإعلامى وائل الإبراشى، وأمس الأول بين د.هشام عبدالحميد، المتحدث باسم مصلحة الطب الشرعى والمذيعة إيمان عز الدين على قناة التحرير، وغيرهما من المشادات المتكررة.. ولأن البرامج قد تكون لسان حال المواطن أمام المسئول فهناك عناصر لابد من توافرها فى العلاقة بين المسئول والإعلامى فيؤكد المحاور مفيد فوزى أستاذ الحوار التليفزيونى على مدى تاريخ طويل، أن أى حوار بشكل عام لابد أن يسوده الاحترام و قيم الإصغاء، ومرفوض تماما أن يبدأ المسئول بأى "عجرفة"،فهى قد تثير المذيع والمشاهد أيضا، وهنا يخرج المذيع عن طبيعته، فمن الأجمل والأعظم والأرقى ضبط النفس، فالمذيع يملك ان يقول كل شئ بدهاء ومراوغة وشياكة ولباقة ودون صدام، وأضاف مفيد فوزى: من المؤكد أن وائل الإبراشى له مشاهد، ولكنى لا أتمنى أن يصل إلى مرحلة الصدام حتى لا يسقط الحوار فى دائرة ما يسمى ب"الخناقة". وتقول د.نرمين خضر أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة: من المفترض أن يكون دور المذيع والمسئول مكملين لبعضهما البعض ..فالاثنان أمامهما مسئولية كبيرة فى خدمة الوطن وقضاياه ،ولذلك فأى خلاف حاد، أو خروج عن اللباقة من الطرفين ليس فى صالح المشاهد ،ودور الإعلامى هو عرض المشكلة بكل أمانة ومصداقية وحياد دون أن يكون له مصالح شخصية، هو أو من يملك القناة التى يعمل بها، وأن يحسن طريقة عرضه للمشكلة، وألا تصدر منه ألفاظ غير لائقة، سواء بالكلام أو بالإيحاء، ويبتعد عن استخدام التصريحات الضمنية التى تعكس دلالات سلبية تسئ للإعلامى، وتفقد الثقة فيه أمام مشاهديه. أما المسئول فعليه أن يتعامل مع الإعلام برؤية واضحة وقوية وحاسمة فى الرد على كل التساؤلات التwى يطرحها الإعلام وإذا لم يتم ذلك سيصبح الإعلام بلا هدف، وكأنه يكلم نفسه ويجب أن يعرف صاحب السلطة أو المسئول ان الإعلام يساعده فى عرض المشكلة ،فهناك جماهير لاتجد من يرد عليها من المسئولين فتلجأ الى الإعلام ،وتضيف نرمين خضر ان التواصل بين الإعلام والقيادات شىء مهم لصالح المواطن وعلى المسئول ألا يعتبر الإعلام عدوا له فيهرب من مواجهته وهذا خطأ كبير، لأن الضحية ستكون هى المشاهد. وتقول الناقدة ماجدة موريس: يجب أن تكون هناك قواعد منظمة بين الطرفين، وأن يتم طرح المشاكل دون انفعال ،فمع اعترافنا بأن لدينا مشاكل كثيرة إلا أن الدولة لايمكن بأى حال من الأحوال أن تجد كل الحلول السريعة بسبب قلة الموارد، وسوء التخطيط والإدارة، إذن نحن أمام مشكلة ربما خارجة عن إرادة المسئول ،ومن هنا تحدث المواجهة بين الإعلام والمسئولين فى الدولة، ولذلك على المسئول أن يكون صادقا وصاحب قرار فى مكانه، ويقدم الحلول حسب إمكاناته وقدراته، وان يكون واضحا فى ذلك، ولن يجبره أحد على حل مشكلة فورية ليست فى استطاعته مع إظهار الحقيقة أمام الرأى العام، ويشرح للمشاهدين كل تفاصيل القضية التى يناقشها ، وعلى الإعلام تقبل الحلول الممكنة، وليست المستحيلة، وأن يكون الإعلامى وكيلا للمشاهدين، كما يجب على المذيع ضبط النفس أكثر من المسئول، لأن المذيع يمتد تأثيره الى الملايين من المشاهدين فى كل مكان ،أما المسئول فعليه حل مشكلات المواطنين ،وفى النهاية لن نستفيد شيئا عندما يفقد المذيع أعصابه، أو يفصل الخط عن المتحدث.